.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

شبابنا ضحية لأعدائنا

6037

موضوعات عامة

جرائم وحوادث

عبد الكريم بن محمد الغيثي

حائل

20/7/1428

جامع العفري

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أهمية نعمة الأمن. 2- حقد الأعداء وحسدهم لبلاد الحرمين. 3- وقفات مع كلمة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية.

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، الأمن في الأوطان مطلب كل عاقل من الناس، بل كل منصف من العالم، وحياةٌ بلا أمن لا سعادة فيها ولا طمأنينة، كيف يعيش المرء في حالةٍ لا يأمن فيها على نفسه حتى من أقرب الناس إليه؟! خوف وذعر وهلع، لا يفكر الإنسان في شيء إلا في يومه كيف يعيشه في أمن حتى المساء، فلا سعادة ولا استقرار بل ولا عبادة مطمئنة بلا أمن.

عباد الله، الأمن في الأوطان هو المطلب الأول والأساس للحياة السعيدة المطمئنة، قال عز وجل: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم: 35]. فانظروا ـ عباد الله ـ كيف طلب إبراهيم عليه السلام من ربه الأمن أولاً لتتحقق العبادة المطمئنة؛ لإن الإنسان في حال الفتنة والقلاقل وزعزعة الأمن يُشغله الخوف عن عبادة ربه، وربما زاغ كثيرا من الناس عن الحق لأن الثبات على الدين الحقّ يضعف في حال الفتن والعياذ بالله.

أيها الإخوة في الله، إن لهذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين لها أعداء سلكوا مسالك حقيرة للإضرار بهذا البلد الآمن وأهله, بل ولكل من ينتمي لدين الإسلام، وذلك للحقد الدفين في قلوبهم على المسلمين عامة، وعلى أهل هذه البلاد خاصة؛ لما تتميز به والحمد لله من إقامة الدين، وذلك بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله ، ولما تتميز به هذه البلاد من الترابط والتلاحم والمحبة والولاء بين الراعي والرعية، بين الأئمة وولاة الأمور والمواطنين، وكل ذلك أجج نار الحقد في قلوبهم، فجندوا جنودا من أبنائنا وسمّموا أفكارهم وصرفوا عقولهم عن المنهج الصحيح ليجعلوهم أداة تدمير وتخريب في بلادهم وأمتهم؛ مستغلين في ذلك بعض الشباب فريسة لهم بإثارة الحماس والجهاد المزعوم لديهم بغير علم، وإبعاد هؤلاء الشباب عن علماء أمتهم، واستغلال حماسهم على جهلهم بدينهم، ليكونوا أداة تدمير وتخريب لأمتهم وعقيدتهم ومستقبل بلادهم، وإيجاد الفجوة بينهم وبين أئمتهم وولاة أمرهم، وعدم تحكيم العقل والمنطق فيما يفعلون، وإلا ماذا ينقمون من هذه البلاد وشعائر التوحيد والسنة فيها قائمة وعلامات الدين ظاهرة؟! ماذا ينقمون من هذه البلاد وهي راعية الحرمين باهتمام لم يشهد على مرّ التأريخ؟! ماذا ينقمون من هذه البلاد ولم يُر فيها شرك ظاهر ولا قبور تعبد من دون الله؟! ماذا ينقمون من هذه البلاد وهي الوحيدة في الدنيا التي تحكم شرع الله؟! لكنه الحقد الدفين على الإسلام وأهله وإرادة الفوضى والبلبلة والشر والفتنة في بلاد المسلمين.

إن أولئك الأقوام الذين خرجوا ـ ونسال الله أن يفضح أتباعهم ـ ما هم إلا صورة من صور الخوارج الذين جعلوا الخروج على الحكام ومنازعتهم أمرهم هدفا لهم.

نسأل الله أن يجعل كيد الأعداء في نحورهم.

أقول قول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...

 

الخطبة الثانية

عباد الله، لقد ألقى صاحب السمو الملكي وزير الداخلية كلمة قيمة في الرابع من جمادى الآخرة لهذا العام، تضمنت هذه الكلمة العديد من المهام الملقاة على عاتق الدعاة والخطباء وما للمنابر من أهمية لنشر الوعي الشرعي بالأحداث الراهنة.

