موسوعة البحـوث المنــبرية

.

   تفسير سورة النور: ثانياً: الآيات (11-26):           الصفحة السابقة        (عناصر البحث)        الصفحة التالية   

 

 

ثانيا: الآيات (11-26):

{إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءوا بِٱلإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإثْمِ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَّوْلاَ جَاءو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَـئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِى مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوٰهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَـٰنَكَ هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَـٰتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  * إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكّى مَن يَشَاء وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *  وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنـٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ٱلْمُبِينُ * ٱلْخَبِيثَـٰتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَـٰتِ وَٱلطَّيّبَـٰتُ لِلطَّيّبِينَ وَٱلطَّيّبُونَ لِلْطَّيّبَـٰتِ أُوْلَـئِكَ مُبَرَّءونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }.

أسباب النزول:

1- {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءوا بِٱلإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ...}:

نزلت هذه الآيات في حادثة الإفك؛ وهي التي رُميت فيها عائشة رضي الله عنها، الطاهرة المطهرة، الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، وقد جاءت لهذه القصة روايات كثيرة، وأشملها وأصحها ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه قال الزهري: وكلهم حدثني طائفة من حديثها، وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصاً، وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يصدق بعضاً، زعموا أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما أُنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلتُ إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار[1] قد انقطع، فرجعت، فالتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة[2] من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج، فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعدما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممت منزلي الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش، فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته، فوطئ يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول، فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهراً، والناس يفيضون من قول أصحاب الإفك ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض، إنما يدخل فيسلم، ثم يقول: ((كيف تيكم؟))، لا أشعر بشيء من ذلك حتى نقهت[3] فخرجت أنا وأم مسطح قِبَل المناصع[4] متبرزنا[5] لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في البرية أو في التنزّه، فأقبلت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي، فعثرت في مرطها[6] فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلاً شهد بدراً؟! فقالت: يا هنتاه[7] ألم تسمعي ما قالوا؟! فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضاً على مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم فقال: ((كيف تيك؟)) فقلت: ائذن لي إلى أبوي، قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت أبوي، فقلت لأمي: ما يتحدث به الناس؟ فقالت: يا بنية هوني على نفسك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، فقلت: سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا، قالت: فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث[8] الوحي، يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيراً، وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك، فدعا رسول اله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: ((يا بريرة هل رأيت فيها شيئاً يريبك؟)) فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمراً أغمصه[9] عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً، وما كان يدخل على أهلي إلا معي))، فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية فقال: كذبت لعمروالله لا تقتله، ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير فقال: كذبت لعمروالله، والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى همّوا[10] ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت، وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتين ويوماً، حتى أظن أن البكاء فالق كبدي، قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها، وقد مكث شهرا لا يُوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد ثم قال: ((يا عائشة، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه))، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن، فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس، ووقر في أنفسكم، وصدقتم به، ولئن قلت لكم: إني بريئة - والله يعلم إني لبريئة - لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر - والله يعلم أني بريئة - لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [يوسف:18]، ثم تحولت على فراشي، وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحياً، ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله، فوالله ما رام مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء[11] حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات، فلما سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: ((يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله)) فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءوا بِٱلإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ} الآيات، فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه: والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعدما قال لعائشة، فأنزل الله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ} إلى قوله: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال: ((يا زينب، ما علمت؟ ما رأيت؟))، فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً، قالت: وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع[12].

2- {لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً...}:

عن بعض الأنصار من بني النجار أن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة رضي الله عنها؟ قال: نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خير منكِ، فنزلت[13].

3- {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ}:

وقد نزلت في أبي بكر رضي الله عنه كما مر في حديث الإفك.

القراءات:

1- {وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ}:

1) {كِبْرَه} بكسر الكاف، وهي قراءة الجمهور.

2) {كُبْره} بضم الكاف، وقرأ بها حميد الأعرج ويعقوب وغيرهما[14].

2- {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}:

1) {إذ تَلَقَّونه بألسنتكم} بفتح التاء واللام وتشديد القاف المفتوحة، من التلقّي، وهي قراءة الجمهور.

2) {إذ تَلِقُوْنه بألسنتكم} بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف، من ولق الرجل يلق ولقاً، إذا كذب واستمر عليه، وهي قراءة عائشة رضي الله عنها، وابن يعمر.

3) {إذ تُلْقُونه} بضم التاء وسكون اللام وضم القاف، من الإلقاء، وبها قرأ محمد بن السَّمَيْقع.

4) {إذ تتُلْقُونه} بتاءين، من التلقي، وهي قراءة ابن مسعود وأبيّ رضي الله عنهما.

5) {إذ تَّلقَّونه} مثل قراءة الجمهور، ولكن بإدغام الذال في التاء، وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي.

6) {إذ تلقونه} بإدغام التاء في التاء، وقرأ بها ابن كثير.

7) {إذ تِيلَقونه} بتاء مكسورة بعدها ياء ولام مفتوحة، كأنه مضارع (ولِق)، وقرأ بها يعقوب في رواية المازني.

8) {إذ تَلْقَونه} بفتح التاء والقاف وسكون اللام، وهي رواية عن ابن السميقع.

9) {إذ تأْلقونه} بفتح التاء بعدها همزة ولام، من الألق، وهو الكذب، وهي قراءة زيد بن أسلم وأبي جعفر.

10) {إذ تثقفونهم} بتاء بعدها ثاء ثم قاف وفاء، من ثقفت الشيء إذا طلبته فأدركته، وهي مروية عن سفيان بن عينية من قراءة أمه.

11) {إذ تقْفُونه} من قفاه إذا تبعه، وقرأ بها بعض القراء[15].

3- {خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ}:

1) {خُطُوات الشيطان} بضم الطاء، وهي قراءة الجمهور.

2) {خُطْوات الشيطان} بسكون الطاء، وقرأ بها عاصم والأعمش[16].

4- {مَا زَكَى مِنكُم}:

1) {ما زكى} بتخفيف الكاف، أي: ما اهتدى ولا أسلم ولا عرف رُشداً، وقرأ بها جمهور القراء.

2) {ما زكّى} بتشديد الكاف، أي: ما زكىّ الله وطهّره ولا هدى أحداً منكم، وقرأ بها الحسن وأبو حيوة[17].

5- {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ}:

1) {ولا يأتلِ} وقرأ بها الجمهور.

2) {ولا يتألَّ} مضارع (تألى) بمعنى حلف، وهي قراءة عبد الله بن عباس بن ربيعة وزيد بن أسلم[18].

6- {أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ}:

1) {أن يؤتوا} بالياء، وهي قراءة الجمهور.

2) {أن تؤتوا} بالتاء على الالتفات للخطاب، وبها قرأ أبو حيوة وابن قطيب وأبو البرهسم[19].

7- {وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ}:

1) {وليعفوا وليصفحوا} بالياء في الفعلين، وهي قراءة الجمهور.

2) {ولتعفوا ولتصفحوا} بالتاء في الفعلين، وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه والحسن وسفيان بن الحسين وأسماء بنت يزيد[20].

8- {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ}:

1) {تشهد عليهم} بالتاء، وهي قراءة الجمهور.

2) {يشهد عليه} بالياء، وبها قرأ الأعمش وحمزة والكسائي وغيرهم[21].

9- {يُوَفّيهِمُ ٱللَّهُ}:

1) {يوفيّهم} بالتشديد، وهي قراءة جمهور القراء.

2) {يوفِيهم} بالتخفيف، وهي قراءة زيد بن علي[22].

