.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

قيمة التضحيات

4916

العلم والدعوة والجهاد

المسلمون في العالم

ياسر بن محمد بابطين

جدة

جامع الأمين

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الصراع بين الحق والباطل. 2- القضية الفلسطينية. 3- سنة الابتلاء. 4- دروس من غزوة أحد. 5- الرد على دعاة الاستسلام.

الخطبة الأولى

أما بعد:

قد سطّرت يد الشهيد بالدّمـاء أسطرا

للجنّ والإنس معا رسـالةً لِمن قـرا:

إذا ادْلَهمّ ليلُنا والعير أعياها السُّـرى

ولم يعـد دليلُنـا ولا كفيلنـا يَـرى

وأحْدقت بنا العدا قاد الشهيدُ العسكرا

فشـقّ بالدِّمـا لنـا طريقَنا المظفّـرا

إذا الدمـاء لم تسِلْ فالقدس لن تُحرّرا

أيها المؤمنون، لقد كتب الله على هذه الأرض أن تكون مسرحا للصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، والإيمان والكفر، وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ، وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ. إنه الخطّ الممتد مع تاريخ البشرية منذ أُهبط آدم عليه السلام إلى الأرض وإلى أن ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام حكما عدلا، فلا يقبل من أهل الأرض إلا الإسلام، فيضع الجزية، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب.

إنها حقيقة تغيب عن أولئك المخدوعين بأكذوبة السلام اللاهثين وراء السراب، الذين قُذف في قلوبهم الوهن، قيل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)).

إن الصراع الذي نشهده اليوم إنما هو فصل من قصة طويلة وجولة من صراع قديم، فكيف يتخيل الضعفاء أنهم سيقرون السلام في الشرق الأوسط أو ينهون الصراع في المنطقة والصهيونية تجثم برجسها على الأرض المباركة؟!

ومدجَّنين كببّغـاء القصـر قيل لَهـم فقـالوا

صرخوا: السلام وكيف يجتمع السلام والاحتلالُ

ذي أرضنـا مذ أشرقت شمسٌ ومذ هـلّ الهلال

لقد أخبرنا الصادق المصدوق أن القتال باقٍ بيننا وبين عدونا، يخبو زمانا ثم يعود أشد ضراوة وأعمق حقدا، يبتلي الله به المسلمين ليعلم مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ، إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ.

الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ. والأرض المباركة أرض النبيين تشهد الجولة الأشرس في هذا الزمان، وتواجه ترسانة حربية تكفر بكل العهود والمواثيق، فليس يشملها حظر أسلحة الدمار الشامل، ولا توقفها قرارات ولا شرعيات، بل تعضدها مهزلة الفيتو التي يتلاعب بها خمس دول تسيّر العالم بهواها، ولكن أسلحتهم وأمريكا من ورائهم كلها قوى بشرية هزيلة، يرينا القويّ العزيز بين الفينة والأخرى في إعصار يزورها أو أمواج تغسل شواطئها أنه قادر أن يهلكها متى شاء، وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ.

إن إخواننا هناك لينتصرون كل يوم على عدوهم، ينتصرون بإيمانهم ويقينهم، وبنكايتهم في عدوهم، يستقبلون شهداءهم بمواكب التشييع التي تحمل لواء المقاومة في ظل القصف، ويعدون بالرد، يقينهم بما هم عليه من حق وما ينتظرهم من جزاء جعل الأمّ تربي فلذة كبدها بين سحرها ونحرها، تحبه كما تحب كلُّ أم ولدها، حتى إذا قوي عوده قذفت به إلى رحى المعركة ليكون سهما في كنانة محمد ، ينفّذ أحدهم عملية استشهادية فيصبُّ العدو نقمته على أهله، فتدمر الجرافات بيتهم الوحيد، فيقف أبوه على الأنقاض يتوعّد بالرد أمام شاشة التلفاز، وتخرج أمه تعلن عن نجلها القادم الذي لن يحيد عن خطى أخيه.

أَرْضُ المَلاحِـمِ لِلأبطـالِ مُنْجِبَـةٌ      قد جَدَّدَتْ لِلرعيلِ الأَوَّلِ السِّيَرَا

أَبـو الشَّهيدِ كَيومِ العُرْسِ مِنْ فَرَحٍ     وبالـزَّغاريدِ أُمٌّ تُعْلِـنُ الْخَبَـرَا

كأَنَّـما كُلُّ أُمٍّ مِنْ حَرائِرِنـا قَـدْ      أَرْضَعَتْ أَسَدًا أَوْ أَرْضَعَتْ نَمِـرَا

حُمْـرُ الْمَنَايا لنـا خَيلٌ ونَحنُ لَهَا      مَنْ لمْ يُحَارِبْ عَليها ضَاعَ وانْدَثرا

فَقِسْمَةُ الموتِ في الأَوطـانِ قِسْمَتُنَا       والكُلُّ مِنَّا شَهيدٌ مِنْذُ أَنْ فُطِـرَا

حَتّى يُنَـزِّلَ رَبُّ العَـالميـنَ لَنـا       عيسى وَيَنْقُرَ فِي النَّاقورِ مَنْ نَقَرَا

أيها المؤمنون، هل أحد أكرم على الله أو أحب إلى الله من رسول الله ؟! فماذا لقي حبيب الله يوم أحد؟! لقد قتِل سبعون من أصحابه رضي الله عنهم، وقتل عمه حمزة رضي الله عنه، فلما وقف عليه ورآه قد مُثل به قال: ((لن أصاب بمثلك أبدا)). ولما سمع نساء الأنصار يبكين على أزواجهن وأبنائهن وإخوانهن ذرفت عيناه وقال: ((ولكن حمزة لا بواكي له)). وكان يأتي شهداء أحد يزورهم ويسلّم عليهم حتى لحق بالرفيق الأعلى. وأشدّ من ذلك كله على نفوس المؤمنين منظر حبيبهم رضي الله عنهم وقد شُجّ وجهه وجرحت شفته وكُسرت رباعيته ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته وسقط في حفرةٍ والدم يسيل على وجهه الشريف وهو يمسحه ويقول: ((كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟!)) ثم ينزل جبريل بعد المعركة بقول الحق جل في علاه: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ.

ففي البلاء تمحيص لِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ، والله سبحانه يعلم المؤمنين والمنافقين، ويعلم ما تنطوي عليه الصدور، ولكن البلاء يكشف المخبوء, ويجعله واقعا في حياة الناس. ثم ليتخذ منكم شهداء، فالشهداء يختارهم الله من بين المجاهدين، ويتخذهم لنفسه سبحانه، فليست رزية إذًا ولا خسارة أن يستشهد في سبيل الله من يستشهد، إنما هو اختيار وانتقاء وتكريم واختصاص. إن هؤلاء هم الذين اختصهم الله ورزقهم الشهادة, ليستخلصهم لنفسه سبحانه ويخصّهم بقربه. وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ، فالإنسان كثيرا ما يجهل نفسه ومخابئها ودروبها ومنحنياتها، وكثيرا ما يجهل حقيقة ضعفها وقوتها وحقيقة ما استكن فيها من رواسب, فالبلاء يُعلّم المؤمنين من أنفسهم ما لم يكونوا يعلمونه قبل هذا المحك المرير؛ ليراجعوا أنفسهم ويؤوبوا إلى ربهم. وليمحق الكافرين، تحقيقا لسنته الماضية، بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ، ووفاء بوعده الناجز الأكيد: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ.

ثم يأتي السؤال ليبين للمؤمنين أن طريق الجنة محفوف بالمكاره, زادُه الصبر على مشاقّ الطريق, وليس التحلي والتمني، أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ، فليس الجهاد وحده، ولكنه الجهاد والصبر معا.

ويمضي السياق القرآني يصور أحداث أحد، ويربي المؤمنين على المنهج الذي اختاره الله لهم، ويقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ، ويقول لهم: إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ، ويقول لهم وهم يحملون الشهداء ويعانون الجراحات وتحترق قلوبهم لما أصاب حبيبهم : وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.

