.

  الكبائر والمعاصي : ثالثاً: الصغائر :    الصفحة السابقة     الصفحة التالية     لصفحة الرئيسية)

 

ثالثاً: الصغائر:

أ- تعريفها:

الصغائر لغة:

قال ابن منظور رحمه الله: "الصغر: ضد الكبر. قال ابن سيده: الصغر والصغارة خلاف العِظم، وقيل: الصِّغَر في الجرم، والصَّغارة في القدْر"[1].

والصغائر شرعا:

1- قيل: إنها ما لم يقترن بالنهي عنها وعيد أو لعن أو غضب أو عقوبة[2].

2- وقيل: ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صغيرة[3].

3- وقيل: هي ما دون الحدّين: حدّ الدنيا، وحد الآخرة[4].

4- وقيل: هي كل ما ليس فيها حدٌّ في الدنيا ولا وعيدٌ في الآخرة، والمراد بالوعيد: الوعيد الخاص بالنار أو اللعنة أو الغضب[5].

ب- لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار:

عن سعيد بن جبير قال: إن رجلاً قال لابن عباس رضي الله عنهما: كم الكبائر أسبع هي؟ قال: (إلى سبعمائة أقرب منها إلى السبع غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار)[6].

ويؤيد ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما، ما روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه))[7].

قال ابن القيم رحمه الله: "وها هنا أمرٌ ينبغي التفطّن له، وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف، والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر. وقد يقترن بالصغيرة من قلّة الحياء، وعدم المبالاة، وترك الخوف، والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر. بل يجعلها في أعلى المراتب. وهذا أمرٌ مرجعه إلى ما يقوم بالقلب. وهو قدر زائد على مجرّد الفعل. والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره"[8] .


[1] لسان العرب (7/351) مادة: صغر.

[2] انظر قواعد الأحكام للعزّ (ص 38).

[3] الجواب الكافي (ص 136).

[4] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص 371). ومجموع الفتاوى (11/650).

[5] شرح العقيدة الطحاوية (ص 371).

[6] جامع البيان (1/41)، وانظر: فتح الباري (12/183) ومختصر منهاج القاصدين (ص 257).

[7] رواه أحمد في المسند (5/331)، وصححه الألباني في الصحيحة (389).

[8] مدارج السالكين (1/356).

 

.