الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  الظلم: ثامناً: أعظم الظلم:                الصفحة السابقة             الصفحة التالية           (الصفحة الرئيسة)

 

ثامناً: أعظم الظلم:

قال تعالى: {إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13].

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام:82] شقّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أيّنا لم يظلم نفسَه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم))[1].

قال ابن تيمية: "وهذا التوحيد الذي هو أصل الدين، وهو أعظم العدل، وضده وهو الشرك أعظم الظلم... وقد جاء عن غير واحد من السلف، وروي مرفوعاً: (الظلم ثلاثة دواوين: فديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً. فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئاً فهو الشرك، فإن الله لا يغفر أن يشرك به. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فهو ظلم العباد بعضهم بعضاً، فإن الله لا بد أن ينصف المظلوم من الظالم. وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً فهو ظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه) أي: مغفرة هذا الضرب ممكنة بدون رضا الخلق، فإن شاء عذّب هذا الظالم لنفسه، وإن شاء غفر له"[2].


 


[1] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب: قول الله عز وجل: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} (3360)، ومسلم في الإيمان (124) واللفظ له.

[2] مجموع الفتاوى (18/161-162).

 

.