موسوعة البحـوث المنــبرية 

.

   تفسير سورة النور: عاشراً: الآيات (55-57):              الصفحة السابقة        (عناصر البحث)        الصفحة التالية   

 

 

عاشراً: الآيات (55-57):

{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ * وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ}.

أسباب النزول:

1- قال الله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً...}:

إن سبب نزول هذه الآية أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكا جهد مكافحة العدو وما كانوا فيه من الخوف على أنفسهم وأنهم لا يضعون أسلحتهم فنزلت الآية[1]. وقال أبو العالية: مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد ما أوحي إليه خائفاً هو أصحابه يدعون إلى الله سراً وجهراً ثم أمر بالهجرة إلى المدينة فمكث بها هو وأصحاب خائفون يصبحون في السلام ويمسون فيه فقال رجل: ما يأتي علينا يوم تأمن فيه ونضع عنا السلاح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم مُحتَبياً ليس عليه حديدة))[2] فأنزل الله هذه الآية[3].

قال مالك: نزلت هذه الآية في أبو بكر وعمر: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ...}[4].

القراءات:

1- {كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}:

1) {اسْتَخْلَفَ}: بفتح التاء واللام على البناء للفاعل وهذه قراءة الجمهور.

2) {اسْتُخْلِف}: بضم التاء وكسر اللام على الفعل المجهول. وهذه قراءة عيسى بن عمر وأبو بكر والمفضل عن عاصم[5].

2- {وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ}:

1) {وليُبَدِّلنهم}: بالتشديد من بدّل وهذه قراءة الجمهور.

2) {وليُبْدِلَنَّهم}: بالتخفيف من أبدل وهي قراءة ابن محيصن وابن كثير ويعقوب وأبو بكر وهي قراءة الحسن واختيار أبي حاتم[6].

وقراءة التشديد أرجح من قراءة التخفيف[7].

3- {لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ}:

1) {تَحْسَبَنَّ}: بالتاء خطاباً وهذه قراءة الجمهور.

2) {يَحْسَبنَّ}: بالياء وهذه قراءة ابن عامر وحمزة وأبو حيوة[8].

المفردات:

1- {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ}: أي ليجعلهم فيها خلفاء يتصرفون فيها تصرف الملوك في مملوكاتهم[9].

2- {كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}: كل من استخلفه الله في أرضه فلا يخص ذلك ببني إسرائل ولا أمة من الأمم دون غيرها[10].

3- {وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ}: والمراد بالتمكين هنا: التثبيت والتقرير: أي يجعله الله ثابتاً مقرراً ويوسع لهم في البلاد ويظهر دينهم على جميع الأديان والمراد بالدين هنا: الإسلام كما في قوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:2][11].

4- {يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً}:

{يعبدونني}: هو في موضع الحال أي في حال عبادتهم الله بالإخلاص ويجوز أن يكون استئنافاً على طريق الثناء عليهم {لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً} فيه أربعة أقوال: أحدها: لا يعبدون إلهاً غيري. الثاني: لا يراءون بعبادتي أحداً. الثالث: لا يخافون غيري. الرابع: لا يحبون غيري[12].

5- {مُعْجِزِينَ}: أي لا يعجزون الله بل الله قادر عليهم وسيعذبهم على ذلك أشد العذاب ولهذا قال تعالى: {وَمَأْوَاهُمُ} أي في الدار الآخرة {ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ} أي بئس المآل مآل الكافرين وبئس القرار وبئس المهاد[13].

