الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  الظلم: ثالث عشر: التوبة من الظلم والتحلل من المظالم:       الصفحة السابقة        الصفحة التالية       (الصفحة الرئيسة)

 

ثالث عشر: التوبة من الظلم والتحلل من المظالم:

قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء:110].

قال ابن سعدي: "أي: من تجرأ على المعاصي واقتحم على الإثم، ثم استغفر الله استغفاراً تاماً يستلزم الإقلاع والعزم على أن لا يعود، فهذا قد وعده مَن لا يخلف الميعاد بالمغفرة والرحمة، فيغفر له ما صدر منه من الذنب، ويزيل عنه ما ترتب عليه من النقص والعيب، ويعيد إليه ما تقدم من الأعمال الصالحة ويوفقه فيما يستقبله من عمره... ويفسر عمل السوء هنا بالظلم الذي يسوء الناس، وهو ظلمهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم"[1].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه))[2].

قال الملا علي القاري: "قوله: ((قبل أن لا يكون دينار ولا درهم)) هو تعبير عن يوم القيامة، وفي التعبير به تنبيه على أنه يجب عليه أن يتحلل منه ولو ببذل الدينار والدرهم في بذل مظلمته، لأن أخذ الدينار والدرهم اليوم على التحلل أهون من أخذ الحسنات أو وضع السيئات على تقدير عدم التحلل"[3].


 


[1] تيسير الكريم الرحمن (200-201).

[2] أخرجه البخاري في المظالم، باب: من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له (2449).

[3] مرقاة المفاتيح (8/849).

 

.