10- {دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ}:

1) {دينهم الحقَ} بنصب (الحق) على أنه صفة لـ(دينهم)، وهذه قراءة الجمهور.

2) {دينهم الحقُ} برفع (الحق) على أنه صفة لله عز وجل، وقرأ بها ابن مسعود رضي الله عنه ومجاهد وأبو حيوة[23].

المفردات:

1- {ِٱلإفْكِ}: الكذب والبهت والافتراء، وأصل الأَفْك بفتح ثم سكون: القلب والصرف؛ لأن الكذب مصروف عن الوجه الذي يحق[24].

2- {عُصْبَةٌ}: أصل العصبة في اللغة: الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض، وهم الجماعة من العشرة إلى الأربعين، وقيل غير ذلك[25].

3- {لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}: الشر: ما زاد ضرّه على نفعه، والخير: ما زاد نفعه على ضرّه، قالوا: وإن خيراً لا شرَّ فيه هو الجنة، وشرّاً لا خير فيه هو جهنم[26].

4- {وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ}: الكُبر بالضم، معظم الأمر، وبالكسر البراءة بالشيء، وقيل: الإثم، والجمهور على الأول، أي والذي تحمل معظمه[27].

5- {أَفَضْتُمْ}: الإفاضة: الأخذ في الحديث، يقال: أفاض القوم في الحديث أي أخذوا فيه[28].

6- {هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ}: البهتان: هو أن يقال في الإنسان ما ليس فيه[29]، و هو الكذب الذي يبهت سامعه لفظاعته[30].

7- {تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ}: تشيع: أي تفشو وتنتشر، من قوله: شاع الشيء يشيع شيوعاً وشيعاً وشيعاناً: إذا ظهر وانتشر، والفاحشة: الفعل القبيح المفرط القُبْح، وقيل: هو في هذه الآية الزنا، وقيل: القول السيئ[31].

8- {خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ}: قيل: عمله، وقيل: مسالكه ومذاهبه، وقيل: نزغاته، وقيل: كل معصية هي من خطوات الشيطان[32]. ولا تعارض بين ذلك.

9- {يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ}: الفحشاء تقدم معناها، أما المنكر فهو: ما ينكره الشرع[33].

10- {مَا زَكَى}: أصل الزكاة: النمو الحاصل عن بركة الله تعالى، ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية[34]، والتزكية: التطهير[35]، وهو في هذه الآية: الطهارة من أنجاس الشرك والمعاصي[36].

11- {وَلاَ يَأْتَلِ}: من الأليّة وهو الحَلْف، ويقال: ائتلى يأتلي إذا حلف، وقيل: معنى {وَلاَ يَأْتَلِ} أي: لا يقصِّر أصحاب الفضل، من الألوْ بوزن الدلو، ومن الأُلوّ بوزن العتوّ، ومنه قوله تعالى: {لاَتَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَيأْلُونَكُمْ خَبالاً} [آل عمران:118]، أي: لا يقصرون في مضرتكم، والأول هو الأصح[37].

12- {وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ}: أصل العفو: من عفتِ الريح الأثر إذا طمسته، ومن عفا الربع أي: درس، فمعنى العفو: محو الذنب كما تعفو الريح الأثر، وكما يعفو الربع إذا درس، والمعنى: فليطمسوا آثار الإساءة بحلمهم وتجاوزهم. والصفح قال بعض أهل العلم: مشتق من صفحة العنق، أي: أعرضوا عن مكافأتهم إساءَتهم حتى كأنكم تَلْوونها بصفحة العنق معرضين عنها[38].

13- {ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ}: هنّ اللاتي غفلن عن الفاحشة بحيث لا تخطر ببالهنّ ولا يفطنّ لها، وفي ذلك من الدلالة على كمال النزاهة وطهارة ما لم يكن في المحصنات، وقيل: الغافلات: السليمات الصدور، النقيّات القلوب[39]، والمعنى واحد.

