موسوعة البحـوث المنــبرية

.

  من آداب السفر: ثالثاً: آداب قبل الشروع في السفر:                     الصفحة السابقة          (عناصر البحث)          الصفحة التالية     

 

ثالثا: آداب قبل الشروع في السفر:

1- الاستخارة:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: ((إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: ـ عاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال: ـ في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به))([1]).

وعن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة المرء استخارته ربه، ورضاه بما قدر، ومن شقاوة المرء تركه الاستخارة، وسخطه بعد القضاء))([2]).

2- الاستشارة:

قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلأمْرِ} [آل عمران:159].

قال النووي: "إذا أراد سفرًا استحب أن يشاور من يثق بدينه وخبرته وعلمه في سفره في ذلك الوقت"([3]).

قال ابن الجوزي: "ومن فوائد المشاورة: إذا لم ينجح أمره علم أن امتناع النجاح محضُ قدرٍ، فلم يلم نفسه"([4]).

قال المروذي: "كان أبو عبد الله لا يدع المشورة إذا كان في أمرٍ، حتى إن كان ليُشاور من هو دونه، وكان إذا أشار عليه من يثق به، وأشار عليه من لا يتهمه من أهل النسك من غير أن يشاور قبل شورته"([5]).

3- ضمان نفقة من يعول:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يقوت))([6]).

4- الإخلاص لله تعالى في السفر:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّما الأعمال بالنيَّات، وإنّما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه))([7]).

5- التوبة من جميع المعاصي وردّ المظالم وأداء الأمانات وقضاء الديون:

لأن السفر مظنة الهلاك، وأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة علياً أن يرد الأمانات إلى أهلها.

6- التزوّد من العلم الذي يحتاج إليه في السفر:

حتى يتحقق غرضه من سفره على الوجه الأكمل، فإن أراد الحج تعلم أحكامه واصطحب معه كتابًا في المناسك، وكذلك إن أراد غزوًا، أو دعوة أهل الكتاب مثلاً، قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ إنك تقدم قومًا أهل كتاب..)) الحديث([8]).


([1]) البخاري (1166).

([2]) حسن لغيره، أخرجه أحمد (1/168)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد (1/518)، ووافقه الذهبي.

([3]) المجموع (4/385).

([4]) انظر: الآداب الشرعية (1/344).

([5]) الآداب الشرعية (1/342).

([6]) أحمد (6459)، وصححه ابن حبَّان (الإحسان10/51).

([7]) البخاري (1)، ومسلم (1907).

([8]) البخاري (1395).

 

.