الزيارة: أنواعها وبعض أحكامها

مهران ماهر عثمان نوري

4770

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية اضف إلى رف الخطب

ملخص المادة العلمية

1- أنواع الزيارة. 2- من آداب الزيارة.

هدف الإسلام إلى إشاعة المحبة بمختلف الوسائل ومتنوع الطرق، ومن سبل تحقيق ذلك الزيارات.

أولاً: أنواع الزيارات:

1- زيارة الله تعالى:

قال : ((من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر)) رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسلة (1169).

وعَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ)) رواه البخاري ومسلم.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: ((مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ)) رواه البخاري ومسلم.

2- زيارة الوالدين:

فحقهما بعد حق الله مباشرة، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23].

وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: ((أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)) رواه البخاري ومسلم.

ومن البرِّ بهما زيارة أهل ودهما بعد موتهما، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً مِنْ الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ؛ إِنَّهُمْ الأَعْرَابُ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ)) رواه مسلم.

3- زيارة الأقارب والأرحام:

قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنْ اسْمِي، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2/133).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ))، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) رواه البخاري ومسلم.

4- زيارة الجيران:

قال رسولنا : ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ)) رواه البخاري ومسلم.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأَثْوَارِ مِنْ الأَقِطِ وَلا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: ((هِيَ فِي الْجَنَّةِ)) رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة (190).

5- زيارة الإخوان:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ : ((إنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ)) رواه مسلم.

وقال : ((ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والصِّدِّيق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز وجل، ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذق غمضًا حتى ترضى)) رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسلة (287).

6- زيارة أهل الخير والصلاح:

قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف:28].

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِجِبْرِيلَ: ((أَلا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟!)) قَالَ: فَنَزَلَتْ: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا رواه البخاري.

وعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَزُورُهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ فَقَالا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ، فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلا يَبْكِيَانِ مَعَهَا. رواه مسلم.

7- زيارة المريض:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ))، قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ)) رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من أصبح منكم اليوم صائمًا؟)) فقال أبو بكر : أنا، فقال: ((من أطعم منكم اليوم مسكينا؟)) فقال أبو بكر: أنا، قال: ((من تبع منكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر: أنا، فقال: ((من عاد منكم اليوم مريضا؟)) قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : ((ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل في يوم إلا دخل الجنة)) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في السلسلة (88).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟!)) رواه البخاري، وفي طريقٍ: ((لوجدتَّ ذلك عندي)).

8- زيارة الكافر لدعوته:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدمُ النَّبِيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: ((أَسْلِمْ))، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ)) رواه البخاري.

9- زيارة المقابر:

عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا)) رواه مسلم، ولأحمد: ((فإنها تذكر الآخرة)).

ولهذا جازت زيارة قبور الكافرين للذكرى لا للاستغفار لهم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي)) رواه مسلم.

10- زيارة من هجرك وخاصمك:

من خير الزيارات وأبركها في مثل هذه المناسبات زيارة المرء لمن قاطعه، لمن بينه وبينه خصومة، وخير المتخاصمَين من بدأ أخاه بسلام أو زيارة أو مبادرة صلح.

إن العيش بين الناس لا يطيب إلا بالصفح والإغضاء والتجاوز، وينبغي اغتنام هذه المناسبة لذلك، فمن ذا الذي ما ساء قط؟!

إذا كنـت فِي كل الأمور معاتبًـا صديقك لَم تلق الذي لا تعـاتبه

من ذا الذي تُرضـى سجاياه كلها كفـى بالْمرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون:96].

ثانيًا: بعض أحكام وآداب الزيارة:

1- لا يحل لامرئ أن يدخل دارًا لقريب أو غريب إلا باستئذانٍ، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور:27].

2- للمستأذن أن يكرّر استئذانه ثلاث مرات، فإن أُذن له وإلا انصرف:

فقد استأذن النبي على سعد بن عبادة فقال: ((السلام عليكم ورحمة الله))، فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يُسمع النبيَّ حتى سلَّم ثلاثًا وردَّ عليه سعد ثلاثًا ولم يسمعه، فرجع النبي واتَّبعه سعد، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما سلّمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أُسمِعْك؛ أحببتُ أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم أدخله البيت فقرَّب له زبيبًا فأكل نبي الله ، فلما فرغ قال: ((أكل طعامَكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون)) رواه أحمد وأبو داود.

وقد ذكر بعض العلماء الحكمة من أن يكون الاستئذان ثلاثًا أنهم بالأولى يستنصتون، وبالثانية يستصلحون، وبالثالثة يأذنون أو يردّون.

3- لا يقف الزائر أمام الباب، وإنما عن يمينه أو يساره بحيث لو فُتح لم ير عورة البيت:

فمن هدي النبي أنه إذا أتى باب قوم لم يستقبله من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر. رواه أبو داود.

وجاء رجل يستأذن النبي فوقف أمام الباب، فقال له النبي : ((هكذا عنك أو هكذا فإنما الاستئذان من النظر)) رواه أبو داود.

4- لا ينبغي تكرار الزيارة بصورة يسأم منها المزور؛ لقول النبي : ((زر غبًا تزدَد حبًا)) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2583).

5- لا ينظر الزائر قبل استئذانه إلى الدار بثقب بابها أو غيره؛ لما يلي:

عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم : ((لو أن امرأ يتحقق عليك بغير إذن فخَذفته بحصاه ففقأت عينه لم يكن عليك جناح))، وفي رواية لمسلم: ((من يتحقق في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه)) رواه البخاري ومسلم، ولأحمد: ((من يتحقق في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينه فلا دية له ولا قصاص)).

وعن أنس بن مالك أن رجلاً يتحقق من بعض حجر النبي ، فقام إليه بمِشْقَص ـ وهو نصل السهم إذا كان طويلاً ـ أو مشاقص، فكأني أنظر إلى رسول الله يَخْتِله ـ والختل: الإصابة على غفلة ـ لِيَطْعنَه. رواه البخاري ومسلم.

وعن سهل بن سعد أن رجلاً اطلع من جحر في دار النبي والنبي يحكّ رأسه بالمِدْرى ـ وهو شيء يُعْمل من حَديد أو خَشبٍ على شكل سِنٍّ من أسنان المُشْطِ ـ فقال: ((لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينك، إنما جعل الإذن من قبل الأبصار)) رواه البخاري.

6- من المنكرات دخول الأجانب على النساء:

فعن عقبة بن عامر أن رسول الله قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال: ((الحمو الموت)) رواه البخاري ومسلم.

7- لا تجوز مصافحة النساء:

قال رسول الله : ((لأن يُطعن في رأس أحدكم بمِخْيَطٍ ـ وهو الإبرة وما يُخاط به ـ من حديد خير له من أن يَمَسَّ امرأة لا تحل له)) رواه الطبراني الكبير.

وتقول عائشة رضي الله عنها: والله، ما أخذ رسول الله على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى، وما مست كفُّ رسول الله كفَّ امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن: ((قد بايعتكن)) كلامًا. رواه البخاري ومسلم.

وقد أشار الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (8/636) إلى أنَّ سبب قسم عائشة رضي الله عنها قد يكون لما يُتوهم من قول أم عطية رضي الله عنها في المبايعة لما بعث النبي عمر إليهنَّ: فمد يده من خارج البيت، ومدَدنا أيدينا من داخل البيت. رواه البيهقي (3/184). وبيَّن أنَّ مدَّ الأيدي إشارة إلى وقوع البيعة، ولم تحدث مصافحة.

فحريّ بالمؤمن أن يراعي هذه الآداب والأحكام في زياراته.

 

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية اضف إلى رف الخطب

إلى أعلى