الملف العلمي لعيد الحب

.

  عيد الحب: ثالثاً: لماذا الحديث عن هذا اليوم:                             الصفحة السابقة                 الصفحة التالية

 

ثالثاً:  لماذا الحديث عن هذا اليوم؟

-  لعل قائلاً يقول: إنكم بذلك تروجون لهذا اليوم الذي ربما لم يكن يعرفه الكثير، ولكن أخانا ربما لا يدري أنه لعله هو وحده وقلة من أهل الخير هم الذي لا يعلمون عنه، وإلا فإن الحركة التجارية والتهاني المتبادلة في هذا اليوم لتؤكد وتشهد على انتشار هذا الوباء وتلك العادة الجاهلية والبدعة المذمومة في بلاد الإسلام انتشار النار في الهشيم، وهي دعوة وراءها ما وراءها من أهداف أهل الشهوات وإشاعة الفحشاء والانحلال بين أبناء المسلمين تحت مسمى الحب ونحوه.

-   ثم قد يقول قائل: أنتم هكذا تحرمون الحب، ونحن في هذا اليوم إنما نعبر عن مشاعرنا وعواطفنا وما المحذور في ذلك؟!

والجواب:

 أولاً: من الخطأ الخلط بين ظاهر مسمى اليوم وحقيقة ما يريدون من ورائه ؛ فالحب المقصود في هذا اليوم هو العشق والهيام واتخاذا الأخدان؛ والمعروف عنه أنه يوم الإباحية والجنس عندهم بلا قيود أو حدود... وهؤلاء لا يتحدثون عن الحب الطاهر بين الرجل وزوجته والمرأة وزوجها.

 ثانياً: ثم إن التعبير عن المشاعر والعواطف لا يسوغ للمسلم إحداث يوم يعظمه ويخصه من تلقاء نفسه بذلك ويسميه عيداً أو يجعله كالعبد.

 ثالثاً: لا يوجد دين يحث أبناءه على التحاب والمودة والتآلف كدين الإسلام، وهذا في كل وقت وحين لا في يوم بعينه بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت كما قال عليه الصلاة والسلام:" إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إياه رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب وقال عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)) وهذا رسولنا عليه الصلاة والسلام يضرب لنا أروع الأمثلة في محبته لأهل بيته كما جاء في السنة المطهرة:

-   فيحرص عليه الصلاة والسلام أن يشرب من الموضع الذي شربت منه زوجه عائشة رضي الله عنها، وفي مرض موته يستاك بسواكها ويموت عليه الصلاة والسلام بين سحرها ونحرها فأي حب أشرف وأسمى من هذا؟!

-   بل إن المسلم تمتد عاطفته لتشمل حتى الجمادات فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام: ((هذا أحد جبل يحبنا ونحبه)).

-   ثم إن الحب في الإسلام أعم وأشمل وأسمى من قصره على فرد واحد من أفراده وحب الرجل للمرأة والعكس بل هناك مجالات أشمل وأرحب وأسمك؟ فهناك حب الله تعالى وحب رسوله عليه الصلاة والسلام وصحابته وحب الدين ونصرته، وحب الشهادة في سبيل الله وهناك محاب كثيرة ؛ فمن الخطأ والخطر إذن قصر هذا المعنى الواسع على هذا النوع من الحب.

 

.