.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

محبة الرسول

5332

الإيمان

الإيمان بالرسل, خصال الإيمان

إحسان بن صالح المعتاز

مكة المكرمة

مسجد الربوعي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- مفهوم محبة رسول الله . 2- الأدلة على وجوب محبة الرسول . 3- صور من محبة السلف الصالح للرسول . 4- كيف نثبت محبتنا لرسول الله ؟ 5- بدعة المولد. 6- حقيقة الدولة العبيدية.

الخطبة الأولى

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

حديثنا في هذه الخطبة حول قضية إيمانية عقدية من أصول عقيدة المسلم التي يعيش عليها حتى يلقى ربه عز وجل سالمًا غانمًا بإذنه تعالى، هذه القضية هي محبة رسول الله الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، فتلقى رسالة ربه عز وجل، فبلغها وأداها أتم البلاغ صلوات الله وسلامه عليه حتى توفاه الله عز وجل، وقد اكتمل للأمة أمر دينها وشريعة ربها، ولم يترك عليه الصلاة والسلام صغيرة ولا كبيرة إلا بيَّنها ووضحها وجلاّها لأمته، وتركنا على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وهذا كله من تمام شفقته ورحمته بأمته وحبّه لهم، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما جزى نبيًا عن أمته، وجعل حبه واتباعه أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا والناس أجمعين.

إخوة الإسلام، ما مفهوم محبة رسول الله ؟ إنّ ذلك المفهوم يعني أن يميل قلب المسلم إلى رسول الله ميلاً يتجلّى فيه إيثاره على كل محبوب من نفس ووالد وولد والناس أجمعين؛ وذلك لما خصه الله من كريم الخصال وعظيم الشمائل، وما أجراه على يديه من صنوف الخير والبركات لأمته، وما امتن الله على العباد ببعثته ورسالته.

وبالجملة فأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحِب، ثم الميل قد يكون لما يستلذه الإنسان ويستحسنه كحب الصورة والصوت والطعام ونحوها، وقد يستلذه بعقله للمعاني الباطنة كحب الصالحين والعلماء وأهل الفضل مطلقًا، وهذه المعاني كلها موجودة في النبي ، لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال خصال الجلال وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايته إياهم إلى الصراط المستقيم ودوام النعم والإبعاد من الجحيم.

وحبّ المسلم لرسول الله عمل قلبيّ من أجل أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوتت درجة الشعور بهذا الحب تبعًا لقوة الإيمان أو ضعفه.

وأما الأدلة على وجوب محبته فأكثر من أن تحصى، منها على سبيل المثال قوله تعالى: قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ. ففي هذه الآية توعد الله من كان أهله وماله أحبَّ إليه من الله ورسوله والجهاد في سبيله بقوله: فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، ومعلوم أن الله لا يتوعد أحدًا بمثل هذا الوعيد الشديد إلا على ترك واجب أو فعل محرم.

يقول القاضي عياض عن هذه الآية: "فكفى بهذا حضًا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها ؛ إذ قرَّع الله من كان ماله وأهله وولده أحب إليه من الله ورسوله، وتوعدهم بقوله تعالى: فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، ثم فسّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله".

ومن الآيات الدالة على وجوب محبته قوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ. فهذه الآية إخبار عن مكانة الرسول بين المؤمنين، كما أنها أيضًا إخبار عن الحال التي ينبغي أن يكون فيها المؤمنون مع الرسول ، فهو أولى بهم من أنفسهم، ولا يكون كذلك حتى يكون أحبّ إليهم من أنفسهم. ويبيِّن ابن القيم رحمه الله أن هذه الآية دليل على أن من لم يكن الرسول أولى به من نفسه فليس من المؤمنين، ثم يوضح أن هذه الأولوية تتضمن أمرين: أن يكون الرسول أحب إليه من نفسه؛ لأن الأولوية أصلها الحب، ويلزم من هذه الأولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة والرضا والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضا بحكمه والتسليم لأمره وإيثاره على ما سواه، ومنها أن لا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً، بل الحكم على نفسه للرسول ، يحكم عليها أعظم من حكم السيد على عبده أو الوالد على ولده، فليس له في نفسه تصرّف قط إلا ما تصرف فيه الرسول ، الذي هو أولى به منها.

فتبين من هذا أنه يجب على كل مؤمن أن يكون الرسول أولى به من نفسه في كل شيء، وأن يكون حكمه في أي شيء مقدمًا على رغبات النفس وتطلعاتها، بل إن الحياة لتعدّ هينة ورخيصة بجانب تحقيق ما فرضه الله ورسوله وإن كان على خلاف هوى النفس؛ لأن نفوسنا تدعونا إلى الهلاك والرسول يدعونا إلى النجاة، فكان أولى بنا من أنفسنا.

وحينما أيقن المسلمون الأولون بذلك أعزهم الله ومكن لهم في الأرض، فلما غلبت الأهواء واتُّبِعت الشهوات صار الحال مبدلاً معكوسًا، والسبب هو جعل محبته مجرّد شعارات وكلمات معسولة وأشعارا واحتفالات لا تمتّ للواقع بصلة، ثم الغفلة عن اتباع هديِه وسنته وأوامره واجتناب نواهيه .

وأما الأدلة من السنة فمنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)). فهذا الحديث من أوضح الأدلة على وجوب محبة الرسول ؛ لأن المؤمن لا يستحق اسم الإيمان الكامل ولا يدخل في عداد الناجين حتى يكون الرسول أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. ومعنى ذلك ومن لوازمه أن تكون أوامر الرسول ونواهيه مقدمة على كل الأوامر والنواهي، فالحب القلبي يستلزم الاتباع والانقياد في الظاهر، فإذا كانت هناك محبة فعلية نتج عنها محبة كلام النبي وتقديمه على كل أحد، وجعل أوامره ونواهيه نصب عينه طيلة الوقت والعمر، فيعرفه في جميع أوقاته، ويعيش معه في كل حركاته وسكناته، ويرى أن سنته وهديه ألذ إليه من كل شيء.

ولقد فهم سلف الأمة هذه المحبة وعرفوها حق المعرفة، فالتزموها وجعلوها شعارًا لهم، حتى قادتهم إلى محبة الله ومرضاته، فأصبحوا أئمة يُهتدى بهم ومنارات يستدل بها.

هذا أبو عبد الله محمد بن المنكدر رحمه الله من أعلام التابعين قال عنه ابن الماجشون: "إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني"، وما ذاك إلا لما كان عليه من السمت الصالح والمنظر الخاشع الذي إذا رأيته ذكرت الله عز وجل. وكان محمد بن واسع إذا سُئل عن حديث بكى، حتى يرحمه الجالسون من شدة محبته وشوقه لرسول الله . وأما أيوب السختياني رحمه الله فقال عنه الإمام مالك بن أنس: "رأيته مرتين بمكة يحدث، فما أخذت حديثه حتى رأيت منه منظرًا عظيمًا، كان إذا ذكر حديث رسول الله بكى حتى نرحمه، فعند ذاك أخذت عنه الحديث"؛ لأن من كانت هذه حاله فإنه يستحيل عليه الكذب على رسول الله . وأما الإمام الجليل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب رحمه الله تعالى عالم المدينة فإنه يعطينا درسًا لا يُنسى في اتباع هدي النبي ولزوم سنته، قال تلميذه الواقدي: سألته عن حديث رسول الله : ((من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إن أحب أخذ العقل، وإن أحب فله القود))، فقلت له: أتأخذ بهذا؟ فضرب صدري وصاح كثيرًا ونال مني، وقال: أحدثك عن رسول الله وتقول: تأخذ به؟! نعم آخذ به، وذلك الفرض عليَّ وعلى كل من سمعه، فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين، لا مخرج لمسلم من ذلك.

فرحمة الله على هذا الإمام الجليل، كيف لو عاش إلى زماننا ورأى ما نحن فيه من تضييع وتفريط في أوامر الرسول وكيف آل الحال بكثير من الناس إلى التجرؤ وارتكاب ما نهى عنه رسول الله ؟! بعكس ما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم الذين سمعتم شيئًا من أخبارهم في محبة رسول الله ، بل وفي تنفيذ وتطبيق أوامره دقيقها وجليلها، فهذا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: "ما كتبتُ حديثًا إلا وقد عملت به، حتى مرَّ بي أن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت".

