الملف العلمي للأحداث الراهنة

.

  العبودية: أولاً: تعريف وبيان:                     الصفحة السابقة                 الصفحة التالية                (الصفحة الرئيسة)

 

أولاً: تعريف وبيان:

أ- مفهوم العبودية في اللغة:

العبودية: مصدر عبد يعبد عبادةً ومعبداً ومعبدةً، فهو عبدٌ، أي: ذلّ وخضع.

قال ابن منظور: "أصل العبودية الخضوع والتذلل... وعبد الله تألّه له... والتعبّد التنسك، والعبادة: الطاعة"[1].

وقال الفراء: "معنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع، ومنه طريق معبد إذا كان مذللاً بكثرة الوطء"[2].

وقال ابن الأنباري: "فلان عابد وهو الخاضع لربه المستسلم المنقاد لأمره"[3].

وقال الزبيدي: "أصل العبودية الذل والخضوع، وقال آخرون: العبودية الرضا بما يفعل الرب، والعبادة فعل ما يرضى به الرب"[4].

ب- مفهوم العبودية في الشرع:

قال ابن القيم: "العبودية اسم جامع لمراتب أربع من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح.

فقول القلب هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته على لسان رسله عليهم السلام.

وقول اللسان الإخبار عن قول القلب بما فيه من الاعتقاد والدعوة إليه والذب عنه، وتبيين بطلان البدع المخالفة والقيام بذكره وتبليغ أوامره.

وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له وإخلاص الدين له والصبر على أوامره وعن نواهيه وعلى أقداره والمعاداة فيه والخضوع والذل له وغير ذلك من أعمال القلب.

وأعمال الجوارح كالصلاة والحج والجهاد وغيرها"[5].

ج- حقيقة العبودية:

وحقيقة العبودية عبودية القلب.

قال ابن تيمية: "الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته، فما استرق القلبَ واستعبده فهو عبده، ولهذا يقال:

العبـد حرّ مـا قنـع           والحر عبـد ما طمـع

وقال القائل:

أطعت مطامعي فاستعبدتني                 ولو أني قنعت لكنت حراً"[6]

وقال: "إن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن... وأما إذا كان القلب الذي هو ملك الجسم رقيقا مستعبداً متيّما لغير الله فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية الذليلة لما استعبد القلب. وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب... فالحرية حرية القلب كما أن الغنى غنى النفس"[7].


[1] لسان العرب (5/2776)، مادة (ع ب د).

[2] انظر: لسان العرب (5/2778)، مادة (ع ب د).

[3] انظر: لسان العرب (5/2778)، مادة (ع ب د).

[4] تاج العروس (2/409).

[5] مدارج السالكين (1/100).

[6] العبودية (ص104).

[7] العبودية (ص116-117).

 

.