14- {يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلْحَقَّ}: التوفية: إعطاء الشيء وافياً، والدين هنا الجزاء، ومنه قولهم: كما تدين تدان، وقوله: {دِينَهُمُ} أي: جزاءهم الذي هو في غاية العدل والإنصاف، والحق أي: الثابت، وقال بعضهم: أي جزاءهم الواجب الذي هم أهله، والأول أصح[40].

المعنى الإجمالي:

أنزل الله هذه الآيات في شأن عائشة رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان بما قالوه من الكذب والفرية، فردّ الله عن عرض نبيه صلى الله عليه وسلم وبرّأ الصديقة بنت الصديق، مبيناً أن الذين جاءوا بهذا الإفك مجموعة منهم من المؤمنين اغتروا بالمنافقين، وهو خير للرسول صلى الله عليه وسلم ولآله والمؤمنين لا شر عليهم، وأن لكل من خاض في هذا الإفك نصيبه من الإثم، وللذي تولى معظمه عذاب أليم عظيم، وهو رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، ثم لامهم وقال: هَلاّ إذا سمعتم هذا الأمر ظننتم ببعضكم البعض خيراً، وبينوا أنه إفك ظاهر لا مجال للشك فيه، ثم أدبهم بأدب قائلاً: هلا جاءوا عليه أربعة شهداء يشهدون بذلك، فإن لم يأتوا بهم - والحال كذلك - فأولئك في حكم الله هم الكاذبون حقاً، الفاجرون يقيناً، ثم بيّن فضله تعالى على عباده ورحمته بهم في الدنيا والآخرة، وأنه لولا ذلك الفضل، وقبوله تعالى لتوبة من اشترك في هذا الأمر لمسّ الخائضين فيه، والمتكلمين به عذاب عظيم، فهم قد تلقوه بألسنتهم وقالوا بأفواههم ما لا يعلمون، وهم يحسبون هذا الأمر هيّناً سهلاً، ولكنه عند الله عظيم عظيم، فإنه تعالى يغار ولا أحد أشد منه غيرة، ثم نبههم إلى أدب ثان فقال: هلاّ إذا سمعتم هذا الإفك، قلتم ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا، وما يليق بنا الكلام بهذا الإفك المبين الظاهر، لأن المؤمن يمنعه إيمانه من ارتكاب القبائح، ثم نهاهم سبحانه أن يعودوا لمثل هذا الأمر أبداً ما دمتم أحياء، إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه، وتعظمون رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ويوضّح الله لكن الأحكام الشرعية والحكم القدرية، والله كامل العلم بما يصلح عباده، حكيم عام الحكمة في شرعه وقدره، ثم أدّبهم أدباً ثالثاً فمن سمع شيئاً من الكلام السيئ فقام بذهنه شيء وتكلّم به فلا يكثر منه ولا يشيعه ولا يذيعه، فإن الذين يحبون أن تنتشر وتظهر الفاحشة والمعاصي بأنواعها بين المؤمنين أوعدهم الله عذاباً أليماً في الدنيا بإقامة الحدّ، وفي الآخرة بعذاب الله الذي لا يحُتمل ولا يُطاق، والله يعلم كل شيء، وأنتم لا تعلمون إلا ما قُدّر لكم، فردّوا إليه الأمور ترشدوا، ثم كررّ فضله على عباده سبحانه وأنه رؤوف رحيم، فلولا رحمة الله لما بيّن لكم هذه الأحكام والمواعظ، والحكم الجليلة، ولما أمهل من خالف أمره إلى حين، ثم حذّر المؤمنين من اتباع مسالك الشيطان وطرقه، ومن يفعل ذلك فإن الشيطان يأمر بما تستفحشه الشرائع والعقول من الآثام والذنوب وما تنكره، وفي هذا تنفير وتحذير من ذلك بأفصح عبارة وأبلغها وأوجزها وأحسنها، مؤكداً فضله على عباده وأنه لولا هذا الفضل لما تطهّر أحد من اتباع خطوات الشيطان، ولكنه سبحانه رحيم بعباده فهو يطهر من يشاء من عباده ممن يعلم صلاحه، ويعلم حبّه لهذه التزكية، وأنه سميع لأقوال عباده، عليم بمن يستحق منهم الهدى والضلال، ثم نهى أولي الفضل والطَّوْل والصدقة والإحسان من الحلف بأن لا ينفقوا على القرابة والمساكين والمهاجرين، وهي نزلت - كما تقدم - في أبي بكر حين حلف أن يقطع نفقته عن مسطح بن أثاثة لما خاض في الإفك، فوجه هؤلاء الفضلاء أن يعفوا ويصفحوا عمن فعل ذلك، مهيّجاً نفوسهم بسؤاله: ألا يحبون أن يغفر الله لهم إذا عفوا عمن أساء إليهم، فإن الجزاء من جنس العمل، فإذا غفروا وعفوا عمن أساء، فإن الله يعاملهم بالمثل فيتجاوز عن سيئاتهم، ثم حذّر سبحانه الذين يرمون الغافلات من المؤمنات بالفاحشة بأنهم لعنوا في الدنيا والآخرة، وأوعدهم عذاباً عظيماً لا طاقة لهم به، مذكّراً إياهم بأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ستشهد عليهم يوم القيامة بما فعلوا بها، عندئذٍ وفي ذلك اليوم فإن الله سيوفيّهم جزاءهم وحسابهم الثابت بعدله الذي لا يقاربه عدل، عندها سيعلمون أن الله هو الحق الظاهر، وأن انحصار الحق في الله تعالى، ثم ذكر عز وجل أن كل خبيث من الرجال والنساء والكلمات والأفعال مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، وكل طيب من الرجال والنساء والكلمات والأفعال مناسب للطيب وموافق له ومقترن به، ومشاكِل له، وأن الطيبين والطيبات كعائشة والمؤمنات المحصنات الغافلات مبرؤون مما يقول أهل الإفك، وعداً إياهم مغفرة تستغرق الذنوب، ورزقاً كريماً في الجنة صادراً من رب كريم، بل أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى.