فانظروا ـ رحمكم الله ـ إلى شدة التأسي والاقتداء بالنبي كيف بلغت، هذا وإن مسند الإمام أحمد بن حنبل تزيد أحاديثه عن عشرين ألف حديث سوى ما رواه في كتبه الأخرى، ومع ذلك فما من حديث كتبه إلا وقد عمل به.

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا محبة رسول الله الكاملة الصادقة والاتباع الكامل لهديه وسنته .

 

الخطبة الثانية

ومما سبق يتبين لنا أهمية موضوعنا وارتباطه القوي بإيمان المسلم وتوحيده، ألا وهو محبة رسول الله ، فإذا اتضح لنا هذا فيأتي السؤال: وكيف نثبت محبتنا لرسول الله ؟

والجواب هو أن تحب ما يحب وتبغض ما يبغض، وتسير وفق هدي الرسول الكريم وتحت أوامره وتوجيهاته، بمعنى أنك لا تقدِّم بين يديه، أي: لا تفعل شيئًا تظنه من محبته وهو لم يدلك عليه ولم يأمرك به، لأنك إن أحببته فعلاً وقبل ذلك عرفته حقَّ المعرفة وعرفت أنه عليه الصلاة والسلام كان أفصح الناس وكان أشفق الناس على أمته وكان أعلم الناس، فليس هناك عالم أعلم بدين الله من رسول الله ، وكيف يكون ذلك وهو صاحب الرسالة ومبلِّغ الدين ومعلم الناس الخير؟! ولنضرب على ذلك مثلاً: فهذه السيارة التي نركبها ونقودها لو أتى مهندس سيارات وقال: إني أعلم كيفية تركيب هذه السيارة أفضل من الذي صنعها، لقلنا له: لا يمكن ذلك؛ لأن الذي صنعها أعلم بها، ومهما تعلمت فلا تزال عالة عليه وعلى علمه وصناعته، وكذلك الحال هنا، فرسول الله أعلم بدين الله من كل أحد، كما أنه عليه الصلاة والسلام كان أكمل الخلق في تبليغ دين الله، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة ولا شاذة ولا فاذة إلا بينها وجلاّها تمام الجلاء. وحينما أيقن المسلمون الأولون بذلك أعزهم الله ومكن لهم في الأرض، وما ذاك إلا باتّباعهم رسول الهدى على نهجه وطريقته، ولما غلبت الأهواء واتُّبِعت الشهوات صار الحال مبدلاً معكوسًا، ذلةٌ وهوان بعد عزة، وضياعٌ وتفرق بعد القوة والتمكين، والسبب هو تقديم الأهواء وشهواتِ النفس على ما يحبه الله ورسوله ، فدخلت كثير من العبادات المخترعة المبتدعة والتي لم تكن موجودة في زمن النبي وصحابته الأطهار، وأصبحت دينًا يُتَّبع، مع أن رسول الله لم يشرعها ولم يبينها ولم يحث أمته عليها، مع اقتناع الجميع وتسليمهم بأن رسول الله لم يتوفاه الله حتى بين لأمته كل شيء، حتى قال ذلك اليهودي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة!

