الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام الصيام

.

  الاعتكاف: ثانيًا: الأدلة على مشروعيته:                                                                                     قائمة محتويات هذا الملف  

 

ثانيًا: الأدلة على مشروعيته:

دلّ على مشروعيته: دليل الكتاب، والسنة، والإجماع.

أ- أما دليل الكتاب:

فقوله تعالى: {وَلاَ تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَـٰجِدِ} [ البقرة: 187 ].

قال السعدي: " دلت الآية على مشروعية الاعتكاف " ([1]).

ب- وأما دليل السنة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان([2]).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده
([3]).

عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان...([4]) الحديث.

قال القاضي عياض: "وفي هذه الأحاديث جواز الاعتكاف في رمضان وشوال، ويقاس عليها غيرهما من الشهور، وجواز أول الشهر ووسطه وآخره؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك"([5]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا كله يدل على محافظته صلى الله عليه وسلم"([6]).

قال ابن الملقن: "وفيه استحباب الاعتكاف وتأكده حيث واظب عليه حتى توفي عليه السلام"([7]).

ج- وأمَّا الإجماع:

فقد نقله غير واحد من العلماء رحمهم الله:

قال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن الاعتكاف سنة، لا يجب على الناس فرضاً إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذراً فيجب عليه"([8]).

ونقله أيضاً ابن حزم([9])، والنووي([10])، وابن قدامة([11])، وابن تيمية ([12])، والقرطبي ([13])، وابن هبيرة ([14])، والزركشي([15])، وابن رشد ([16]).


 

([1])  تيسير الكريم الرحمن (1/227).

([2])  أخرجه البخاري في الاعتكاف، باب: الاعتكاف في العشر الأواخر (2025)، ومسلم في الاعتكاف، باب: الاعتكاف في العشر الأواخر (1171).

([3])  أخرجه البخاري في الاعتكاف، باب: الاعتكاف في العشر الأواخر (2026)، ومسلم في الاعتكاف، باب: تحري ليلة القدر (2018).

([4])  أخرجه البخاري في فضل ليلة القدر، باب: تحري ليلة القدر (2018)، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (1167).

([5])  إكمال المعلم (4/151).

([6])  شرح العمدة (2/710-الصيام).

([7])  الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/428).

([8]) الإجماع (ص: 53 ).

([9]) مراتب الإجماع (ص: 41 ).

([10]) المجموع (6/407 ).

([11]) المغني (4/456 ).

([12]) شرح العمدة (2/711 ـ الصيام).

([13]) الجامع لأحكام القرآن (2/333 ).

([14]) الإفصاح (1/255 ).

([15]) شرح الزركشي (3/4 ).

([16]) بداية المجتهد (1/312 ).

 
.