الملف العلمي لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم

.

   وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: عاشراً:  غسل النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينه ودفنه:                 الصفحة السابقة            

 

عاشرا: غسل النبي صلى الله عليه وسلم وتكفينه ودفنه:

قالت عائشة رضي الله عنها: لما أرادوا غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله، ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه). [أبو داود (3141) ].

وعنها رضي الله عنها قالت: دخلتُ على أبي بكر رضي الله عنه فقال: في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة، وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الاثنين، قال: ((فأي يوم هذا؟)) قالت: يوم الاثنين، قال: ((أرجو فيما بيني وبين الليل))، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرَّض فيه به ردع من زعفران، فقال: ((اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين، فكفنوني فيها))، قلت: إن هذا خلق، قال: ((إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة))، فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح. [البخاري (1387)].

قال ابن كثير: "والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه السلام توفي يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء" [البداية (5/237)].

سئل أبو عسيب وقد شهد الصلاة على رسول الله: كيف صلِّي عليه؟ قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر. [أحمد (20242)].

وعن سعيد بن المسيب قال: لما توفي رسول الله وضع على سريره، فكان الناس يدخلون زمراً زمراً يصلون عليه ويخرجون ولم يؤمهم أحد. [مصنف ابن أبي شيبة (7/430)]

قال ابن كثير: "وهذا الصنيع ـ وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه ـ أمر مجمع عليه لا خلاف فيه" [البداية (5/232)].

وعن أنس بن مالك قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما، فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم.[ابن ماجه (1557)]

وعن أبي مرحب أن عبد الرحمن بن عوف نزل في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: كأني أنظر إليهم أربعة.

قال ابن إسحاق: "وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" [انظر: سيرة ابن هشام (4/418)].

وعن أنس بن مالك قال: ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي، وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا. [الترمذي (3618)، ابن ماجه (1631)].

 
.