المعنى الإجمالي:

هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي أئمة الناس والولادة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً وحكماً فيهم وقد فعله تبارك وتعالى وله الحمد والمنه فإنه صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها وأخذ الجزية من مجوس هجر ومن بعض أطراف الشام وهكذا أمضى الله وعده في كل فئة أخذت بما أمرت به من الإيمان والعمل الصالح. فهذا من آيات الله العجيبة الباهرة ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله وإنما يسلط الله عليهم الكفار والمنافقين ويُديلُهم في بعض الأحيان بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح. ومن كفر بعد التمكين والسلطة فأولئك هم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة الله وفسدوا وقد ولت هذه الآية أن الله مكن من قبلنا واستخلفهم في الأرض كما قال موسى لقومه {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى ٱلأرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:129]، ثم أمر الله بإقامة الصلاة بأركانها وشروطها وآدبها ظاهراً وباطناً وبإيتاء الزكاة من الأحوال التي استخلف الله عليها العباد وأعطاهم إياها ثم عطف عليهما الأمر العام فقال: {أَطِيعُواْ ٱللَّهَ} وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فمن أراد الرحمة فهذا طريقها ومن رجاها من دون إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول فهو متمنٍ كاذب.

{لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ} فلا يغررك ما مُتعوا به في الحياة الدنيا فإن الله وإن أملهم فإنه لا يهملهم ولهذا قال: {وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ} أي بئس مآل الكافرين مآل الشر والحسرة والعقوبة الأبدية[14].

نصوص ذات صلة:

1- قال الله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ}:

وهناك آيات وأحاديث كثيرة تدل على أن طاعة الله بالإيمان والعمل الصالح سبب للقوة والاستخلاف في الأرض ونفوذ الكلمة كقوله تعالى: {وَٱذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِى ٱلأرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} [الأنفال:26]، وقوله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ * ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلاْمُورِ} [الحج:40، 41][15].

ومن الأحاديث: قوله صلى الله عليه وسلم: ((واله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون))[16].

2- قال تعالى: {كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}:

ومن الآيات الموضحة لذلك قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ * وَنُمَكّنَ لَهُمْ فِى ٱلأرْضِ...} [القصص:5، 6].

وقوله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى ٱلأرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:129][17].

3- وقال تعالى: {وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}:

هذا الدين الذي ارتضاه لهم هو دين الإسلام بدليل قوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:2]. وقوله: {إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ} [عمران:19][18].

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكنها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض[19]...))[20].

وعن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال يا عدي: ((هل رأيت الحيرة)) قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها قال: ((فإن طالت بك حياة لتَرَيَّن الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله[21]...)[22].

4- {يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً}:

عن معاذ رضي الله عنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له: عُفير فقال: ((يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله)) قلت الله ورسوله أعلم قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً فقلت يا رسول الله: أفلا أبشر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا))[23].

5- وقال تعالى: {لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ}:

ما دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء مبيناً في آيات آخر كقوله تعالى: {وَٱعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخْزِى ٱلْكَـٰفِرِينَ} [التوبة:2]، وقوله تعالى: {يُعَذّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ * وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء} [العنكبوت:22][24].

الفوائـد:

1- قال الله تعالى: {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ...}.

قال النحاس: (فكان في هذه الآية دلالة على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله جل وعلا أنجز ذلك الوعد)[25].

2- قال ابن العربي: (قال علماؤنا: هذه الآية وعد حق وقول صدق يدل ذلك على صحة إمامه الخلفاء الأربعة لأنه لم يتقدمهم أحد في الفضيلة إلى يومنا هذا فأولئك مقطوع بإمامتهم عليه وصدق وعد الله فيهم وكانوا على الدين الذي ارتضى لهم واستقر الأمر لهم وقاموا بسياسة المسلمين وذبّوا عن حوزة الدين فنفذ الوعد فيهم وصدق الكلام فيهم وإذا لم يكن هذا الوعد بهم فيجز ومنهم تفز وعليهم ورد ففيمن يكون إذن؟ وليس بعدهم مثلهم إلى يومنا هذا ولا يكون فيما بعده[26]. وهذه الحال لم تختص بالخلفاء الأربعة رضي الله عنهم حتى يُخصوا بها من عموم الآية بل شاركهم في ذلك جميع المهاجرين بل وغيرهم[27].

3- اللام في {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} جواب قسم مضمر لأن الوعد قول مجازهها: قال الله للذين، آمنوا وعملوا الصالحات والله ليستخلفهم في الأرض فيجعلهم ملوكها وسكانها[28].