أقول ما تسمعون...

 

الخطبة الثانية

أما بعد: أيها المؤمنون، لئن كان هذا هو ما لقيه أكرم خلق الله على الله في سبيل الله فلماذا يستكثر الناس على المرابطين هناك ما يلقَون، ويدعونهم إلى الاستسلام والرضوخ والقبول بالعروض الكاسدة التي لا يفي بها العدو؟! وحجتهم أننا أمام عدو لا قِبَل لنا به، وينسَون أو يتناسون أن الله مولانا ولا مولى لهم، وأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، وأن لنا جولة في الدنيا ينصرنا الله فيها بقوته لا بقوتنا، ولنا الجولة الكبرى يوم يقوم الأشهاد، وأن للمقاومة مكاسب عظيمة لا يراها من غشى الوهن بصره، هي أرجح ألف مرة من الخطوات التي لا تتحرك بالقضية إلا إلى الوراء. كل عاقل يدرك أنه لا سواء بين من يُسمعنا جعجعة ولا يرينا طحينا، وبين من يسير على صراط الله ترعاه عين الله، يشهد العدو نفسُه بما يلقاه منه.

وأقتطف ها هنا مقاطعَ من لقاء صحفي مع الخبير اليهودي "فان كرفيلد" أستاذ الدراسات العسكرية حول الانتفاضة الفلسطينية المباركة، يقول: "لدينا قوة كبيرة، ولكن معظم هذه القوة لا يمكننا أن نستعمله، وحتى لو استعملناه فثمة شكّ في نجاحه، فالأمريكيون أنزلوا ستة ملايين طنّ من القنابل على فيتنام، ولا أذكر أن هذا الأمر نفعهم"، وحين سأله الصحفي: حاليا تشير الأرقام إلى أننا نقتل منهم أكثر مما يقتلون منا، قال: "هذا غير موضوعي، في هذه الحرب يقتل الكثير من المنتفضين، لكنهم يكسبون الحرب، لقد قتل خمسون ألف أمريكي و3 ملايين فيتنامي، وعدة آلاف من الفرنسيين مقابل 300 ألف جزائري، وفي البلقان قتل عشرات الآلاف من الجنود الألمان، مقابل 800 ألف يوغسلافي، فالأرقام شيء غير مهمّ، هذا إلى جانب أن الفلسطينيين لم يدفعوا ثمنا باهظا على عكس ما نسمع عندنا"، ثم يضيف: "فيما يتعلق بالفلسطينيين فإن هذا الأمر يعمل بشكل عكسي تماما، فهم يملكون دائما ثقة بالنفس عالية، ويمكنك أن تلاحظ تردي الأوضاع عندنا من خلال السنوات المنصرمة، كيف أن فضيحة تتبعها فضيحة وفشل يتبعه فشل، فالرجال يرفضون الخدمة العسكرية، والجنود يبكون على القبور، في نظري أن هذا البكاء أحد أغرب الأمور، ولو كان بوسعي فعل شيء لمنعت بث هذه المشاهد وهذه الصور، وفي الجهة المقابلة أنت ترى رغبة شديدة في الانتقام ومعنويات عالية، وما عليك إلا أن تقارن الجنازات حتى تفهم لمن توجد همة عالية أكثر ومعنويات أعلى، عندنا ينوحون، وعندهم يطلبون الانتقام. إننا نقترب من نقطة سيفعل الفلسطينيون بنا ما فعله المجاهدون الأفغان بالجنود السوفييت في أفغانستان، وما فعلت جبهة التحرير الوطني الجزائرية في الفرنسيين في الجزائر".

إن المقاومة تسير في الطريق الصحيح، ولئن كانت التضحيات باهضة الثمن فلا ضير؛ لأن اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وأيّ ربح أعظم من ذلك الفوز العظيم، ووالله ليتمن الله هذا الأمر، ولينصرن جنده، وليعلين كلمته، وليظهرن دينه، ولكنكم تستعجلون.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً