موسوعة البحـوث المنــبرية

.

  عاشوراء : رابعاً: حكم صيامه:                                                                     الصفحة السابقة                     الصفحة التالية

 

رابعا: حكم الفأل الحسن:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا طيرة وخيرها الفأل))، قالوا: وما الفأل؟ قال: ((الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم))([1]).

وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة))([2]).

قال ابن بطال رحمه الله: "جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربه"([3]).

وقال النووي رحمه الله: "وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال، وإن غلط في جهة الرجاء، فالرجاء له خير، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فإن ذلك شر له، والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء"([4]).

وقال ابن القيم رحمه الله: "وليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يلائمها ويوافقها مما ينفعها، كما أخبرهم أنه حُبب إليه من الدنيا النساء والطيب"([5]).

وقال ابن عثيمين رحمه الله: "الفأل ليس من الطيرة لكنه شبيه بالطيرة من حيث الإقدام، فإنه يزيد الإنسان نشاطاً وإقداماً فيما يتوجه إليه، فهو يشبه الطيرة من هذا الوجه، وإلا فبينهما فرق؛ لأن الطيرة توجب تعلق الإنسان بالمتطيَّر به وضعف توكله على الله ورجوعه عما همّ به من أجل ما رأى، لكن الفأل يزيده قوة وثباتاً ونشاطا، فالشبه بينهما هو التأثير في كل منهما"([6]).


([1]) أخرجه البخاري في الطب، باب: الطيرة (5754)، ومسلم في السلام (2223).

([2]) أخرجه البخاري في الطب، باب: الفأل (5756) واللفظ له، ومسلم في السلام (2224).

([3]) شرح صحيح البخاري (9/437).

([4]) شرح مسلم (14/471).

([5]) مفتاح دار السعادة (3/306).

([6]) القول المفيد (2/89-90).

 

.