.

  سنن الله في التغيير : ثانياً: أنواع سنن الله تعالى:    الصفحة السابقة     الصفحة التالية    الصفحة الرئيسية

 

ثانيا: أنواع سنن الله تعالى:

 نوعان: سنن خارقة، وسنن جارية.

1- السنن الخارقة:

قال تعالى: {قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ * فَأَلْقَـٰهَا فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ} [طه:19- 20].

وقال تعالى: {قَالُواْ حَرّقُوهُ وَٱنصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ * قُلْنَا يٰنَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـٰمَا عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ} [الأنبياء: 68-69].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا))[1].

وعن أنس رضي الله عنه الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه. قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين[2].

2- السنن الجارية:

وهي قسمان:

1- سنن متعلقة بالأمور الطبيعية: كسنة الله في تعاقب الليل والنهار، والشمس والقمر، فهي تجري وفق ناموس محدد قدره الله لها.

2- سنن متعلقة بدين الله وأمره ونهيه ووعده ووعيده[3].

قال ابن تيمية: "اعلم أنه قد ذكر الله تعالى لفظ سننه في مواضع من كتابه فقال تعالى: {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} [الإسراء:77]، وقال تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً} [الأحزاب:38]، وقال تعالى: {مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتّلُواْ تَقْتِيلاً * سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:61- 62]، وقال تعالى: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43].

فهذه كلها تتعلق بأوليائه: كمطيعيه وعصاته، كالمؤمنين والكافرين، فسنته في هؤلاء إكرامهم، وسنته في هؤلاء إهانتهم وعقوبتهم.

وهذه السنن كلها تتعلق بدينه وأمره ونهيه ووعده ووعيده، وليست هي السنن المتعلقة بالأمور الطبيعية، كسنته في الشمس والقمر والكواكب وغير ذلك من العادات، فإن هذه السنة ينقضها إذا شاء بما شاءه من الحكم"[4].

ومن السنن المتعلقة بدينه وأمره ونهيه ووعده ووعيده ما يلي[5]:

ـ سنة الله في اتباع هداه والإعراض عنه.

ـ سنة الله في التدافع بين الحق والباطل.

ـ سنة الله في الفتنة والابتلاء.

ـ سنة الله في الظلم والظالمين.

ـ سنة الله في الاختلاف والمختلفين.

ـ سنة الله في الترف والمترفين.

ـ سنة الله في الاستدراج.

ـ سنة تقليد الغالب بالمغلوب وغيرها.


[1] رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن (4864)، ومسلم في صفة الجنة والنار (2800).

[2] رواه البخاري في الوضوء (200) واللفظ له، ومسلم في الفضائل(2279).

[3] منهج كتابة التاريخ الإسلامي، محمد صامل السلمي (62-63).

[4] جامع الرسائل (1/49-52) بتصرف.

[5] السنن الإلهية (ص18-20).

 

.