الملف العلمي لعاشوراء

.

  الشيعة الاثنا عشرية: تاسعاً: عقيدة الشيعة في الغيبة:       (صفحة البحث)            الصفحة السابقة             الصفحة التالية 

 

تاسعاً: عقيدة الشيعة في الغيبة:

وهذه العقيدة الشيعية ترجع في أصولها ـ إخواني في الله ـ إلى عقائد المجوس الذين يعتقدون أن لهم إماماً مهدياً حياً لم يمت، من ولد بشتاسِف بن بهراسف يدعى أبشاوثن، وانه قد اختفى وغاب في داخل حصن عظيم بين خرسان والصين.

كذلك تعتقد الشيعة الاثنا عشرية نفس هذه العقيدة المجوسية، وهي عقيدة الغيبة التي يقول عنها شيخهم القمي الملقب عندهم بالصدوق في كتابه إكمال الدين ما نصه: "من أنكر القائم عليه السلام في غيبته مثل إبليس في امتناعه في السجود لآدم" انتهى.

والغيبة ـ إخواني في الله ـ عند الشيعة هي أن إمامهم الحادي عشر الحسن العسكري قد ولد له ولد، هو محمد بن الحسن إمامهم الثاني عشر، وأن هذا الولد قد دخل سرداباً في دار أبيه بمدينة سر من رأى، وعمره خمس سنوات وغاب غيبتين غيبة صغرى وغيبة كبرى، فالغيبة الصغرى هي الغيبة التي كان السفراء الواسطة فيها بين هذا الإمام وبين بقية الشيعة، ولا يعلم بمكان هذا الإمام إلا خاصته من الشيعة، وقد كانت مدة هذه الغيبة أربعاً وسبعين سنة على خلاف بينهم في تحديد هذه المدة، أما الغيبة الكبرى ـ إخواني في الله ـ فهي التي اختفى فيها الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري عن السفراء، وعن خاصته من الشيعة بدخوله السرداب في دار أبيه، ومن أجل هذا فالشيعة يجتمعون كل ليلة بعد صلاة المغرب أمام باب السرداب، ويهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، وللشيعة الإمامية أدعية عند زيارة الإمام الغائب ذكرها علماؤهم في كتبهم المعتمدة لديهم، ككتاب "بحار الأنوار" للمجلسي، وكتاب "كلمة المهدي" للشيرازي، وكتاب "المزار الكبير" لمحمد المشهدي، وكتاب "مصباح الزائر" لعلي بن طاووس، جاء فيها ما نصه: "ثم ائتي سرداب الغيبة، وقِف بين البابين، ماسكاً جانب الباب بيدك، ثم تنحنح كالمستأذن وسم وانزل، وعليك السكينة والوقار، وصل ركعين في عرضة السرداب، وقل: اللهم طال الانتظار وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار، اللهم أرنا وجه وليك الميمون، في حياتنا وبعد المنون، اللهم إني أدين لك بالرجعة، وبين يدي صاحبي هذه البقعة، الغوث الغوث الغوث، يا صاحب الزمان ـ عياذاً بالله تعالى من هذا الشرك ـ هجرتُ لزيارتك الأوطانِ، وأخفيت أمري عن أهل البلدان، لتكون شفيعاً عند ربي وربك إلى أن قالوا: يا مولاي يا ابن الحسن بن علي، جئتك زائراً لك" انتهى نص الدعاء.

 

.