نصوص ذات صلة:

1- قوله تعالى: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ}:

 ورد في السنة النبوية في معنى هذه الآية أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليتكلّم بالكلمة ما يتبين فيها يزلّ بها في النار أبعد مما بين المشرق))[41].

2- قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ...}:

ورد في السنة المطهرة أحاديث في النهي عن أذية المؤمنين وتتبّع عوراتهم فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته))[42].

3- قوله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مّنْ أَحَدٍ أَبَداً...}:

في الآية أن الله يتفضل بتزكية من يشاء من عباده المستحقين للتزكية، وقد جاء هذا الأمر مبيّناً في غير هذا الموضع من كتاب الله تعالى، كقوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكّى مَن يَشَاء} [النساء:49]، وقوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ } [النجم:32][43].

4- {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}:

جاء في موضع آخر من كتاب الله عز وجل النهي عن الحلف عن فعل البرّ كقوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ ٱللَّهَ عُرْضَةً لأيْمَـٰنِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ}[44].

5- {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنـٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}:

ورد في السنة المطهرة النهي عن قذف المحصنات بأشد عبارة وأعظمها وقرنه بالشرك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قالوا: يا رسول الله وما هنّ؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))[45].

وفي حديث آخر عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((إن قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة))[46].

6- قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}:

ورد في الحديث الشريف ذكر شهادة أعضاء الإنسان بما عمل، فعن أنس رضي الله عنه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال: ((هل تدرون مم أضحك؟))، قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي شاهداً إلا منيّ. قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيُختم على فيه، فيُقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلّى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بُعداً لكُنّ وسحقاً، فعنكنّ كنت أناضل))[47].

الفوائـد:

1- قوله تعالى: {لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإثْمِ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: المشهور عند المفسرين أن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، وهو الذي بدأ به، وكان يشيع الخبر ويستوشيه ويشعله، وممن تحدث فيه حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر الصديق، وقيل: ابن أخته، وحمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنهم أجمعين، والمشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب حسان ومسطحاً وحمنة الحدّ، ولم يحد عبد الله بن أبي لأن عذابه في الآخرة أكبر، ولأن إقامة الحد إنما هو ليكون كفارة للمسلم في الدنيا، فلذا لم يقم الحد على ابن أبي لئلا يخفَّ عنه العذاب في الآخرة، وقيل: استئلافاً لقومه، واحتراماً لابنه فهو من أجلاء الصحابة، وإطفاء لثائرة الفتنة المتوقعة من ذلك، والتي كان مظهر مبدئها من سعد بن عبادة، كما مرّ في حديث الإفك السابق في أسباب النزول[48].

2- قوله عز وجل: {لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ}: قال أهل العلم: هذه الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان ومنزلة الصلاح التي حلّها المؤمن ولُبسة العفاف التي يستتر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل - وإن شاع - إذا كان أصله فاسداً أو مجهولاً[49].

3- قوله عز وجل: {يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً...} قال الإمام مالك: من سبّ أبا بكر وعمر أُدب، ومن سب عائشة قُتل؛ لأن الله تعالى يقول: {يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} فمن سبّ عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قُتل، وقال أصحاب الشافعي: من سبّ عائشة أُدّب كما في سائر المؤمنين، وليس قوله: {إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} في عائشة لأن ذلك كفر، إنما هو كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن)) ثلاث مرات، قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه))[50]. ولو كان سلبه الإيمان في سبّ من سبّ عائشة حقيقة لكان سلبه في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن))[51] حقيقة، ورد عليهم المالكية بأن عائشة رماها أهل الإفك فبرأها الله، فكل من سبّها بما برأها الله به فهو مكذب لله، ومن كذّب الله فهو كافر، أما لو أن رجلاً سبّ عائشة بغير ما برأها الله به فجزاؤه التأديب[52].

4- قول الله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكّى مَن يَشَاء وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: لا تعارض بين هذه الآية وبين قوله عز وجل: {قد أفلح من زكاها} ولا قوله: {قد أفلح من تزكى} - على القول بأن معنى تزكى: تطهّر من أدناس الكفر والمعاصي، لا على أن المراد بها خصوص زكاة الفطر - لأن قوله: {من زكاها} أنه لا يزكيها إلا بتوفيق الله وهدايته إياه للعمل الصالح وقبوله منه[53].

5- قوله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}: في هذه الآية دلالة على أن القذف - وإن كان شيئاً كبيراً - فإنه لا يحبط الأعمال، وأن ما لا يكون ردة من المعاصي لا يحبط العمل كذلك، لأن الله تعالى وصف مسطح بن أثاثة بأنه مهاجر مع أنه حصل منه ما حصل[54].

وفيها أيضاً أن المسلم إذا حلف على أن لا يفعل شيئاً ثم رأى أن فعله أولى أتاه، ثم كفرّ عن يمينه، أو كفّر عن يمينه أولاً ثم أتاه، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه[55]، وقد جاء في هذا الأمر أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة[56].

6- قوله تعالى: {أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}: في هذه الآية تمثيل ومقابلة، أي: كما تحبون أن يغفر الله لكم ويعفو عن ذنوبكم فكذلك اغفروا لمن أساء إليكم ممن هو دونكم، وينظر إلى هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام: ((من لا يَرْحم لا يُرْحم))[57].

7- {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ ٱلْغَـٰفِلَـٰتِ ٱلْمُؤْمِنـٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: اختُلف في {ٱلْمُحْصَنَـٰتِ} في هذه الآية:

1) فقيل: هي في عائشة رضي الله عنه خاصة.

2) وقيل: هي في عائشة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

3) وقيل: نزلت في عائشة إلا أنه يراد بها كل من اتصف بهذه الصفة.

4) وقيل: بل هي عامة في جميع الناس القذفة من ذكر أو أنثى، ويكون التقدير: إن الذين يرمون الأنفس المحصنات.

5) وقيل: بل نزلت في مشركي مكة، لأنهم يقولون للمرأة إذا هاجرت: إنما خرجت لتفْجُر[58].

8- في هذه الآيات كلها بيان لفضل عائشة رضي الله عنها ومكانتها حيث أنزل الله فيها وحياً يُتلى إلى يوم الدين، وعاقب من افترى عليها أشد عقوبة وأنكاها، وعنها رضي الله عنها أنها قالت: خلال سبع لم تكن في أحدٍ من النساء إلا ما آتى الله مريم بنت عمران، والله ما أقول هذا فخراً على أحد من صواحبي، فقال لها عبد الله بن صفوان: وما هن يا أم المؤمنين؟ قالت: نزل الملك بصورتي، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين، وتزوجني بكراً لم يشركه فيّ أحد من الناس، وكان الوحي يأتيه وأنا وهو في لحاف واحد، وكنت أحبَّ الناس إليه، وبنت أحبِّ الناس إليه، وقد نزل فيّ آيات من القرآن، وكادت الأمة تهلك فيّ، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري، وقُبض في بيتي لم يَلِهِ أحد غيري والملَك[59]، والأحاديث في فضلها كثيرة مشهورة.


[1] الجزع: الخرز اليماني، الواحدة جزعة. النهاية لابن الأثير (1/269)، والأظفار: ذكر ابن الأثير أنه هكذا رُوي والصواب أنه (ظفار) وهو اسم لمدينة لحمير باليمن. انظر: النهاية (3/158).

[2] العُلْقَة: أي البلغة من الطعام. النهاية (3/289-290).

[3] نَقَهتُ: نقه المريض إذا برأ وأفاق. النهاية (5/111).

[4] المناصع: موضع خارج المدينة، كانت النساء يتبرزن فيه بالليل. انظر: معجم البلدان (5/234).

[5] أي: المحل الذي نتبرز ونقضي حاجتنا فيه.

[6] مرطها: المِرْط: كساء للنساء يكون من صوف وربما كان من خزٍ أو غيره. انظر: النهاية (4/319).

[7] هنتاه: أي يا هذه، وقيل معناها: يا بلهاء، كأنها نُسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم. انظر: النهاية (5/279-280).

[8] استلبث: استفعل من اللَّبْث: وهو الإبطاء والتأخير، أي تأخر الوحي. انظر: النهاية (4/224).

[9] أغمصه: أي أعيبها به وأطعن به عليها. النهاية (3/286).

[10] أي بالقتال.

[11] البرحاء: أي شدة الكرب من ثقل الوحي. النهاية (1/113).

[12] أخرجه البخاري في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهم بعضاً (2661)، ومسلم في التوبة، باب: في حديث الإفك... (2770)، وانظر: لمزيد من الروايات: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/197-199)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/430-436).

[13] أخرجه ابن جرير في تفسيره (18/96)، وابن أبي حاتم (8/2546)، والراوي عن أبي أيوب مجهول كما ترى.

[14] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/200)، فتح القدير (4/18-19)، روح المعاني (18/115).

[15] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/197-197، 204)، تفسير القرآن العظيم (3/438-439)، فتح القدير (4/20-21)، روح المعاني (18/119).

[16] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/207)، روح المعاني (18/124).

[17] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/207)، فتح القدير (4/22)، روح المعاني (18/124).

[18] انظر: روح المعاني (18/125).

[19] انظر: فتح القدير (4/25)، روح المعاني (18/125).

[20] انظر: فتح القدير (4/25)، روح المعاني (18/125).

[21] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/210)، فتح القدير (4/26)، روح المعاني (18/130).