أيها المسلمون، لقد تصفّحتُ هذه الكلمة الطيّبة المباركةَ وتمنّيت أنها لا تقتصر على الدعاة والخطباء فحسب، بل تكون ضمن مكتبة كلّ بيت من بيوت المسلمين؛ لما فيها من كلمات طيبة ومفاهيم مفيدة، ولخّصت لكم منها بعض النقاط المختصرة، ومن أراد الاستفادة منها كاملة فليرجع إليها. ومن النقاط المهمة التي تكلم عنها حفظه الله:

أولا: الاعتماد بعد الله على رجال الدين وحماة العقيدة حيث قال: "فمَن غَيركم نستطيع أن نعتمد عليه بعد الله؟! خصوصا وأن العمل ضدّ الإسلام وضد الدولة من أناس يدَعون أنهم مسلمون، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام، وأكثر ما يشوّهون الإسلام في نظر الآخرين".

ثانيا: جعل الدفاع عن الإسلام مسؤولية الجميع فقال: "ولأن الاعتداء على الإسلام فأنتم خير من يواجه هذا الأمر بكلّ علم وعقل وشجاعة رأي وشجاعة كلمة، لا تأخذكم في الله لومة لائم".

ثالثا: تطرّق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال: "يسمّينا الآخرون بالوهابيّين، إذا كان هذا لأن هذه الدولة الدولة الأولى نصرت الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهذا شرف لها، ولكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأت بشيء من عنده، ولا ابتدع شيئا، بل علّم الناس بما في كتاب الله وسنة نبيه واجتهاد العلماء والأئمة من بعده".

رابعا: قال حفظه الله: "إن ما واجهناه وعرفنا حقائقه أمر خطير وخطير جدًا، الخورج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه يقال: أن عددهم عشرة آلاف"، ثم قال: "والمؤلم لنا جميعا أنّ هؤلاء هم أبناؤنا، ضُلِّلوا فضلّوا، ونحن نعيش واقعا لا مجال للظنّ فيه بأيّ حال من الأحوال".

خامسًا: أشار حفظه الله إلى أن الذين جنّدوا هؤلاء الشباب وغسلوا عقولهم عن دينهم الحقيقي وعن حبهم لوطنهم بهذا الفكر الضال أنهم لا يمكن أن يكونوا أقدر منكم على تنظيف أفكار هؤلاء الشباب من هذا الفكر الضال، وعلى رأسكم علماؤنا الأفاضل ومشايخنا".

سادسا: أشار إلى أهمية الدفاع بكل ما نملك عن عقيدتنا وبلادنا، وقال: "ولن يصلح شأننا لا حاضرا ولا مستقبلا إلا بالتمسك بهذه العقيدة الصحيحة وتحريم ما حرمت".

سابعا: قال: "نحن في غنى عن ثقافة الآخرين وعن فكرهم؛ لأنه ما نحن فيه أفضل منهم بحمد الله، لا في ما يدعونه من حقوق الإنسان، ولا في ما يدعونه من حقوق المرأة كما يردّدون، فهؤلاء لا نراهم يحترمون المرأة في بلادهم، نرى المرأة مُهانة وتطلب الرزق بشرفها، بينما في هذا الوطن يدفع الإنسان حياته في سبيل الحفاظ على كرامته وشرف المرأة، وحقوق الإنسان لم نر أعدل من هذه الشريعة في إعطاء كل ذي حق حقه وحماية الإنسان في روحه وعرضه وماله".

ثامنا: قال: "إن في هذه البلاد المباركة أربعة عشر ألف مسجد جمعة، وفي الشهر ستة وخمسون ألف منبر وخطبة، فلو قام الكلّ بواجبهم في تحذير الناس من الاستماع أو القبول أو التعاون مع هؤلاء الضالين لاهتدى بإذن الله خلق كثير، ولكن الأمر يتوقف على من هو الذي على هذا المنبر؟ هل هو صاحب عقل وقبل ذلك صاحب دين وعلم بالشريعة؟ هل هو نقيّ من الأفكار السيئة أو مجاملتها؟ هل هو حريص على الحفاظ على هذه العقيدة وعلى أرواح أبناء هذا الوطن وممتلكاتهم وأمنهم؟".

تاسعا: أشار حفظه الله إلى أن هناك من يطالبنا بمجاراة العصر وتعطيل بعض الحدود ويقول: لأنها تسيء لكم، فقال أيده الله: "لا، ثم لا، ثم لا، سننفّذ حدود الله وأحكامه، رضي من رضي وغضب من غضب، سنقف مع أهل الخير، سنبصر الناس في بلادنا بما يجب أن يعملوا ويتعاملوا به مع أهل العلم".

إخوة الإيمان، نسال الله أن يوفق أئمتنا وولاة أمرنا لما يحب ويرضى، وان يجمع قلوبنا وإياهم على كتابه وسنة رسوله .

عباد الله، إن لله وملائكته يصلون على النبي...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً