الملف العلمي لأحاديث شهر القرآن

.

  أحاديث شهر القرآن: رابعاً: أحاديث في أحكام الصيام وآدابه:                        الصفحة السابقة                 الصفحة التالية

 

رابعاً: أحاديث في أحكام الصيام وآدابه:

19- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غَبِي عليكم([1]) فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)) متفق عليه واللفظ للبخاري([2]).

20- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تراءى الناس الهلال، فأخبرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصامه وأمر الناس بصيامه. رواه الدارمي وأبو داود([3]).

21- عن حفصة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يبيِّت الصيامَ قبل الفجر([4]) فلا صيام له)) رواه أحمد وأصحاب السنن([5]).

22- عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: ((هل عندكم شيء؟)) فقلنا: لا، قال: ((فإني إذن صائم))، ثم أتانا يوما آخر فقلنا: يا رسول الله، أُهدي لنا حَيس([6])، فقال: ((أرِينيه، فلقد أصبحت صائما))، فأكل. رواه مسلم([7]).

23- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر)) متفق عليه([8]).

24- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تسحَّروا فإن في السحور بركة)) متفق عليه([9]).

25- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السحر)) رواه مسلم([10]).

26- عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحَّرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية. متفق عليه([11]).

27- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالا يؤذِّن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم))، قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا. متفق عليه واللفظ لمسلم([12]).

28- عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. متفق عليه واللفظ للبخاري([13]).

29- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم([14]))) متفق عليه([15]).

30- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطَبات، فإن لم تكن رُطَبات فتُميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء([16]). رواه أحمد وأبو داود والترمذي([17]).

31- عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فمن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور)) رواه أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي([18]).

32- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم([19])، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله!! قال: ((وأيكم مثلي؟! إني أبيت يطعمني ربي ويسقين))، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما، ثم رأوا الهلال فقال: ((لو تأخَّر لزدتكم)) كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا. متفق عليه واللفظ للبخاري([20]).

33- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعملَ به([21]) فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابَه)) رواه البخاري([22]).

34- عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائما كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا)) رواه أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي([23]).

35- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم([24])، ولكنه أملكُكُم لأَرَبه([25]). متفق عليه واللفظ لمسلم([26]).

36- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. رواه البخاري، وروى مسلم شطره الأول([27]).

37- عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه مرَّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمنَ الفتح على رجل يحتجم بالبقيع لثمان عشرةَ خلت من رمضان وهو آخذ بيدي فقال: ((أفطر الحاجم والمحجوم)) رواه أحمد واللفظ له، وأصحاب السنن([28]).

38- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمَّ صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه)) متفق عليه واللفظ لمسلم([29]).

39- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ذَرَعه القيء([30]) فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقضِ)) رواه أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي([31]).

40- عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ((أسبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما)) رواه أحمد وأصحاب السنن([32]).

41- عن جابر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال: ((ما له؟)) قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من البر أن تصوموا في السفر)) متفق عليه واللفظ لمسلم([33]).

42- عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أجد بي قوةً على الصيام في السفر، فهل عليَّ جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحبَّ أن يصوم فلا جناح عليه)) متفق عليه واللفظ لمسلم([34]).

43- عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم قالا: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم، ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض. رواه مسلم([35]).

44- عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلا في يوم حارٍّ، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصُوَّام، وقام المفطرون فضربوا الأبنيةَ وسقوا الرِّكاب([36])، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذهب المفطرون اليوم بالأجر)) متفق عليه واللفظ لمسلم([37]).

45- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال: ((ما لك؟)) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تجد رقبةً تعتقها؟)) قال: لا، قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا، فقال: ((فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟)) قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيها تمر([38])، والعرق المِكتل، قال: ((أين السائل؟)) فقال: أنا، قال: ((خذها فتصدق به))، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها([39]) ـ يريد الحرتين ـ أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: ((أطعمه أهلك)) متفق عليه واللفظ للبخاري([40]).

46- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون عليَّ الصومُ من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان. متفق عليه([41]).

47- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وعليه صيام صام عنه وليه)) متفق عليه([42]).


 


([1]) غبِيَ عليكم بالتخفيف أي: خفِي عليكم.

([2]) أخرجه البخاري في الصوم (1909)، ومسلم في الصيام (1081) ولفظه عنده: ((فإن غُمِي عليكم فأكملوا العدد)).

([3]) أخرجه الدارمي في الصوم (1691)، وأبو داود في الصوم (2342)، والدارقطني (2/156) وقال: "تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب، وهو ثقة"، وصححه ابن حبان (3447)، والحاكم (1/423)، وابن حزم في المحلى (6/236)، والألباني في الإرواء (908).

([4]) أي: من لم ينو الصوم بالليل قبل طلوع الفجر.

([5]) أخرجه أحمد (6/287)، وأبو داود في الصوم (2454)، والترمذي في الصوم (730)، والنسائي في الصيام (2331)، وابن ماجه في الصيام (1700)، واختلف في رفعه ووقفه، فقال الترمذي: "حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه، وقد روي عن نافع عن ابن عمر قوله وهو أصح، وهكذا أيضا روي هذا الحديث عن الزهري موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه إلا يحيى بن أيوب"، ونقل في العلل (202) عن البخاري أنه قال: "عن سالم عن أبيه عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف"، وقال النسائي في الكبرى (2649): "والصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه والله أعلم"، وقال أبو حاتم في العلل كما في التلخيص الحبير (2/188): "لا أدري أيهما أصح، لكن الوقف أشبه"، وصححه ابن خزيمة (1933)، وابن حزم في المحلى (6/162)، وقال الدارقطني (2/172): "رفعه عبد الله بن أبي بكر عن الزهري، وهو من الثقات الرفعاء"، وقال البيهقي (4/202): "قد اختُلف على الزهري في إسناده وفي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه، وهو من الثقات الأثبات"، وصححه الألباني في الإرواء (914).

