.

اليوم م الموافق ‏18/‏رمضان/‏1445هـ

 
 

 

شمائل رسول الله وأخلاقه المأثورة

5360

سيرة وتاريخ

الشمائل

محمد جمال الدين القاسمي

دمشق

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أهمية صلاح الباطن. 2- إكمال النبي لمكارم الأخلاق. 3- أخلاق النبي . 4- من صفات النبي الخِلقية. 5- ختم الرسالات بالنبي .

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله، واعلموا أن آداب الظواهر عنوان آداب البواطن، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر، والأعمال نتيجة أخلاق، ومن لم يخشع قلبه لم تخشع جوارحه، ومن لم يكن صدره مشكاة الأنوار الإلهية لم يفض على ظاهره جمال الآداب النبوية.

وقد أُدِّبَ صلوات الله عليه بالقرآن، وأُدِّب الخلُقُ به، ولذلك قال : ((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، ثم رغب الخلق في محاسن الأخلاق، ولما أكمل تعالى خلقه أثنى عليه فقال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]، فكان أحلم الناس، وأشجع الناس، وأعدل الناس، وأعفَّ الناس، لم تمسّ يده قطّ امرأة لا يملك رِقّها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه، وكان أسخى الناس، لا يبيت عنده دينار ولا درهم، ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوتَ عامه، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ولا يُسْأَل شيئًا إلا أعطاه، وكان يخصِف نعله، ويرقّع ثوبه، ويخدم في مهنة أهله، وكان أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد، ويجيب دعوةَ العبد الحرّ، يغضب لربه، ولا يغضب لنفسه، يأكل ما حضر، ولا يردّ ما وجد، يركب ما أمكنه، ويردف خلفه، يحبّ الطيّب، ويجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويكرم أهل الفضل، ويتألّف أهل الشرف بالبرّ لهم، يصل رحمه، لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه، ولا يقول إلا حقًّا، يضحك من غير قهقهة، يخرج إلى بساتين أصحابه، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ما لعن خادمًا ولا امرأة، ولا ضربَ بيده أحدًا إلا في سبيل الله، يبدأ من لقيَه بالسلام والمصافحة، يكرم من يدخل عليه، حتى ربما بسط له ثوبه يجلسه عليه، وكان أفصح الناس منطقًا وأحلاهم كلامًا، يتكلم بجوامع الكلم، ولا يتكلم في غير حاجة، إذا سكت تكلم جلساؤه، وكان أحسن الناس نغمة، يعظ بالجد والنصيحة، وكان إذا لبس ثوبًا جديدًا أعطى خَلِق ثيابه مسكينًا، وكان أرغب الناس في العفو مع القدرة، أبعد الناس غضبًا، وأسرعهم رضاء، يمرّ على الصبيان فيسلّم عليهم.

وكان أزهر اللّون، ليس بالطويل ولا بالقصير، بين كتفيه خاتم النبوة، وكان لا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه.

وبالجملة فأخلاقه الكاملة لا تحصى، وشمائله الحسنى لا تستقصى، وكل من أصغى إليها علم علو منصبه وعظم مكانته.

وقد ظهر من آياته ومعجزاته ما استفاضت به الأخبار، وكان أعظمها معجزة القرآن الكريم والذكر الحكيم، أعجز البلغاء عن مماثلته في عبارته، وأفحم الحكماء عن محاكاته في عظته وهدايته وتشريعه للناس أحكامًا تنطبق على مصالحهم ما دامت الدنيا، وانتظام السعادة بالمحافظة عليها في الأولى والأخرى.

ولما لم يدع قاعدة من أصول الفضائل إلا جلاها ولا أُمّا من أمهات الصالحات إلا أحياها ختمت النبوات بنبوة محمّد ، وانتهت الرسالات برسالته، قال الله تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [الأحزاب: 40]، وقال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [آل عمران: 164].

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً