موسوعة البحـوث المنــبرية  

.

   صلة الأرحام: تاسعاً: الطرق المعينة على الصلة:         الصفحة السابقة       الصفحة التالية    (عناصر البحث)

 

تاسعاً: الطرق المعينة على الصلة:

1 ـ التفكر في ثمار الصلة وعقوبة القطيعة:

قال ابن القيم: "أصل الخير والشر من قبل التفكّر، فإن الفكر مبدأ الإرادة"[1].

قال القاسمي وهو يعدّد مجاري الفكر: "ثم يرجع إلى عضو عضو فيتفكّر في الأفعال التي تتعلق بها مما يحبه الله... فيتفكر في اللسان ويقول: إني قادر على أن أتقرب إلى الله تعالى بالتعليم والوعظ والتودّد وبالسؤال عن أحوال الفقراء... وكذلك يتفكّر في ماله فيقول: أنا قادر على أن أتصدق بالمال الفلاني فإني مستغنٍ عنه... وهكذا يفتّش عن جميع أعضائه وجملة بدنه وأمواله... فيستنبط بدقيق الفكر وجوه الطاعات الممكنة بها، ويتفكر فيما يرغبه في البدار إلى تلك الطاعات"[2].

2 ـ تعلّم الأنساب:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم))[3].

قال المباركفوري: "والمعنى تعرّفوا أقاربكم من ذوي الأرحام ليمكنكم صلة الرحم"[4].

3 ـ توطين النفس على الرضا بالقليل من الأقارب، ومقابلة إساءتهم بالإحسان:

عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك))[5].

قال النووي: "ومعناه: كأنما تطعمهم الرماد الحارّ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق أكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته وإدخالهم الأذى عليه. وقيل: معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي، والحقارة عند أنفسهم كمن يسفّ الملّ. وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالملّ يحرق أحشاءهم"[6].

4 ـ وضع الجداول للزيارات.

5 ـ  كتابة قائمة أسماء وهواتف الأقارب للاتصال بهم[7].


[1] الفوائد (191).

[2] موعظة المؤمنين (363).

[3] رواه أحمد (2/274)، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب: ما جاء في تعليم النسب (2045)، والحاكم في المستدرك (4/161) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وجوَّده الألباني في السلسلة الصحيحة (276).

[4] تحفة الأحوذي (6/113).

[5] رواه مسلم في كتاب البر والصلة، باب: صلة الأرحام (2558).

[6] شرح صحيح مسلم (9/451).

[7] انظر: نسيم الحجاز (307-308).

 
.