.

اليوم م الموافق ‏15/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

وفاة النبي

5051

سيرة وتاريخ

السيرة النبوية

سامي بن عبد العزيز الماجد

الرياض

جامع الرائد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- محبة الصحابة للرسول . 2- بداية مرضه . 3- قصة وفاته . 4- الأحداث والوقائع التي حصلت بعد سماع نبأ وفاته .

الخطبة الأولى

أما بعد: فلقد من الله على صحابة رسول الله بمنةٍ خصّهم بها وهيأهم لها واصطفاهم بها، فرفعهم بها على غيرهم درجات؛ إنها الصحبةُ، صحبةُ رسول الله ، وكان لها ثمنها من المخاطرة والتضحية والابتلاء، فما نالوا شرفها بالراحة، ولم يُعطَوها بالأمنية، لقد كان الثمن الذي بذلوه لذلك الشرف غاليًا نفيسًا، لا يقوى عليه إلا الصادقون المخلصون، أخرجتهم الصحبة من ديارهم وأموالهم فثبتوا وما وهنوا، وأوذوا في أنفسهم وأهليهم وأولادهم فصبروا وما نكصوا، ومسّتهم البأساء والضراء فاحتملوا كل ذلك بصبرٍ جميلٍ، تغذّيه محبتُهم لرسول الله .

لقد علقت محبتُه بأفئدتهم حتى كان أحب إليهم من أنفسهم وأهليهم، فذبّوا عن عرضه وحملوا دعوته، وبلّغوا رسالته ونصروا سنته. وبقدر ما كانوا يجدون من الأنس والراحة والانشراح برؤية النبي والجلوس معه وسماع حديثه كان ألم فراق الصحبة، كان شديد الوقع على نفوسهم، فما أصيبوا بمصيبةٍ مثل مصيبتهم برسول الله ، فقد غطت عقولهم وحارت لها فهومهم، وأحلت الدهشة والذهول محل الوعي والبصيرة، وكاد ينهزم لها الصبرُ والثباتُ لولا رحمة الله، مصيبة أنسَتْ ما تقدمها ورقَّقت ما بعدها.

إنها مصيبتهم بوفاة رسول الله ، كان مبدؤها غدرةً من غدرات يهود؛ فإن النبي لما فتح خيبر واطمأن بها أهدت له زينب بنت الحارث شاة مصلية، وقد سألتْ: أي عضوٍ أحبُّ إلى محمد؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيه من السم، ثم سمَّتْ سائر الشاة، ثم جاءت بها، فتناول النبي الذراعَ فلاكَ منها مُضغة، فلم يُسغها ولفظها، ثم قال: ((ارفعوا أيديَكم؛ فإن هذا العظم ليُخبِرُني أنه مسموم))، ثم مات بالسُّم بِشرُ بنُ البراء، فدعا بها فاعترفت، فقال: ((ما حملكِ على ما صنعتِ؟)) فقالت: قلتُ إن كنتَ ملكًا استرحنا منك، وإن كنتَ نبيًا فستُخبرُ، ثم أمر بها فقُتلتْ ببشر بن البراء. ثم قال في مرض موته: ((ما زلتُ أجدُ من الأكلة التي أكلتُ بخيبر، فهذا أوانُ انقطاع أَبْهَري من ذلك السُّم)). فكان موته غدرةً من غدرات يهودَ قتلةِ الأنبياء والرسل، وهي غدرةٌ سبقتها غدراتٌ.

ثم ما زال النبي يجدُ ألمَ تلك الأكلة المسمومة يعاوده كل حين؛ حتى إذا حجَّ حجّة الوداع وبلّغ رسالة ربه وأكمل الله للمسلمين دينهم وأتم عليهم نعمته ورجع النبي إلى المدينة ومكث بها أكثر من شهرين إذا بالألم يعاوده كأشد ما يكون، كان ذلك في يومٍ شهد فيه جنازةً في البقيع، فلما رجعَ أخذه صداعٌ في رأسه، واتقدتْ الحرارة؛ حتى إنهم ليجدون سَوْرتَها فوق العِصابةِ التي عُصب بها رأسُه الطاهر.

تقول عائشة: رجع رسول الله من البقيع، فوجدني وأنا أجدُ صُداعًا في رأسي، وأنا أقول: وارأساه! فقال: ((بل أنا واللهِ ـ يا عائشةُ ـ وارأساه)). ثم تتامَّ به وجعُه وهو يدور على نسائه؛ حتى اشتد عليه وهو في بيت ميمونةَ، فدعا نساءه فاستأذنهنّ أن يُمرَّضَ في بيت عائشة، فأذِنَّ له.

ثم غُمر رسول الله واشتد به وجعه فوق ذلك، فقال: ((أهريقوا عليّ سبْعَ قِربٍ من آبارٍ شتى حتى أخرج للناس فأعهدَ إليهم)). قالت عائشة: فأقعدناه في مِخضبٍ لحفصة، ثم صببنا عليه الماء، حتى طفق يقول: ((حسبكم، حسبكم)). فخرج عاصبًا رأسَه؛ حتى جلس على المنبر، ثم كان أول ما تكلم به أن دعا لأصحاب أحدٍ وترحّم عليهم واستغفر لهم، ثم أوصى بالأنصار خيرًا، فقال: ((أوصيكم بالأنصار خيرًا؛ فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحسنِهم، وتجاوزوا عن مسيئهم))، ثم قال: ((إن عبدًا خيرّه الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عند الله))، فبكى أبو بكرٍ وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتِنا. قال أبو سعيد الخدري: فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ! يخبرُ رسول الله عن عبد خيّره الله بين أن يُؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتِنا! فكان رسول الله هو المخيرَّ، وكان أبو بكرٍ أعلَمنا.

ثم قال : ((إن أمنَّ الناس علي في صحبته ومالِه أبو بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلاً لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته. لا يبقينّ في المسجد بابٌ إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر)).

ومكث رسول الله يصلي بالناس وهو مريض أحدَ عشرَ يومًا، كان آخرَها يومُ الخميس، قبل موته بأربعة أيام، فصلى بهم المغرب ذلك اليوم، ثم اشتد به المرض حين حضرتِ العشاءُ، فلم يستطع الخروج إلى المسجد، تقول عائشة: فقال : ((أصلَّى الناسُ؟)) فقلنا: لا، وهم ينتظرونك، فقال: ((ضعوا لي ماءً في المخضب))، ففعلنا فاغتسل، فذهبَ لينهض فأُغمي عليه، ثم أفاق فقال: ((أصلى الناس؟)) فقلنا: لا، وهم ينتظرونك، فقال: ((ضعوا لي ماءً في المخضب))، ففعلنا فاغتسل، فذهبَ لينهض فأُغمي عليه، ثم كانت الثالثةُ كذلك، فقال: ((مُروا أبا بكرٍ فليُصلِّ بالناس))، فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ ضعيفُ الصوت كثيرُ البكاء إذا قرأ القرآن، فقال: ((مروه، فليُصلِّ بالناس))، قالت: فعُدتُ بمثل قولي، فقال: ((إنكنّ صواحبُ يوسف، مروه فليُصلِّ بالناس))، قالت عائشة: فوالله، ما أقول ذلك إلا أني كنتُ أحبُّ أن يُصرفَ ذلك عن أبي بكر، وعرفتُ أن الناس لا يحبون رجلاً قام مقامه أبدًا، وأن الناس سيتشاءمون به في كل حدثٍ كان، فكنت أحبُ أن يصرف ذلك عن أبي بكر.

ثم إنه قبل وفاته بيومٍ أو يومين وجد في نفسه خِفّةً، فخرج يُهادى بين رجلين ورِجلاه تخُطّان الأرض من الوجع، وأبو بكرٍ يُصلي بالناس الظهر، فأراد أن يتأخر لما أحس بالنبي ، فأومأ إليه أنْ مكانَك، ثم أُتي به حتى جلس إلى جنب أبي بكر، فكان يصلي، وأبو بكرٍ يصلي بصلاة النبي، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، في صورة تحكي خلافة أبي بكر للنبي في صحابته.

وفي ذلك اليوم أعتق غِلمانَه، وتصدّق بمالٍ كان عنده، ووهب المسلمين أسلحته.

ولم تكن تلك الأيام الثلاثة التي غاب فيها رسول الله عن إمامته بصحابته إلا ثقيلة شديدة الوقع في نفوسِهم؛ فإنهم لم يعتادوا أن يَفقِدوا رسول الله مُدّةً كتلك المدة.

ثم جاء يوم الاثنين، وما أدراك ما يوم الاثنين، آخرُ يومٍ في حياة الحبيب المصطفى ، ذلك اليوم المشهود الذي كان له شأنٌ آخر ليس كشأن أيام مرضه الأخرى، لقد كان يومًا أولُه فرحٌ واستبشارٌ وابتهاجٌ، وآخرُه حُزن وغمّ وحيرة.

يقول أنس: بينا المسلمون في صلاة الصبح من يوم الاثنين وأبو بكرٍ يؤمهم، لم يفجأْهم إلا رسول الله قد كشف سِتر حجرةِ عائشة، فنظر إليهم وهم صفوفٌ في الصلاة، ثم ابتسم يضحك، فهَمَّ الناس أن يُفتنوا في صلاتهم فرحًا برسول الله الذي غيّبته عنهم حُمى المرض، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن الرسول يريد أن يخرج للصلاة، فأشار إليهم بيده أن أتموا صلاتَكم، ثم دخل الحجرةَ وأرخى السِتر، وما شعر الناس أن تلك النظرة الحانية الضاحكة الباسمة كانت هي آخرَ نظرةٍ ينظرها رسول الله إليهم، وآخرَ مشهدٍ يرونه فيه.

لقد انصرف الناس وهم يرون أن النبي قد برئ من مرضه، ولكنها كانت آخر صلاةٍ يشهدُها رسول الله بنظره، فلم يأتِ عليه وقتُ صلاةٍ أخرى حتى قضى نحبه وفاضت روحه الطاهرة.

ولما ارتفع الضحى اشتد الوجع برسول الله فدعا بفاطمة رضي الله عنها، فسارّها بشيء فبكتْ، ثم سارّها بشيء فضحكت، تقول عائشة: فسألناها بعد موته عن ذلك، فقالت: سارّني النبي أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيتُ، ثم سارّني وأخبرني أني أولُ أهله يتبعه فضحكتُ.

ولما رأت فاطمةُ ما برسول الله من الكرب الشديد الذي يتغشّاه قالت: واكرب أبتاه! فقال: ((ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم))، ثم دعا بالحسن والحسين فقبّلهما قبلة الوداع، وأوصى بهما خيرًا، ودعا أزواجه فوعظن وذكّرهن.

وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السُّمِ الذي أكله بخيبر حتى كان يقول: ((يا عائشة، ما أزال أجدُ الأكلة التي أكلتها بخيبر، فهذا أوان انقطاعِ أَبْهري)). تقول عائشة: ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله ، فلا أكره شدةَ الموت لأحدٍ أبدًا بعد رسول الله.

ولما نزل برسول الله طفق يطرحُ خميصةً له على وجهه، فإذا اغتمَّ كشفها، فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))؛ يحذِّرُ ما صنعوا. وكان يكثر في تلك الساعة العصيبة من قوله: ((الصلاة الصلاةَ وما ملكتْ أيمانكم))، حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانُه.

