.

   عناية الإسلام بالمرأة: ثانيًا: وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء:      الصفحة السابقة      الصفحة التالية       (عناصر البحث)

 

ثانيًا: وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((واستوصوا بالنساء خيرا؛ فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرتَه، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا))[1].

قال الطيبي: "والمعنى: أوصيكم بهن خيرًا، فاقبلوا وصيتي فيهن، ((فإنهن خلقن من ضلع)) أي: خلقن خلقًا فيه اعوجاج، وكأنهن خلقن من أصل معوجٍّ، فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بمداراتهن والصبر على اعوجاجهن"[2].

قال الشيخ ابن عثيمين: "وفي هذا توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاشرة الإنسان لأهله، وأنه ينبغي أن يأخذ منهم العفو وما تيسر كما قال تعالى: {خُذِ ٱلْعَفْوَ} [الأعراف:199]، يعني: ما عفا وسهل من أخلاق الناس، {وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ ٱلْجَـٰهِلِينَ} [الأعراف:199]"[3].


[1] أخرجه البخاري في النكاح، باب: الوصاة بالنساء (5185، 5186)، ومسلم في الرضاع (1468).

[2] شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/306).

[3] شرح رياض الصالحين (5/139-140).

 

.