القــــــــدوة

مراد بن أحمد القدسي

767

ملخص المادة العلمية

1- تعريف القدوة. 2- بمن نقتدي. 3- كل منا قدوة. 4- أهمية القدوة الحسنة. 5- التحذير من القدوة السيئة.

تعريف القدوة:

هي الحالة التي يكون الإنسان في اتباع غيره، إن حسناً وإن قبحاً.

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

بمن نقتدي:

1- بالنبي: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

وما آتاكم الرسول فخذوه.

2- بالأنبياء: قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده.

لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد.

3- بالآباء: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين.

إني تركت قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشعرون.

4- بالعلماء: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.

((العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)).

5- بالصحابة: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم.

6- بالصالحين: ((إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)).

أنت قدوة:

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.

مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً.

ومن أحسن قولاً فمن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.

وفي الحديث المتفق عليه عن أسامة بن زيد مرفوعاً: ((يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول: بلى، وقد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه)).

عن أبي برزة قال: قال : ((الذي يعلم الناس وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها)) رواه ابن ماجة.

روى مسلم عن جرير مرفوعاً: ((من سن في الإسلام  سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء)).

أهمية القدوة الحسنة:

1- بفعله يكون داعية للناس.

2- أن القدوة الحسنة يعطي الناس قناعة بأن الفضائل ممكنة وأنها تحت قدرة الإنسان.

3- أن القدوة الحسنة مصدر تعليم لكل الناس الذين تتفاوت مستوى فهمهم بالقول.

روى البخاري عن ابن عمر اتخذ النبي خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب.

فقال: ((إني اتخذت خاتماً من ذهب، فنبذه وقال: لن ألبسه أبدا)) فنبذ الناس خواتيمهم.

قال ابن بطال: فدل ذلك على أن الفعل أبلغ من القول.

احذر من القدوة السيئة:

1- الآباء: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا.

لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم. ..

2- رفقاء السوء: يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً.

قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنا نك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمدينون.

احذر من أن تكون قدوة سيئة لغيرك:

ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون.

بفعلك السيئ أنت بين أمرين:

أما إن لسان حالك يخبر بأنك كاذب فيما تقوله للناس.

وإما أن لسان حالك يخبر بأنك مستكبر.

إلى أعلى