.

  حقوق الجار: ثالثاً: مراتب الجيران:      الصفحة السابقة          الصفحة التالية          (عناصر البحث)

 

ثالثًا: مراتب الجيران:

قال القرطبي: "الجيرة مراتب بعضها ألصق من بعض، أدناها الزوجة كما قال:

أيا جارتا بيني فإنك طالقة"[1].

وقال ابن حجر: "واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصديق والعدو، والبلدي والغريب[2]، والنافع والضار، والقريب والأجنبي، والأقرب دارًا والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأُوَل كلّها، ثم أكثرها، وهلمّ جرًا إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصفات الأخرى كذلك، فيعطى كلّ حقّه بحسب حاله، وقد تتعارض صفتان فأكثر، فيرجّح أو يساوي"[3].

ثم قال: "وقد وردت الإشارة إلى ما ذكرته في حديث مرفوع أخرجه الطبراني من حديث جابر رفعه: ((الجيران ثلاثة: جار له حق وهو المشرك، له حقّ الجوار. وجار له حقان وهو المسلم، له حقّ الجوار وحق الإسلام. وجار له ثلاثة حقوق مسلم له رحم، له حق الجوار والإسلام والرحم))[4]"[5].


[1] الجامع لأحكام القرآن (5/185).

[2] وقع في غير طبعة من فتح الباري: "والغريب والبلدي"، وكل من نقل عن ابن حجر كلامه هذا من الشراح ذكر هاتين الصفتين بهذا الترتيب، ولعله وهم من الحافظ أو خطأ من النساخ؛ والأنسب ما أثبت بدلالة السياق.

[3] فتح الباري (10/456).

[4] أخرجه البزار كما في تفسير ابن كثير (1/496)، وأبو نعيم في الحلية (5/207) من طريق محمد بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن الفضل، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن جابر، وقال البزار: "لا نعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن الفضل إلا ابن أبي فديك"، وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء عن الحسن، لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك"، وضعفه العراقي كما في فيض القدير (3/367)، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/265): "روي هذا الحديث من وجوه أخرى متصلة ومرسلة، ولا تخلو كلها من مقال"، وضعفه العجلوني في كشف الخفاء (1/393)، وهو مخرج في السلسلة الضعيفة (3493).

[5] فتح الباري (10/456).

 

.