4- قال الله تعالى: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}:

وقيل: لما أن النفوس إلى الحظوظ العاجلة أميل فتصدير المواعيد بها في الاستعمال أدخل والتمكين في الأصل جعل الشيء في مكان ثم استعمل في لازمه وهو التثبيت[29].

5- قال تعالى: {وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ}:

في إضافة الدين وهو دين الإسلام إليهم ثم وصفه بارتضائه لهم من مزيد الترغيب فيه والتثبيت عليه ما فيه[30].

6- هذا واستدل كثير بهذه الآية على صحة خلافة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم لأن الله تعالى وعد فيها من في حضرة الرسالة من المؤمنين بالاستخلاف وتمكين الدين والأمن العظيم من الأعداء ولا بد من وقوع ما وعد به ضرورة امتناع الخلُف في وعده تعالى ولم يقع ذلك المجموع إلا في عهدهم فكان كل منهم خليفة حقاً باستخلاف الله تعالى إياه حسبما وعد جل وعلا... وأقامها بعض أهل السنة دليلاً على الشيعة في اعتقادهم عدم صحة خلافة الخلفاء الثلاثة ولم يستدل بها على صحة خلافة الأمير كرم الله وجهه لأنها مسلّمة عند الشيعة[31].

7- قال الله تعالى: {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلَوٰةَ وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}:

هذه الآية الكريمة تدل على أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم سبب لرحمة الله تعالى سواء قلنا إن (لعل) في قوله {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} حرف تعليل أو ترج لأنها إن قلنا: إنها حرف تعليل فإقامة الصلاة وما عطف عليه سبب رحمة الله لأن العلل أسباب شرعية وإن قلنا: إن (لعل) للترجي: أي أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة على رجائكم أن الله يرحمكم بذلك لأن الله ما أطمعهم بتلك الرحمة عند عملهم بموجبها إلا ليرحمهم لما هو معلوم من فضله وكرمه وكون: لعل هنا للترجي إنما هو بحسب علم المخلوقين[32].


[1] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/297).

[2] الحديث أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان قال: حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية. فذكر الحديث.

[3] انظر: جامع البيان للطبري (18/159)، وتفسير القرآن العظيم (3/312-313).

[4] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3/409).

[5] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/299-300)، وفتح القدير (4/47).

[6] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/300).

[7] انظر: فتح القدير (4/47).

[8] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/301)، وأضواء البيان (6/248-249).

[9] انظر: فتح القدير (4/47).

[10] انظر: فتح القدير (4/47).

[11] انظر: فتح القدير (4/47).

[12] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/300).

[13] تفسير القرآن العظيم (3/314).

[14] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/297)، وتفسير القرآن العظيم (3/311)، وروح المعاني (18/201)، وفتح القدير (4/47)، وتيسير الكريم الرحمن (5/439).

[15] انظر: أضواء البيان (6/246).

[16] أخرجه البخاري من حديث خباب بن الأرب في كتاب المناقب باب: علامات النبوة في الإسلام (3612).

[17] انظر: أضواء البيان (6/246).

[18] انظر: أضواء البيان (6/247).

[19] أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب:هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (2889).

[20] انظر: تفسير القرآن العظيم (3/312).

[21] أخرجه البخاري في كتاب المناقب باب: علامات النبوة في الإسلام (3595).

[22] انظر: تفسير القرآن العظيم (3/313).

[23] أخرجه البخاري في الجهاد والسير باب: الفرس والحمار (2856)، ومسلم في الإيمان باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة (30).

[24] انظر: أضواء البيان (6/248).

[25] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/297).

[26] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3/409)، والجامع لأحكام القرآن (12/297).

[27] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/298).

[28] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/299).

[29] انظر: روح المعاني (18/203).

[30] روح المعاني (18/203).

[31] روح المعاني (18/205).

[32] انظر: أضواء البيان (6/247).

 
.