[22] انظر: فتح القدير (4/27)، روح المعاني (18/130).

[23] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/210)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/444)، فتح القدير (4/27)، روح المعاني (18/130).

[24] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/198)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/436)، فتح القدير (4/18)، روح المعاني (18/111).

[25] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/198)، فتح القدير (4/18).

[26] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/198)، فتح القدير (4/18).

[27] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/200)، روح المعاني (18/115).

[28] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/203)، فتح القدير (4/20).

[29] فتح القدير (4/21).

[30] المفردات للراغب (ص 148).

[31] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/206)، فتح القدير (4/22).

[32] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/206)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/441).

[33] انظر: فتح القدير (4/22)، روح المعاني (18/124).

[34] انظر: مفردات الراغب (ص 380).

[35] فتح القدير (4/22).

[36] أضواء البيان (6/158).

[37] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/208)، تفسير القرآن العظيم (3/441)، فتح القدير (4/25)، روح المعاني (18/125)، أضواء البيان (6/160-161).

[38] انظر: الجامع (12/209)، فتح القدير (4/25)، أضواء البيان (6/161).

[39] فتح القدير (4/26).

[40] انظر: فتح القدير (4/27)، روح المعاني (18/130)، أضواء البيان (6/166).

[41] أخرجه البخاري: في الرقاق، باب حفظ الله إن... (6477)، ومسلم: في الزهد والرقاق، باب التكلّم بالكلمة يهوي بها في النار (2988)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/439).

[42] أخرجه أحمد (5/279)، والترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في تعظيم المؤمن (2032) من حديث ابن عمر رضي الله عنه وقال: غريب، والطبراني في الأوسط (2936) بنحوه من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة. مجمع الزوائد (8/87)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1655). وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/440).

[43] انظر: أضواء البيان (6/158).

[44] انظر: أضواء البيان (6/161).

[45] أخرجه البخاري في الوصايا، باب قول الله تعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى..} (2767)، ومسلم في الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها (89)، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/443).

[46] أخرجه البزار في مسنده (2929)، وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده إلا ليث، ولا عن ليث إلا موسى بن أعين، وقد رواه جماعة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة موقوفاً.

وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير (3/168)، والحاكم (4/573)، قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وقد يُحسّن حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد (6/279)، وضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3185)، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/443).

[47] أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: حدثنا أبو بكر بن النضر... رقم (2969)، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/444).

[48] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/200-201)، فتح القدير (4/19).

[49] الجامع لأحكام القرآن (12/203).

[50] أخرجه البخاري في الأدب باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه (6016)، عن أبي شريح رضي الله عنه.

[51] أخرجه البخاري في المظالم والغضب، باب: النهي بغير إذن صاحبه (2475)، ومسلم في الإيمان، باب: بيان نقصان الإيمان بالمعاصي... (57)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[52] انظر: أحكام القرآن لابن العربي (3/366)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/205-206).

[53] انظر: أضواء البيان (6/158-159).

[54] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (6/264) و (12/208)، روح المعاني (18/126).

[55] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/208).

[56] انظر: صحيح البخاري: كتاب الأيمان، باب: قول الله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} (6621-6623)، وكتاب فرض الخمس، باب: ومن الدليل على أن الخمس... (3133)، وصحيح مسلم، كتاب الأيمان، باب ندب من حلق يميناً فرأى غيرها خير منها... (1649-1652)، وكتاب الأشربة، باب إكرام الضيف... (2057).

[57] أخرجه البخاري في الأدب، باب رحمة الولد... (5997)، ومسلم في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم... (2318)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[58] انظر: الجامع لأحكام القرآن (12/209)، فتح القدير (4/26).

[59] أخرجه ابن أبي شيبة (32278)، والطبراني في الكبير (23/31)، قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح، مجمع الزوائد (9/241)، وانظر: روح المعاني (8/132).

 

.