.

اليوم م الموافق ‏18/‏رمضان/‏1445هـ

 
 

 

خطبة عيد الفطر

406

الأسرة والمجتمع, فقه

الصوم, المرأة

محمد بن صالح العثيمين

عنيزة

الجامع الكبير

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

وجوب تقوى الله وشكره على نعمة الصيام والقيام ، وفضل صيام ست من شوال وبعض الاعتقادات الخاطئة المتعلقة بصيامها- التذكير بيوم الجمع الأكبر وما فيه من الأهوال ، والآيات في ذلك- وجوب الاستعداد ليوم القيامة- السنة في العيد- زيارة القبور في الأعياد لا أصل لها- نصيحة وتوجيه للنساء بتقوى الله والقيام بحقوق الزوج والأولاد ، والتحذير من التبرج والسفور والخروج على هذا النحو إلى الأسواق.

الخطبة الأولى

 

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام، فإن ذلك من أكبر النعم، واسألوه أن يتقبل ذلك منكم ويتجاوز عما حصل من التفريط والإهمال، فإنه تعالى أكرم الأكرمين وأجود الأجودين.

 واعلموا أن النبي قال: ((من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر))[1]، وتفسير ذلك أن صيام رمضان يقابل عشرة أشهر، وصيام ست من شوال يقابل شهرين فذلك تمام العام.

 وأما صيام يوم واحد بعد العيد وتسميته يوم الصبر فهذا غير صحيح، ويوم الصبر كل يوم تصوم فيه فهو يوم صبر، لأنك تصبر نفسك وتمنعها مما يمتنع في الصيام، وقد اعتقد بعض العوام أن من صام الست في سنة لزمه أن يصومها كل سنة وهذا غير صحيح، فصيام الست سُنَّة، فيها ما سمعتم من الفضل ولا بأس أن يصومها الإنسان سنة ويتركها أخرى، ولكن الأفضل أن يصومها كل سنة ولا يحرم نفسه من ثوابها.

أيها الناس: تذكروا بجمعكم هذا يوم الجمع الأكبر حين تقومون يوم القيامة من قبوركم لرب العالمين، حافية أقدامكم، عارية أجسامكم، شاخصة أبصاركم، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2]. يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْء مِنْ أَخِيهِ وَأُمّهِ وَأَبِيهِ وَصَـٰحِبَتِهُ وَبَنِيهِ لِكُلّ ٱمْرِئ مّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37].

 يوم تفرق الصحف ذات اليمين وذات الشمال، فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَىٰ سَعِيراً [الانشقاق:7-12]. يوم توضع الموازين، فَمَن ثَقُلَتْ مَوٰزِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ فأُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَـٰلِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ ءايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذّبُونَ [المؤمنون:102-105].

يوم ينصب الصراط على جهنم فتمرون عليه على قدر أعمالكم ومسابقتكم في الخيرات، فمن كان سريعا في الدنيا في مرضاة الله كان سريعا في مروره على الصراط، ومن كان بطيئا في الدنيا في مرضاة الله ومتثاقلا فيها كان مروره على الصراط كذلك، جزاءً وفاقا.

 فاستبقوا الخيرات أيها المسلمون، وأعدوا لهذا اليوم عدته لعلكم تفلحون، واعلموا أن السنة لمن خرج إلى مصلى العيد من طريق أن يرجع من طريق[2].

ولقد جرت عادة الناس أن يتصافحوا ويهنئ بعضهم بعضا في العيد، وهذه عادة حسنة تجلب المودة وتزيل البغضاء.

أما زيارة القبور في هذا اليوم بالذات فلم أعلم لها أصلا من الشرع، فزيارة القبور مشروعة في كل وقت ولم يرد تخصيص يوم العيد بزيارتها.

أيها الناس - قبل انتهاء خطبتنا هذه - أحب أن أوجه موعظة للنساء كما كان النبي يعظهن في صلاة العيد بعد الرجال[3].

فأقول: أيتها النساء، إن عليكن أن تتقين الله في أنفسكن، وأن تحفظن حدوده، وترعين حقوق الأزواج والأولاد، فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـفِظَـٰتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ [النساء:34].

أيتها النساء، لا يغرنكن ما يفعله بعض النساء من الخروج إلى الأسواق بالتبرج والطيب وكشف الوجه واليدين أو وضع ستر رقيق لا يستر فلقد قال النبي : ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد))، وذكر: ((نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) [4].

وإذا مشيتن في الأسواق فعليكن بالسكينة ولا تزاحمن الرجال ولا ترفعن أصواتكن، ولا تلُبسن بناتكن ألبسة مكروهة، ولا تتشبهن بالرجال فإن النبي لعن المتشبهات من النساء بالرجال وقال للنساء: ((رأيتكن أكثر أهل النار لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير)) [5].

اللهم إن عبادك خرجوا إلى هذا المكان يرجون ثوابك وفضلك ويخافون عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو وأمِّنا مما نخاف، اللهم تقبل منا واغفر لنا وارحمنا، اللهم انصرنا على عدونا واجمع كلمتنا على الحق، ويسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى إنك جواد كريم.



[1]  أخرجه مسلم في: الصيام، باب: استحباب صوم ستة أيام من شوال (1164) من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.

[2]  أخرج البخاري في: الجمعة، باب: من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد (986) من حديث جابر رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق.

[3]  وعظه عليه السلام للنساء بعد الرجال يوم العيد، أخرجه البخاري في الجمعة، باب: خروج الصبيان إلى المصلى (975)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ومسلم في: صلاة العيدين، باب (885) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

[4]  أخرجه مسلم في: اللباس والزينة، باب: النساء الكاسيات العاريات (2128) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.

[5]  أخرجه البخاري في: الزكاة، باب: الزكاة على الأقارب (1462) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بنحوه، ومسلم في: الإيمان، باب: بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات (80) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

الخطبة الثانية

لم ترد .

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً