الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  الظلم: ثاني عشر: العفو عن الظالم:          الصفحة السابقة           الصفحة التالية           (الصفحة الرئيسة)

 

ثاني عشر: العفو عن الظالم:

قال تعالى: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوء فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً} [النساء:149].

قال ابن جرير: "يعني بذلك: أن الله لم يزل ذا عفو على عباده، مع قدرته على عقابهم على معصيتهم إياه، فاعفوا أنتم أيضاً ـ أيها الناس ـ عمن أتى إليكم ظلماً، ولا تجهروا له بالسوء من القول وإن قدرتم على الإساءة إليه، كما يعفو عنكم ربكم مع قدرته على عقابكم، وأنتم تعصونه وتخالفون أمره"[1].

وقال تعالى: {وَٱلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} [الشورى:39، 40].

قال إبراهيم النخعي: "كانوا يكرهون أن يُستذلّوا، فإذا قدروا عفوا"[2].

قال ابن كثير في تفسير الآية: "فشرع العدل وهو القصاص، وندب إلى الفضل وهو العفو"[3].

وقال ابن سعدي: "وشرط الله في العفو والإصلاح صلاحهما لحال الجاني ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق بالعفو عنه وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأموراً به. وفي جعل أجر العافي على الله تهييج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه فليعف عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل"[4].


[1] جامع البيان (4/343).

[2] صحيح البخاري، كتاب المظالم، باب: الانتصار من الظالم (5/119) مع الفتح.

[3] تفسير القرآن العظيم (4/128).

[4] تيسير الكريم الرحمن (706).

 

.