وإذا كان كذلك فكيف فات على النبي ونسي أن يبين لأمته أهمية الاحتفال بمولده ويحثهم على ذلك؟! فإما أن نقول: إنه لم يكن يعلم أهمية ذلك، وبالتالي فهل نكون نحن أعلم بدين الله من رسول الله ؟! وإما أن نقول: إنه علم أهمية ذلك ولكنه لم يبلغه لأمته، وهذه مصيبة أكبر؛ إذ كيف يكتم النبي شيئًا من الدين الذي أمره الله بتبليغه للناس حيث يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ؟! فحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يفعل ذلك. وإما أن يقال: إنه علمه عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يفعله وترك ذلك لأمته لكي تفعله وتهتدي إليه، وهذا يُرد عليه بمثل الرد السابق ويضاف عليه: بأننا أمرنا باتباع هدي رسول الله واتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ونعني بهم: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، الذين ما عرفوا المولد ولم يفعلوه ولا شيئًا من ذلك، بل ولم يفعله التابعون ولا تابعوهم، بل ولم يفعله أهل القرون المفضلة، وهم الثلاثة قرون بعد النبي ، وإنما فعله وابتدعه أتباع الدولة الرافضية العبيدية التي كانت تدعى زورًا وبهتانًا بالفاطمية، فسبحان الله كيف يترك هذا الأمر رسول الله وصحابته الكرام المحبون له والقرون المفضلة الأولى حتى تأتي دولة رافضية تكفر أبا بكر وعمر وتشتم عائشة وتدعي محبة رسول الله وتعلمنا ما ينبغي تجاهه؟!

وممن انتشر في زمانه الاحتفال بالمولد الملك المظفر أبو سعيد كوكبري الذي كانت وفاته سنة ثلاثين وستمائة، وكان يمد في سفرته في احتفاله بالمولد خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، وكان يحضر عنده في المولد أعيان الصوفية فيعمل لهم سماعًا ـ أي: غناءً ورقصًا ـ يبدأ من الظهر وحتى الفجر من اليوم الثاني، ويرقص بنفسه معهم، وكان يصرف على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، وعلى الحرمين والمياه بدرب الحجاز ثلاثين ألف دينار، أي: ينفق في يوم واحد عشرة أضعاف ما ينفقه على الحرمين الشريفين والمياه بدرب الحجاز في عام كامل.

وإن الواجب علينا أن نعبد الله وفق ما شرعه الله على لسان رسوله ، لا وفق ما نريد ونهوى؛ فإن العبادة مبناها على التوقيف، أي: ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله .

والعجيب أن هذه الاحتفالات بالأزمنة التي فيها حوادث إسلامية وطلب البركة بواسطتها لم تُعرف في أول الأمر إلا عن شرّ الفرق من الباطنية، وهم بنو عبيد القداح الذين تسموا بالفاطميين، يقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: "ولم أورد أحدًا من الخلفاء العبيديين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور، منها أنهم غير فاطميين كما يزعمون، وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام نسبة إلى فاطمة رضي الله عنها، وهذا جهل إذ أن جدهم مجوسي، ومنها أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام، ومنهم من أظهر سب الأنبياء، ومنهم من أباح الخمر، ومنهم من أمر بالسجود له، والخيِّر منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسبّ الصحابة رضي الله عنهم، ومثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ولا تصح لهم إمامة".

فهؤلاء هم الذين سنوا الاحتفال بالمولد، لا حبًا في رسول الله ، وإنما لهدم الدين بإدخال البدع فيه، كما قال القاضي أبو بكر الباقلاني: "كان المهدي عبيد الله باطنيًا خبيثًا، حريصًا على إزالة ملة الإسلام، أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق، وجاء أولاده على أسلوبه، أباحوا الخمر والفروج وأشاعوا الرفض"، وقال الذهبي: "كان القائم بن المهدي شرًا من أبيه، زنديقًا ملعونًا أظهر سب الأنبياء". فمن الذي يقتدي بهؤلاء ويظن أنهم سنوا سنة حسنة ويعتقد أن أهدافهم سليمة؟!

وإن المحب الصادق هو من يقتفي أثر الرسول في شكله وهيئته وكلامه وصلاته وعبادته والتخلق بما كان يتخلق به ، وأن يجتنب المحرمات الظاهرة والباطنة طيلة عمره وحياته، في كل لحظاته وسكناته قدر استطاعته، وليس من يحتفل بمولده وقتًا محدودًا ثم يعود بعدها مباشرة لمزاولة الذنوب والمعاصي وترك الأولاد ذكورًا وإناثًا بعيدين عن الهدي النبوي والتربية الدينية الجادة، بل والاستهزاء بمن يتمسك بالدين ويلتزم به، فهنا يظهر الفرق ويتضح الصادق من غيره.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً