أما بعد: فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله جل وعلا، اتقوا الله حق التقوى، فقد أمرنا ربنا بذلك في كتابه الكريم حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]، فتقوى الله نورٌ في القلب وذخرٌ في المنقلَب، وهي خير شيء نلقى به الله تعالى يوم لا ينفع مال وبنون إلا من أتى الله بقلب سليم، واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281]، فكل الناس يغدو؛ فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
عباد الله، ظاهرة من الظواهر الخطيرة انتشرت وعمّت بين صفوف المسلمين، ظاهرة جعلت من المجتمع المسلم يتحوّل إلى مجتمع بعيد عن تعاليم دينه وروح مقاصده، إنها ظاهرة ضعف الإيمان مما عمّ وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتتردّد عباراتهم: "أحس بقسوة في قلبي"، "لا أجد لذة للعبادات"، "أشعر أن إيماني في الحضيض"، "لا أتأثر بقراءة القرآن"، "أقع في المعصية بسهولة". وكثيرون آثار المرض عليهم بادية، وهذا المرض أساس كل مصيبة وسبب كل نقص وبلية.
وموضوع الإيمان والضعف الذي يمكن أن يعتريه موضوع مرتبط بالقلوب، وهو موضوع حسّاس ومهم، وقد سمي القلب قلبًا لسرعة تقلبه، قال عليه الصلاة والسلام: ((إنما القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة، يقلبها الريح ظهرًا لبطن)) رواه أحمد. وهو شديد التقلب كما وصفه النبي بقوله: ((لقلبُ ابن آدم أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا)). والله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء))، ثم قال رسول الله : ((اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)) رواه مسلم.
وحيث أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وأنه لن ينجو يوم القيامة إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وأن الويل لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وأن الوعد بالجنة لمَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ كان لا بد للمؤمن أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الران فيهلك.
أيها المسلمون، ما مظاهر مرض ضعف الإيمان؟ وما أسبابه؟ وكيف السبيل للعلاج؟
في هذه الخطبة نتناول فقط مظاهر ضعف الإيمان، فعنوان خطبة هذا اليوم الأغر السعيد هو: ظاهرة ضعف الإيمان المظاهر والعلامات.
عباد الله، إن مرض ضعف الإيمان له أعراض ومظاهر وعلامات متعددة فمنها:
1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات، فمن العصاة من يرتكب معصية يُصرّ عليها، ومنهم من يرتكب أنواعًا من المعاصي، وكثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحولها إلى عادة مألوفة، ثم يزول قبحها من القلب تدريجيًا، حتى يقع العاصي في المجاهرة بها، ويدخل في قول رسول الله : ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)) رواه البخاري.
2- ومنها الشعور بقسوة القلب وخشونته، حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجرًا صلدًا لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء، والله جل وعلا يقول: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة: 74]. وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت ولا رؤية الأموات ولا الجنائز، وربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب ولكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.
3- ومنها عدم إتقان العبادات، ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار، فيقرؤها بطريقة رتيبة مملة، هذا إذا حافظ عليها، ولو اعتاد أن يدعو بدعاء معين في وقت معين أتت به السُّنة فإنه لا يفكر في معاني هذا الدعاء، والله سبحانه وتعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه، كما قال في الحديث الذي رواه الترمذي (3479) وهو في السلسة الصحيحة (594).
4- ومن مظاهر ضعف الإيمان التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتُها، وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء: 142]. ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة، وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر، فقد يتأخر عن صلاة الجماعة ولا يبالي، وقد يتأخر عن صلاة الجمعة، قال رسول الله : ((لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله)). ومثل هذا لا يشعر بتأنيب الضمير إذا نام عن الصلاة المكتوبة، وكذا لو فاتته سنة راتبة أو وِرْد من أوراده فإنه لا يرغب في قضائه ولا تعويض ما فاته، وكذا يتعمّد تفويت كل ما هو سنة أو من فروض الكفاية، فربما لا يشهد صلاة العيد، ولا يهتمّ بحضور الجنازة ولا الصلاة عليها، فهو راغب عن الأجر مستغن عنه، على النقيض ممن وصفهم الله بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90]. ومصيبة التكاسل لها صور ومظاهر هي الأخرى في الطاعات، كالتكاسل عن فعل السنن الرواتب وقيام الليل والتبكير إلى المساجد وسائر النوافل، فمثلاً صلاة الضحى لا تخطر له ببال، فضلاً عن ركعتي التوبة وصلاة الاستخارة.
5- ومن مظاهر ضعف الإيمان ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع، حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيرًا ينوء به، فيصبح سريع التضجر والتأفف من أدنى شيء، ويشعر بالضيق من تصرفات الناس حوله، وتذهب سماحة نفسه، وقد وصف النبي الإيمان بقوله: ((الإيمان الصبر والسماحة))، ووصف المؤمن بقوله: ((المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)).
6- ومن مظاهر ضعف الإيمان عدم التأثر بآيات القرآن، لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه ولا في وصفه للقيامة، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته، فكلما فتح المصحف كاد أن يغلقه.
7- ومنها الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه سبحانه وتعالى، فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يديه للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي، وقد وصف الله المنافقين بقوله: وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء: 142].
