.

  حزب البعث: خامسًا:  عقائد حزب البعث:                            (عناصر البحث)                              السابقة             التالية   

 

5 ـ عقائد حزب البعث:

1-    البعث حركة عقائدية:

والعقيدة عندهم هي حصيلة الدراسة العلمية للتاريخ للقوى الفاعلة فيه، وصاحب العقيدة مضطر إلى أن يطور عقيدته ـ أي قوانينه ـ مع تطور التاريخ.

فالبعث عقائدي، ولكنه ليس مذهباً جامداً.

البعث ينطلق من أن العالم بشكل عام والتاريخ بشكل خاص حركة دائبة.

والحركة هي نتيجة تصارع قوى، وليست مجرد تصاعد مستمر.

2-  البعث حركة نضالية:

نضال البعثي نابع من وعيه للتاريخ، ومن كونه قوة فاعلة فيه، لا متفرجاً على أحداثه.

ونضاله عقائدي، بمعنى أن نضاله ليس أعمى، بل يسترشد بتجارب الإنسان الماضية، فيدرك غايات نضاله، ويدرك وسائل نضاله، ويستعملها، والنضال عندهم يعمّق معنى العقيدة ويوضّحها ويطوّرها.

وواجب الحزب الأول تنظيم الشعب، وتعبئته حول العقيدة التاريخية السليمة، واستنفار قواه وتحريكها ثورياً من أجل المشاركة الفعالة في الثورة.

3-  البعث حركة ثورية:

الثورة هي رفض لوضع، وانفتاح على نقيضه.

والثورة تستهدف بناء مجتمع عربي موحد، تسوده علاقات اجتماعية تقدمية، ويختفي فيه الاستغلال الطبقي، وتتفتح فيه طاقات الجماهير.

من خلال ثورتها على وضع تاريخها تحقق ثورة في ذاتها، فتحقق ذاتاً جديدة، مبدعة خلاقة، منصهرة في حركة التاريخ.

4-  البعث حركة جماهيرية:

كل ثورة لا تكون الجماهير أداتها ثورة ناقصة ثورة فوقية.

كل ثورة لا يكون الجماهير غايتها ثورة محرفة ثورة كاذبة.

5-  البعث حركة قومية:

في النضال ضد الاستعمار الواضح الهوية يجب أن تتضح هوية المناضل.

يؤمن بوحدة الأمة، ووحدة اللغة والتاريخ والأرض كانت الأساس الذي بنيت عليه وحدة الأمة العربية.

6-  البعث حركة اشتراكية:

الاشتراكية مصير حتمي.

الاشتراكية ليست مجرد نظام اقتصادي يتحقق في مستقبل الأيام، إنها قبل ذلك وعي على القوى الفاعلة في المجتمع، ووعي على مكان هذه القوى من المعركة القومية.

الإيمان بالاشتراكية إذن ليس إيماناً بالمستقبل، بل هو إيمان اليوم، إيمان في قلب المعركة.

7- البعث حركة إنسانية:

البعث حركة عربية لا عالمية، قومية لا أممية، ولكنه حركة تقدمية، ترفض الاستعمار، والتخلف فكرياً ونضالياً.

لذلك فالبعث يعي معنى التحالف الطبيعي بينه وبين جميع قوى الثورة والتقدم والاشتراكية في كل أنحاء العالم.

8- البعث ثورة شاملة:

الهدف الأساسي للبعث هو تحريك قوى التاريخ التقدمية في الوطن العربي تحريكاً ثورياً يحقق من خلال النضال ضد الاستعمار والتجزئة والتخلف.

خلق أمة عربية واحدة تضمها دولة عربية واحدة، في مجتمع اشتراكي متقدم، تستعمل فيه الجماهير كل طاقاتها، وتتمتع بحرياتها.

ومن هنا كان شعار البعث: وحدة، حرية، اشتراكية([1]).

وملخّص عقيدة حزب البعث ما يلي:

1-       يجعل حزب البعث الاشتراكية ديناً، والعلمانية اللادينية مسلكاً ومنهجاً.

2-       يجعل حزب البعث الرابطة بين العرب رابطة الدم والقرابة واللغة والتاريخ والأرض، ويلغي تماماً رابطة الدين والتقوى بحجة أنها تمزق الأمة.

3-       يدعو الحزب إلى تحرير الإنسان العربي من الرجعية والخرافات والغيبيات، ويريدون بذلك الإسلام.

4-       يرى حزب البعث أن الحركات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية والشخصيات الإسلامية والتي تدعو إلى تطبيق شرع الله والدول التي تحكم بالإسلام عقبات يجب التخلّص منها من أجل بناء المستقبل العربي.

5-       يرى حزب البعث أن الوحدة العربية حقيقة حتمية لا بدّ من تحقيقها بالانقلاب والثورة والعدوان العسكري، والاحتواء التنظيمي للشخصيات السياسية والعسكرية المؤثرة، أو الشخصيات ذات النفوذ الثقافي والمكانة الثقافية، وبناء على حتمية الوحدة العربية عنده فإنه يرى أن الوحدة الإسلامية حلمٌ وهراء، وأسلوب عدائي ضد القومية العربية.

6-       يرى حزب البعث أن الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وشخصياته البارزة إنما هم شكل من أشكال التعبير عن القومية العربية.

7-       يرى حزب البعث أن الإسلام مجرد قيم روحية وشعائر عبادية لمن أراد ذلك.

8-       يقول حزب البعث: إن العروبة هي ديننا نحن العرب من مسلمين وغيرهم؛ لأن العروبة وجدت قبل الإسلام والمسيحية، ويجب أن نغار عليها كما يغار المسلمون على قرآن محمد، والنصارى على إنجيل المسيح.

9-       يترسم حزب البعث الخطوات الماركسية في الأفكار والممارسة، والخلاف بينهما أن الماركسية أممية، وأما البعث فقومي، وما عدا ذلك فإن الأفكار الماركسية تمثل العمود الفقري في فكر الحزب ومعتقده.

10-   يرى الحزب أن الحدود بين أجزاء البلدان العربية يجب أن تزول، وتقوم دولة العرب الواحدة بحكومة واحدة على أساس بعثي، وعلى قيادة علمانية.

11-   كان الحزب ولا يزال واجهة انضوت تحته كل الاتجاهات الطائفية المعادية للإسلام درزية ونصيرية وإسماعيلية ونصرانية، وأخذ هؤلاء يتحركون من خلال حزب البعث بدوافع باطنية، يطرحونها ويطبقونها تحت شعار الوحدة والحرية والاشتراكية والقومية والثورية والتقدمية.

12-   لافتة حزب البعث هي: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، ويعنون بالرسالة الخالدة أن الأمة العربية ذات رسالة تظهر بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ، وأنه مرة عبّرت عن نفسها بشريعة حمورابي، ومرة بالشعر الجاهلي، ومرة بعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام لا يعدو أن يكون نبتة ظهرت في أرض القومية العربية([2]).


[1] ألف باء البعث، لمنيف الرزاز (3/149-162/ضمن أعماله الفكرية والسياسية) بتصرف.

[2] حزب البعث (ص112-113).

 

.