الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  الظلم: رابعاً: تحريم الظلم والتحذير منه:             الصفحة السابقة              الصفحة التالية            (الصفحة الرئيسة)

 

رابعاً: تحريم الظلم والتحذير منه:

في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى أنه قال: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا...))[1].

قال النووي: "((فلا تظالموا)) هو بفتح التاء أي: لا تتظالموا، والمراد لا يظلم بعضكم بعضاً، وهذا توكيد لقوله تعالى: ((يا عبادي))، ((وجعلته بينكم محرماً)) وزيادة تغليظ في تحريمه"[2].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه...)) الحديث[3].

قال الحافظ: "قوله: ((لا يظلمه)) هو خبر بمعنى الأمر، فإن ظلم المسلم للمسلم حرام"[4].

قال أبو الليث السمرقندي: "ليس شيء من الذنوب أعظم من الظلم، لأن الذنب إذا كان بينك وبين الله تعالى فإنّ الله تعالى كريم يتجاوز عنك، فإذا كان الذنب بينك وبين العباد فلا حيلة لك سوى رضا الخصم، فينبغي للظالم أن يتوب من الظلم ويتحلّل من المظلوم في الدنيا، فإذا لم يقدر عليه فينبغي أن يستغفر له، ويدعو له فإنه يُرجى أن يحلّله بذلك"[5].


[1] أخرجه مسلم في البر والصلة (2577).

[2] شرح صحيح مسلم (16/132).

[3] أخرجه البخاري في المظالم، باب: لا يظلم المسلم المسلم (2442)، ومسلم في البر والصلة (2580).

[4] فتح الباري (5/117).

[5] تنبيه الغافلين (377).

 

.