الملف العلمي لأحداث التفجير

.

  العلم: ثامناً: نماذج من العلماء الذين تعلّموا في الكبر:                    الصفحة السابقة                  الصفحة التالية                   (الصفحة الرئيسة)

 

8- نماذج من العلماء الذين تعلّموا في الكبر:

ابن حزم: هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي.

قال أبو بكر محمد بن طرخان التركي: قال لي الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد: أخبرني أبو محمد بن حزم أن سبب تعلمه الفقه أنه شهد جنازة، فدخل المسجد، فجلس ولم يركع فقال له رجل: قم فصلّ تحية المسجد، وكان قد بلغ ستا وعشرين سنة، قال: فقمت وركعت، فلما رجعنا من الصلاة على الجنازة دخلت المسجد، فبادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس ليس ذا وقت صلاة، وكان بعد العصر، قال: فانصرفت وقد حزنت، وقلت للأستاذ الذي رباني: دلّني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحُّون، قال: فقصدته وأعلمته بما جرى، فدلني على موطأ مالك فبدأت به عليه، وتتابعت قراءتي عليه، وعلى غيره نحواً من ثلاثة أعوام، وبدأت بالمناظرة[1].

الكسائي: هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي، الملقب بالكسائي.

قال الفرّاء: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر[2].

وكان سبب تعلمه أنه جاء يوماً وقد مشى حتى أعيى، فجلس إلى قوم فيهم فضل، وكان يجالسهم كثيراً فقال: قد عَييْت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن؟! فقال: كيف لحنت؟ فقالوا: إن كنت أردت من التعب، فقل: "أعييت"، وإن كنتَ أردتَ من انقطاع الحيلة والتحيّر في الأمر فقل: "عييت" مخفّفة، فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره، فسأل عمن يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفد ما عنده[3].

القفّال: هو أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي الخرساني.

قال الذهبي: "حَذق في صنعة الأقفال حتى عمل قفلاً بآلاته ومفتاحه، زنة أربع حبات، فلما صار ابن ثلاثين سنة آنس من نفسه ذكاء مفرطا، وأحبّ الفقه، فأقبل على قراءته حتى برع فيه، وصار يضرب به المثل، وهو صاحب طريقة الخرسانيين في الفقه"[4].


[1] انظر: السير (18/199).

[2] انظر: السير (9/133).

[3] انظر: نزهة الأولياء (68).

[4] السير (17/406).

 
.