الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام

.

  زكاة الفطر: ثانيًا: حكمها:                                                                                                  قائمة محتويات هذا الملف  

 

2- حكم زكاة الفطر:

قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض"([1]).

ودليل ذلك: حديث ابن عمر رضي الله عنهما: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الذكر والأنثى والحر والعبد والكبير والصغير من المسلمين ([2]).

قال الخطابي: "فيه من العلم: أن وجوب صدقة الفطر وجوب فرض، لا وجوب استحباب، وذلك لقوله: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم"([3]).

وشذّ بعضهم فقال بأنّ زكاة الفطر سنة، وليست بفرض، وهو قول لبعض أهل العراق، وبعض أصحاب مالك([4]). قالوا: وهي منسوخة بفرض الزكاة، وتأولوا قول ابن عمر (فرض) بمعنى أنه قدّر ذلك. وهو تأويل ساقط.

قال ابن بطال: "واسم الفرض لا يقع إلاّ على الواجب، ولا يجوز للراوي أن يعبر بالفرض عن السنة، ويترك العبارة التي تختص بالسنة مع علمه الفرق بينهما، إلاَّ والمراد اللزوم"([5]).


 

([1])  الإجماع (55).

([2])  رواه البخاري في كتاب الزكاة باب فرض صدقة الفطر (1504) واللفظ له، ومسلم في كتاب الزكاة، باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر (984).

([3])  أعلام الحديث (2/828).

([4])  انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (3/476).

([5])  شرح صحيح البخاري له (3/561).

 
.