([6]) الحَيْس بفتح الحاء المهملة هو التمر مع السمن والقط.

([7]) أخرجه مسلم في الصيام (1154).

([8]) أخرجه البخاري في الصوم (1957)، ومسلم في الصيام (1098).

([9]) أخرجه البخاري في الصوم (1922)، ومسلم في الصيام (1095).

([10]) أخرجه مسلم في الصيام (1096).

([11]) أخرجه البخاري في الصوم (1921)، ومسلم في الصيام (1097).

([12]) أخرجه البخاري في الصوم (1919)، ومسلم في الصيام (1092).

([13]) أخرجه البخاري في الصوم (1926)، ومسلم في الصيام (1109).

([14]) أي: دخل في وقت الإفطار، وهو خبر بمعنى الأمر، أي: فليفطر.

([15]) أخرجه البخاري في الصوم (1954)، ومسلم في الصيام (1100).

([16]) أي: شرب جرعات من ماء.

([17]) أخرجه أحمد (3/164)، وأبو داود في الصوم (2356)، والترمذي في الصوم (696)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وصححه الدارقطني (2/185)، والحاكم (1575)، وحسنه الألباني في الإرواء (932).

([18]) أخرجه أحمد (4/17)، وأبو داود في الصوم (2355)، والترمذي في الصوم (691)، والنسائي في الكبرى (3315)، وابن ماجه في الصيام (1699)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (3514)، والحاكم (1/431-432)، ووافقه الذهبي، لكن في السند الرباب بنت صليع الضبية الراوية عن سلمان، قال الذهبي في الميزان (7/468): "لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها"، وقال ابن حجر في التقريب (8582): "مقبولة"، وضعف الحديث الألباني في ضعيف الترمذي (110).

([19]) الوصال هو قصد الترك في ليالي الصيام لما يفطِر بالنهار.

([20]) أخرجه البخاري في الصوم (1965)، ومسلم في الصيام (1103).

([21]) المراد بقول الزور الكذب بجميع أنواعه، والمراد بالعمل به العمل بمقتضاه.

([22]) أخرجه البخاري في الصوم (1903).

([23]) أخرجه أحمد (4/114-115)، والترمذي في الصوم (804)، والنسائي في الكبرى (3330)، وابن ماجه في الصيام (1746)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (3429)، وهو في صحيح الترمذي (647).

([24]) معنى المباشرة هنا اللمس باليد، وهو من التقاء البشرتين.

([25]) قال الحافظ في الفتح: "بفتح الهمزة والراء وبالموحَّدة، أي: حاجته، ويُروى بكسر الهمزة وسكون الراء، أي: عضوه، والأول أشهر، وإلى ترجيحه أشار البخاري بما أورده من التفسير".أ

([26]) أخرجه البخاري في الصوم (1927)، ومسلم في الصيام (1106).

([27]) أخرجه البخاري في الصوم (1938)، ومسلم في الحج (1202).

([28]) أخرجه أحمد (4/123)، وأبو داود في الصوم (2369)، والنسائي في الكبرى (3138)، وابن ماجه في الصيام (1681)، قال ابن خزيمة عقب الحديث (1965): "ثبتت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أفطر الحاجم والمحجوم))"، وصححه ابن حبان (3533)، والحاكم (1/428)، ووافقه الذهبي، ونقل البيهقي في الكبرى (4/267) تصحيح أحمد وابن راهويه وابن المديني والدارمي لهذا الحديث، وهو في صحيح أبي داود (2076).

([29]) أخرجه البخاري في الصوم (1933)، ومسلم في الصيام (1155).

([30]) ذرعه القيء أي: غلبه وسبقه.

([31]) أخرجه أحمد (2/498)، وأبو داود في الصوم (2380)، والترمذي في الصوم (720)، والنسائي في الكبرى (3130)، وابن ماجه في الصيام (1176)، قال الترمذي: "حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عيسى بن يونس، و قال محمد ـ يعني البخاري ـ: لا أراه محفوظا"، وصححه ابن الجارود (385)، وابن خزيمة (1960، 1961)، وابن حبان (3518)، والحاكم (1/426-427)، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في الإرواء (930).

([32]) أخرجه أحمد (4/33)، وأبو داود في الصوم (2366)، والترمذي في الصوم (788)، والنسائي في الطهارة (87)، وابن ماجه في الطهارة (407)، قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن الجارود (80)، وابن خزيمة (150)، وابن حبان (1087)، والحاكم (522)، وصححه الألباني في صحيح الإرواء (935).

([33]) أخرجه البخاري في الصوم (1946)، ومسلم في الصيام (1115).

([34]) أخرجه البخاري في الصوم (1943)، ومسلم في الصيام (1121).

([35]) أخرجه مسلم في الصيام (1117).

([36]) أي: سقوا الإبل.

([37]) أخرجه البخاري في الجهاد (2890)، ومسلم في الصيام (1119).

([38]) العرق بفتح أوله وثانيه، هذا هو الصواب المشهور في الرواية واللغة، ويقال له أيضا: الزَّبيل والزِّنبيل والقُفَّة والسفيفة والمِكتل بكسر الميم.

([39]) اللابتان واحدها لابة، وهي الحرة وهي الحجارة السود.

([40]) أخرجه البخاري في الصوم (1936)، ومسلم في الصيام (1111).

([41]) أخرجه البخاري في الصوم (1950)، ومسلم في الصيام (1146).

([42]) أخرجه البخاري في الصوم (1952)، ومسلم في الصيام (1147).

 

.