8- ومن مظاهر ضعف الإيمان عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله عز وجل؛ لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ، فتعطلت الجوارح عن الإنكار، فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر، ولا يتمعّر وجهه قط في الله عز وجل، والرسول يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله في الحديث الصحيح: ((تعرَض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أشربها ـ أي: دخلت فيه دخولاً تامًا ـ نكت فيه نكتة سوداء)) أي: نقط فيه نقطة، حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث: ((أسود مربادا ـ أي: بياض يسير يخالطه السواد ـ كالكوز مجخيًا ـ مائلاً منكوسًا ـ، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه)) رواه مسلم. فهذا زال من قلبه حب المعروف وكراهية المنكر، واستوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلى الأمر والنهي؟! بل إنه ربما سمع بالمنكر يعمل في الأرض فيرضى به، فيكون عليه من الوزر مثل وزر شاهده فأقرّه، كما ذكر عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها ـ وقال: مرة: أنكرها ـ كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها)) رواه أبو داود (4345) وهو في صحيح الجامع (689). فهذا الرضا منه ـ وهو عمل قلبي ـ أورثه منزلة الشاهد في الإثم.
9- ومنها حب الظهور، وهذا له صور منها، كالرغبة في الرئاسة والإمارة وعدم تقدير المسؤولية والخطر، ومحبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام، وفرض الاستماع على الآخرين، وأن يكون له محبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم لإشباع حبّ التعاظم في نفسه المريضة، وقد قال رسول الله : ((من سره أن يمثل له عباد الله قيامًا فليتبوأ بيتًا من النار)) رواه البخاري في الأدب المفرد.
10- ومنها الشح والبخل، ولقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: 9]، وبين أن المفلحين هم الذين وقوا شحّ أنفسهم، ولا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح، بل قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا)) رواه النسائي. أما خطورة الشح وآثاره على النفس فقد بينها النبي بقوله: ((إياكم والشح؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)) رواه أبو داود.
11- ومنها أن يقول الإنسان ما لا يفعل، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف: 2، 3]. ولا شك أن هذا نوع النفاق، ومن خالف قوله عمله صار مذمومًا عند الله مكروهًا عند الخلق، وأهل النار سيكتشفون حقيقة الذي يأمر بالمعروف في الدنيا ولا يأتيه وينهاهم عن المنكر ويأتيه.
12- ومنها السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة، فيشعر بالسرور لأن النعمة قد زالت، ولأن الشيء الذي كان يتميز عليه غيره به قد زال عنه.
13- ومن مظاهر ضعف الإيمان النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط، وغض البصر عن فعل المكروه، فبعض الناس عندما يريد أن يعمل عملاً من الأعمال لا يسأل عن أعمال البر، وإنما يسأل: هل هذا العمل يصل إلى الإثم أم لا؟ هل هو حرام أم أنه مكروه فقط؟ وهذه النفسية تؤدّي إلى الوقوع في شرَك الشبهات والمكروهات، مما يؤدي إلى الوقوع في المحرمات يومًا ما، فصاحبها ليس لديه مانع من ارتكاب عمل مكروه أو مشتبه فيه ما دام أنه ليس محرمًا، وهذا عين ما أخبر عنه النبي بقوله: ((من وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه))، بل إن بعض الناس إذا استفتى في شيء وأخبر أنه محرم يسأل: هل حرمته شديدة أو لا؟ وكم الإثم المترتب عليه؟ فمثل هذا لا يكون لديه اهتمام بالابتعاد عن المنكر والسيئات، بل عنده استعداد لارتكاب أول مراتب الحرام، واستهانة بمحقرات الذنوب؛ مما ينتج عنه الاجتراء على محارم الله، وزوال الحواجز بينه وبين المعصية، ولذلك يقول الرسول في الحديث الصحيح: ((لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورًا))، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا جلِّهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال عليه الصلاة والسلام: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)) رواه ابن ماجه. فتجده يقع في المحرم دون تحفّظ ولا تردد، وهذا أسوأ من الذي يقع في الحرام بعد تردد وتحرج، وكلا الشخصين على خطر، ولكن الأول أسوأ من الثاني، وهذا النوع من الناس يستسهل الذنوب نتيجة لضعف إيمانه ولا يرى أنه عمل شيئًا منكرًا، ولذلك يصف ابن مسعود رضي الله عنه حال المؤمن وحال المنافق بقوله: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا) أي: دفعه بيده. رواه البخاري.
14- ومنها احتقار المعروف وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، وقد علمنا أن لا نكون كذلك، فقد روى الإمام أحمد رحمه الله قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئًا ينفعنا الله تبارك وتعالى به، فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط)). فلو جاء يريد أن يستسقي من بئر وقد رفعت دلوك فأفرغته له، فهذا العمل وإن كان ظاهره صغيرًا لا ينبغي احتقاره، وكذا لقيا الأخ بوجه طلق، وإزالة القذر والأوساخ من المسجد وحتى ولو كان قشة، فلعل هذا العمل يكون سببًا في مغفرة الذنوب، والرب يشكر لعبده مثل هذه الأفعال فيغفر له، ألم تر أنه قال: ((مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله، لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فادخل الجنة)) رواه مسلم؟!
إن النفس التي تحقر أعمال الخير اليسيرة فيها سوء وخلل، ويكفي في عقوبة الاستهانة بالحسنات الصغيرة الحرمان من مزية عظيمة دلّ عليها قوله : ((من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة، ومن تقبلت له حسنة دخل الجنة)) رواه البخاري في الأدب المفرد. وكان معاذ رضي الله عنه يمشي ورجل معه فرفع حجرًا من الطريق فقال ـ أي: الرجل ـ ما هذا؟ فقال: سمعت رسول الله يقول: ((من رفع حجرًا من الطريق كتب له حسنة، ومن كانت له حسنة دخل الجنة)) رواه الطبراني في المعجم الكبير.
فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم ارزقنا إيمانا صادقا وعملا متقبلا وكن لنا بتوفيقك وكرمك وليا ونصيرا.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأجارني الله وإياكم من عذابه المهين، وغفر الله لي ولكم لسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه كان للأوابين غفارا.
|