موسوعة البحـوث المنــبرية

.

  من آداب السفر: عاشراً:  ملحقات البحث:                                   (عناصر البحث)         الصفحة السابقة                   

 

عاشرا: ملحقات البحث:

1- من أقوال السلف:

قال ابن عمر رضي الله عنهما: (من كرم الرجل طيب زاده في سفره)([1]).

قال بشر: (يا معشر القراء سيحوا تطيبوا، فإنّ الماء إذا ساح طاب، وإذا أطال مقامه في موضع تغيَّر)([2]).

قال سري السقطي: (إذا خرج الشتاء فقد خرج آذار، وأورقت الأشجار، وطاب الانتشار، فانتشروا)([3]).

قال ابن رشيق: كتب إليَّ بعض إخواني: (مثل الرجل القاعد ـ أعزك الله ـ كمثل الماء الراكد إن تُرك تغير، وإن ترك تكدر، ومثل المسافر كالسحاب الماطر، هؤلاء يدعونه رحمة، وهؤلاء يدعونه نقمة، فإذا اتصلت أيامه ثقل مقامه وكثر لُوَّامه، فاجمع لنفسك فرحة الغيبة، وفرحة الأوبة، والسلام)([4]).

قال الحجاج: (لولا فرحة الإياب لما عذَّبت أعدائي إلا بالسفر)([5]).

قال الإمام أحمد: (ما السياحة من الإسلام في شيء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين، ولأن السفر مشتت للقلب، فلا ينبغي للمريد أن يسافر إلا في طلب علمٍ أو مشاهدة شيخٍ يقتدي به)([6]).

2- قصص:

قال رجل لمعروف الكرخي: يا أبا محفوظ، أتحرك لطلب الرزق أم أجلس؟ قال: لا، بل تحرك، فإنه أصلح لك. فقال له: أتقول هذا؟! فقال: وما أنا قلت، ولكن الله عز وجل أمر به، قال الكريم: {وَهُزّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَـٰقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} [مريم:25]، ولو شاء أن ينزله عليها([7]).

جاء رجل إلى سفيان الثوري فقال: إني أريد الحج، فقال سفيان: فلا تصحب من يكرم عليك، فإن ساويته في النفقة أضرَّ بك، وإن تفضل عليك استذلك([8]).

عن أنس رضي الله عنه قال: صحبت جرير بن عبد الله وكان يخدمني، وكان أكبر من أنس، قال جرير: رأيتُ الأنصار تفعل برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لا أرى أحدًا منهم إلاَّ أكرمته([9]).

وعن عبد الله المروزيّ أنّه صحبه أبو علي الرباطي، فقال: على أن تكون أنت الأمير أو أنا، فقال: بل أنت، فلم يزل يحمل الزاد لنفسه، ولأبي علي على ظهره، فأمطرت السماء ذات ليلة، فقام عبد الله طول الليل على رأس رفيقه وفي يده كساءٍ، يمنع المطر، فكلَّما قال له أبو علي: لا تفعل، يقول: ألم تقل: إنّ الإمارة مسلَّمة لي؟! فلا تتحكم عليَّ، ولا ترجع في قولك، حتى إذا قضى أبو علي: وددتُ أنِّي لو متّ ولم أقل له أنت الأمير([10]).

قال أبو نعيم: رأيت سفيان الثوري وقد علَّق قلته بيده ووضع جرابه على ظهره، فقلت: إلى أين يا أبا عبد الله؟ قال: بلغني عن قرية فيها رخص أريد أن أقيم بها، فقلت له: وتفعل هذا؟! قال: نعم، إذا بلغك أن قرية فيها رخص فأقم بها، فإنه أسلم لدينك وأقلُّ لهمِّك([11]).

3- أبيات شعرية:

قال الشافعي:

ما في المقـام لـذي عقـل وذي أدب           من راحةٍ فـدع الأوطان واغتربِ

سـافر تجـِدْ عوضـاً عمـن تفارقـه          وانصَب فإنّ لذيذ العيش في النصبِ

إنِّي رأيـتُ وقـوفَ المـاء يُفســده          إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ

والأُسْدُ لولا فـراق الأرض ما افترست           والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ

والشمـس لو مكثت في الفلك دائمـة           لملَّها النّاس من عُجـم ومن عربِ

والتِّبـر كالتُّـربِ ملقًـى في أماكنـه           والعـود في أرضه نوعٌ من الخشبِ

فإن تغـرَّب هــذا عــزَّ مطلبـه           وإن تغرَّب ذاك عزَّ كالـذهبِ([12])

وقال أيضًا:

سأضربُ في طول البلاد وعرضهـا               أنـال مـرادي أو أموتُ غريبًا

فإن تلفت نفسـي فللـه درُّهـا                 وإن سلمت كان الرجوعُ قريبًا([13])

وقال:

تغرَّب عن الأوطان في طلب العلا                  وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرُّج هـمٍّ واكتسـاب معيشـةٍ                 وعلمٌ وآدابٌ وصحبة ماجـدِ([14])

وأنشد إمام الحرمين:

بـلاد الله واسـعة فضاها                ورزق الله في الدنيــا فسـيحُ

فقل للقاعدين على هـوانٍ                إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا([15])

وقال آخر:

إن قلَّ نفعك في أرضٍ حللتَ بِها          سـافرْ لتـدركَ قصـدًا أم ترى أملاً

فالبيض لو لازمت أغمادها تلفت          والشمس لو لم تسر ما حلَّتِ الحملا([16])

قال النابغة:

إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه            شـكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا

فسِر في بلاد الله والتمـس الغنى           تعِش ذا يسـارٍ أو تمـوت فتعذرا([17])

وقال آخر:

وإن اغتراب المرء من غير حاجـةٍ        ولا فاقـةٍ يسـمو لهـا لعجيب

وحسب الفتى ذلاً وإن أدرك الغنى                 ولو نال ملكاً أن يقـال: غريب([18])

4ـ محمدة:

الحمد لله الذي كرّم بني آدم وسخّر لهم الفلك تجري في البحار، ونصب آياته الدالة على عظمته عبر الفيافي والقفار، للادّكار والاعتبار. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلب القلوب والأبصار، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، بيَّن أحكام وآداب الأسفار، التي ترفع الأستار وتكشف الأسرار. صلى الله وسلم عليه، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، من المهاجرين والأنصار، ما أضاءت الأنوار، وغرّدت الأطيار.

5- أدعية:

اللهم إنا نسألك أن تهدينا إلى السنن، ونعوذ بك من الفتن.

اللهم وارزقنا الاقتداء بنبيك، والاقتداء بسنته، والتمسك بها في هذا الزمن الذي سيطرت فيه الفتن.

اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، نعوذ بك من شرور أنفسنا، ومن شر الشيطان وشركه، وأن نقترف على أنفسنا سوءا، أو نجرّه إلى مسلم.

اللهم رب السماوات السبع وما أظلّت، ورب الأرضين السبع وما أقلّت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لنا جارا من شر خلقك جميعا كلهم، أن يفرط علينا أحد منهم أو يبغي. عزَّ جارك، وجلَّ ثناؤك، ولا إله غيرك.

6- مراجع للتوسع:

· الغرر السافر فيما يحتاج إليه المسافر للإمام الزركشي. [طبع ضمن مجلة الحكمة العدد العاشر].

· الأذكار للنووي.

· المجموع شرح المهذب للنووي (3/385).

· الآداب الشرعية لابن مفلح (1/448-459).

· سنن البيهقي الكبرى (5/249).

· إحياء علوم الدين للغزالي (2/313).

· زاد المعاد لابن القيم (1/462).


([1]) تفسير ابن كثير (1/240).

([2]) تاريخ بغداد (14/204).

([3]) الإحياء (2/248).

([4]) الغرر السافر (301).

([5]) الغرر السافر (301).

([6]) الغرر السافر (304).

([7]) الغرر السافر (289).

([8]) الغرر السافر (309).

([9]) السنن الكبرى للبيهقي (5/257).

([10]) الإحياء (2/252).

([11]) الإحياء (2/248).

([12]) ديوان الشافعي (ص 34).

([13]) ديوان الشافعي (ص 35).

([14]) ديوان الشافعي (ص57).

([15]) معجم البلدان (1/136).

([16]) دليل السائلين (ص 350).

([17]) الغرر السافر (289).

([18]) الغرر السافر (301).

 

.