الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  الظلم: عاشراً: نصرة المظلوم:          الصفحة السابقة               الصفحة التالية            (الصفحة الرئيسة)

 

عشراً: نصرة المظلوم:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً))، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟! قال: ((تأخذ فوق يديه))[1].

قال الحافظ: "قوله: ((تأخذ فوق يده)) كنى به عن كفّه عن الظلم بالفعل إن لم يكفّ بالقول، وعبّر بالفوقية إشارة إلى الأخذ بالاستعلاء والقوة"[2].

وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانها عن سبع، فذكر عيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس وردَّ السلام ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإبرار المقسم[3].

قال الحافظ: "قوله: (باب نصر المظلوم) هو فرض كفاية، وهو عام في المظلومين وكذلك في الناصرين، ويتعين أحياناً على من له القدرة عليه وحده إذا لم يترتب على إنكاره مفسدة أشدّ من مفسدة المنكَر، فلو علم أو غلب على ظنه أنه لا يفيد سقط الوجوب وبقي أصل الاستحباب بالشرط المذكور، فلو تساوت المفسدتان تخيّر، وشرط الناصر أن يكون عالماً بكون الفعل ظلماً. ويقع النصر مع وقوع الظلم وهو حينئذ حقيقة، وقد يقع قبل وقوعه كمن أنقذ إنساناً من يد إنسان طالبه بمال ظلماً وهدّده إن لم يبذله، وقد يقع بعده وهو كثير"[4].


[1] أخرجه البخاري في المظالم، باب: أعن أخاك ظلماً أو مظلوماً (2444).

[2] فتح الباري (5/118).

[3] أخرجه البخاري في المظالم، باب: نصر المظلوم (2445)، ومسلم في اللباس والزينة (2066).

[4] فتح الباري (5/119).

 

.