الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام   

.

صوم رمضان الحقيقة اللغوية والشرعية : أولا: تعريف الصوم:                                                               قائمة محتويات هذا الملف

 

1- تعريف الصوم:

أ ـ لغة: الأصل في الصوم: الإمساك.

قال الراغب: " الصوم في الأصل الإمساك عن الفعل مطعماً كان، أو كلاماً، أو مشياً، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السير أو العلف: صائم " ([1]).

قال الشاعر:

خيل صيام وأخرى غير صائــمة
 

 

تحت العجاج وأخرى تعلك اللجمـا([2])
 

قال أبو عبيد: " الصائم من الخيل القائم الساكت الذي لا يطعم شيئاً " ([3]).

وقال: " ويقال للنهار إذا اعتدل وقام قائم الظهيرة: قد صام " ([4]).

قال الليث: " والصوم القيام بلا عمل ".

وقال: " وبكرة صائمة إذا قامت فلم تَدُرْ " ([5]).

والصوم يقال للصمت، ومنه قوله تعالى:{إِنّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً} [ مريم: 26]، قال ابن عباس: " يعني بالصوم: الصّمت " ([6]).

ويقال لركود الرّيح، ولرمضان، وللبيعة ([7]).

وشجر في لغة هذيل ([8]).

ويوصف به فيستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والاثنين والجماعة، تقول: رجل صَوْم، وامرأة صَوْم، ورجلان صَوْم، ورجال صَوْم ([9]).

ويطلق الصائم للواحد والجميع ([10])، ويجمع كذلك على صُوَّام وصُيَّام وصُوَّم وصِيَّم وصِيام وصيامى ([11]).

ويقال للفرد: صائم وصَوْمان وصَوم ([12]).

ب ـ شرعاً: هو: إمساك مخصوص ( وهو الكف عن قضاء شهوتي الفرج والبطن وسائر المفطرات ) من شخص مخصوص ( وهو أن يكون مسلماً طاهراً من الحيض والنفاس ) في وقت مخصوص ( وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ) بصفة مخصوصة ( وهو أن يكون على قصد التقرب ) ([13]).

وقيل: الصوم هو الإمساك عن المفطرات الثلاثة نهاراً ([14]).

وقيل: الإمساك عن شهوتي الفم والفرج وما يقوم مقامهما، مخالفةً للهوى في طاعة المولى، في جميع أجزاء النهار، بنيَّةٍ، قبل الفجر أو معه إن أمكن، فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد ([15]).

ولو قيل بأنه: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ([16])، لكان وافياً بالمراد، مع اختصاره.


 

([1]) المفردات ( صوم: 500 ).

([2]) هو بيت للنابغة الذبياني، كما في " اللسان ": ( علك ) و ( صام )، وغيره.

     وليس في قصيدته التي على هذا الرّويّ في ديوانه ( 111 )، وجزم شيخ العربية محمود شاكر بأنه منها في تعليقه على تفسير الطبري ( 3 / 409 ).

([3]) انظر: تهذيب اللغة ( 12 / 259 ).

([4]) غريب الحديث ( 1 / 327 ) له.

([5]) انظر: تهذيب اللغة ( 12 / 259 )، والعين ( 7 / 171 )، فكأنّ الأزهري يذهب إلى أنّ العين لليث بن المظفر وليس للخليل، والله أعلم.

([6]) أخرجه ابن جرير ( 18 / 182 )، بسند ضعيف جداً، لكن ثبت عن أنس بن مالك عند ابن جرير ( 18 / 182 )، وعن قتادة عند عبد الرزاق في تفسيره ( 2 / 7 ).

([7]) انظر: الصحاح ( 5 / 1970 )، القاموس المحيط ( صوم ).

([8]) انظر: العين ( 7 / 172 )، والصحاح ( 5 / 1970 ).

([9]) العين ( 7 / 172 ).

([10]) انظر: القاموس المحيط ( صوم )، وقال الزبيدي في تاج العروس (مادة: صوم): هكذا في النسخ، والصّواب: "والصّوم".

([11]) انظر: العين ( 7 / 172 )، القاموس المحيط ( صوم ).

([12]) القاموس ( صوم ).

([13]) انظر: المبسوط ( 3 / 54 )، بدائع الصنائع ( 6 / 248 )، الإنصاف ( 6 / 323 )، حاشية الروض
( 3 / 344 ).

([14]) انظر: البناية شرح الهداية ( 4 / 3 ).

([15]) الذخيرة ( 2 / 485 ).

([16]) الشرح الممتع ( 6 / 310 ).

 

 
.