موسوعة البحـوث المنــبرية   

.

 فلسطين: ثالثاً: منزلة فلسطين والقدس والأقصى عند المسلمين:                         الصفحة السابقة                 الصفحة التالية

 

ثالثا: منزلة فلسطين والقدس والأقصى عند المسلمين:

سمى الله أرض فلسطين بالأرض المباركة والأرض المقدسة في مواضع عدة في كتابه الكريم.

 لما خرج نبي الله إبراهيم عليه السلام من أرض العراق قصد أرض الشام المباركة فكانت مهاجره، ثم كان موته عليه الصلاة والسلام في مدينة الخليل {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} [الأنبياء:71].

 ولما أراد موسى عليه السلام من اليهود دخول فلسطين قال لهم: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}.

 ثم دخلها بنو إسرائيل على يد نبي الله يوشع بن نون، فتحقق موعود الله لهم حين جاهدوا لإقامة دينه {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} [الأعراف:137].

 ثم أكد القرآن بركة أرض فلسطين حين قال: {ولسليمان الريح عاصفة تجري إلى الأرض التي باركنا فيها} [الأنبياء:81].

 واكتملت البركة حين أسري بخاتم الأنبياء إلى بيت المقدس فصلى إماماً بالأنبياء هناك، يقول تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا * الذي باركنا حوله}.

 يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن رحلة الإسراء والمعراج: ((أُتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم عرج بي إلى السماء)) [رواه مسلم ح162].

 المسجد الأقصى أحد المساجد التي تشد لها الرحال قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) [البخاري ح1189، ومسلم 1397].

 وفي حديث عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكماً يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد، لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة)) [رواه ابن ماجه ح1408 وصححه الألباني].

 وفلسطين قطعة من أرض الشام التي جاءت الأحاديث تشهد بمزيتها عن سائر بلاد المسلمين ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((طوبى للشام، طوبى للشام قلت (أي زيد بن ثابت راوي الحديث): ما بال الشام قال: الملائكة باسطو أجنحتها على الشام)) [رواه الترمذي ح 3954، وأحمد 20621، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي على تصحيحه].

 وفي حديث ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال: ((أرض المحشر والمنشر)) [رواه أحمد في المسند ح26343 وفي إسناده ضعف].

 ومما جاء في فضائل الشام وأهلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) [رواه الترمذي ح 2192، وابن ماجه ح6 وصححه الألباني].

 
.