ثم حانت ساعةُ الاحتضار حين اشتد الضحى من ذلك اليوم، فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله علي أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وإن الله جمع بين ريقي وريقه عند الموت؛ دخل أخي عبدُ الرحمن على النبي وبيده سواك وأنا مُسندةٌ رسول الله، فرأيته ينظر إلى السواك فعرفت أنه يحب السواك، فقلتُ: آخذه لك؟ فأشار برأسه أنْ نعم، فتناولته وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فمضغته حتى ليّنتُه ثم أعطيته إياه، فاستنّ به كأشد ما رأيته يستنُّ بسواكٍ قط.

وكان بين يديه ركوة فيها ماء فجعل يُدخل يديه في الماء ويمسحُ بها وجهه الشريف، وهو يقول: ((لا إله إلا الله، إن للموت سكرات)).

وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه ، فأصْغتْ إليه عائشة فإذا هو يقول: ((مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى))، وكرر كلمته الأخيرة ثلاثًا، ثم مالت يدُه وفاضتْ روحُه الطاهرة .

فلما علمت فاطمةُ بموت أبيها بكتْ وقالت: يا أبتاه أجاب ربًا دعاه، يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه إلى جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه. وشاع النبأ الفادحُ العظيم في الناس، وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها.

واشتد بالناس الكرب والحزن وثقل ألمه في نفوسهم، فتركتهم لوعةُ الثكل حيارى لا يدرون ما يفعلون، وغطت المصيبة عقولهم، وسكّرتْ أبصارَهم، وحارت ألبابهم، وغابت عنهم تلك الحقيقة البسيطة أن الرسول بشرٌ من البشر وقد كتب عليه ما كتب على البشر جميعًا، فإن يمت فقد مات قبله رسلٌ وأنبياء، ونسوا في غمرة الفجيعة آياتٍ صريحات كانوا يتلونها في هذا الشأن: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا [آل عمران:144]، وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34]، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [العنكبوت:57].

ولكنّ موت النبي يعني ما لا يعني موت غيره من الناس؛ إنه يعني انقطاع النبوات، انقطاع خبرِ السماء عن خبر الأرض، إنه ذهاب المفزع بعد الله سبحانه، فما كان الصحابةُ يحزُبهم أمرٌ إلا ويفزعون إلى النبي بعد الله تعالى، يسألونه المشورة والحكم. كان نصحه وأمرُه لأصحابه شفاءً لقلوبهم وهداية لحيرتهم وتعزيةً لمصابهم وأحزانهم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد: ووقف عمر في تلك الساعة العصيبة يخطب في الناس وقد أخرجه الخبر عن وعيه، فقال: (إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد مات، وإن رسول الله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بنُ عِمران، ووالله ليرجِعنّ رسول الله كما رجع موسى، فليُقطِّعنّ أيديَ رجالٍ وأرجلَهم زعموا أن رسول الله مات).

وأقبل أبو بكر من العالية حتى نزل على باب المسجد وقد بلغه الخبر، وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء، حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة مسجّى في ناحية البيت، فأقبل حتى كشف عن وجهه الشريف، ثم أكب عليه يقبّله ويبكي ثم قال: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله، طبت حيّا وميتًا، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدًا، أما الموتةُ التي كتبها الله عليك فقد مُتَّها).

ثم خرج إلى الناس وعمر يكلمهم، فقال: اجلس يا عمرُ، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إلى أبي بكر وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144]. قال ابن عباس: والله، لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر عليهم، فتلقاها الناس منه كلّهم فما أسمعُ بشرًا إلا وهو يتلوها. وأما عمر فقال: والله، ما هو أن سمعت أبا بكر تلاها فعرفتُ أنه الحق، فعقِرتُ حتى ما تُقِلُّني رجلاي وحتى هويت إلى الأرض، وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله قد مات.

إنه موقف عظيم ولكن كان له أبو بكر، فما وقف أحد في هذه المصيبة موقفه، ولا أبصر أحدٌ فيها الحق كما أبصره أبو بكر، فزاد ذلك من تعظيم الناس وتوقيرهم لأبي بكر .

اللهم توفنا مسلمين، واحشرنا في زمرة النبيين مع الذين أنعمت عليهم...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً