|
||
. | ||
قضاء رمضان وكفارة الإفطار فيه: ثانيًا: الكفارة: قائمة محتويات هذا الملف |
||
|
||
ثانياً: الكفارات: قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيح، يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"([1]). قال ابن السكّيت: "وكل ما غطى شيئًا فقد كفره، ومنه قيل لليل: كافر؛ لأنّه ستر بظلمته كل شيءٍ وغطاه"([2]). قال الأزهريّ: "والكفارات سمِّيت كفَّارات؛ لأنّها تكفِّر الذنوب أي تسترها، مثل كفّارة الأيمان، وكفّارة الظهار، والقتل الخطأ، قد بيّنها الله جلّ وعزّ في كتابه وأمر بها عباده"([3]). 2- أنواع الكفارات بحسب اختلاف أصحابها: 1/2 الشيخ الفاني العاجز عن الصوم: قال تعالى: {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. قال عطاء: سمعتُ ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ: {وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطوَّقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، قال ابن عباس: (ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا) ([4]). قال البخاريّ: "وأمّا الشيخ الكبير إذا لم يطق الصيام فقد أطعم أنسٌ بعدما كبر عامًا أو عامين كلّ يومٍ مسكينًا خبزًا ولحمًا وأفطر"([5]). 2/2 المريض مرضًا لا يُرجى زواله، ويشقّ معه الصيام: حكمه حكم الشيخ الفاني الكبير، وبه أفتى ابن عثيمين([6])، والله أعلم. 3/2 الذي جامع أهله في نهار رمضان: عليه مع القضاء الكفارة المغلظة، وهي: 1- عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد. 2- فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع. 3- فإطعام ستين مسكينًا. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رجلاً وقع بامرأته في رمضان، فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((هل تجد رقبة تعتقها؟)) قال: لا. قال: ((وهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا. قال: ((فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟)) قال: لا. قال: فمكث النبيّ صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتي النبيّ صلى الله عليه وسلم بعرَق فيها تمر، والعرق المكتل. قال: ((أين السائل؟)) فقال: أنا. قال: ((خذها فتصدق به)). فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها – يريد الحرتين – أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: ((أطعمه أهلك))([7]). 4/2 من أخَّر قضاء صيام رمضان إلى أن دخل رمضان آخر بلا عذر: وقد مضت هذه المسألة في مبحث: (3/5 – هل يجب قضاء الفائت من رمضان على الفور أم يجوز فيه التراخي؟) ([1]) المقاييس (5/191: كفر). ([2]) تهذيب اللغة (10/197). ([3]) تهذيب اللغة (10/200). ([4]) البخاري (4505) في التفسير، باب قوله تعالى: {أيامًا معدودات .. } الآية. ([5]) صحيح البخاري في التفسير، باب قوله تعالى: {أيامًا معدودات ..} الآية. ([6]) فتاوى ابن عثيمين (1/545). ([7]) البخاري (1936) في الصوم، باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق. مسلم (1111) في الصيام، باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم. |
||
. |