الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام

.

  الدروس المستفادة من رمضان: ثالثًا: رمضان شهر الجهاد والانتصارات والفتوح:                                           قائمة محتويات هذا الملف  

 

3 ـ رمضان شهر الجهاد والانتصارات والفتوح:

1-   غزوة بدر الكبرى:

قال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ} [الأنفال:41].

قال عروة بن الزبير في قوله: {يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ}: "يوم فرّق الله بين الحق والباطل، وهو يوم بدر، وهو أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رأس المشركين عتبة بن ربيعة، فالتقوا يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مائة وبضعة عشر رجلاً، والمشركون ما بين الألف والتسع مائة، فهزم الله يومئذ المشركين، وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر منهم"([1]).

2-   فتح مكة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون حتى بلغ الكَدِيد – وهو ماء بين عسْفان وقُدَيْد – أفطَرَ وأفطروا([2]).

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان([3]).

3-   عين جالوت:

وقعت معركة عين جالوت بين جيوش التتار بقيادة هولاكو المغولي، وبين جيوش المماليك المصرية، بقيادة الملك المظفر قطز، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 658هـ، وانتصر فيها المسلمون انتصاراً عظيماً([4]).

4-   وقعة شقحب:

وقعت هذه الوقعة يوم السبت للأول من رمضان من عام 702هـ، واستمرت إلى اليوم الثاني بين التتار والجيوش الإسلامية، وشارك فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، وكانت الغلبة فيها للمسلمين.

قال ابن كثير: "وحرّض – أي ابن تيمية – السلطان على القتال وبشّره بالنصر، وجعل يحلف له بالله إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً. وأفتى الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً، وكان يدور على الأطلاب([5]) والأمراء، فيأكل من شيء معه في يده، ليعلمهم أن إفطارهم ليتقووا على القتال أفضل، فيأكل الناس"([6]).


 

([1])  رواه الطبري في تفسيره (10/9)، وانظر تفصيل الحديث عن الغزوة في سيرة ابن هشام (2/606-633).

([2])  البخاري (4276) في المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان.

([3])  البخاري (4275) في المغازي، باب: غزوة الفتح في رمضان.

([4])  انظر تفاصيل المعركة في البداية والنهاية (17/403) ط التركي.

([5])  الأطلاب جمع طلب، وهو لفظ كردي، معناه الأمير الذي يقود مائتي فارس في ميدان القتال، ويطلق أيضاً على قائد المائة أو السبعين، ثم عـدل مـدلوله فأصـبح يطلق على الكتيبة من الجيش، انظر حاشية البداية والنهاية (18/28).

([6])  انظر تفاصيل الوقعة في البداية والنهاية (18/26) ط التركي.

 
.