أما بعد، فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى.
كثير منا يطالع الأخبار كل يوم في الإذاعات والصحف والقنوات، وكثيرة هي التساؤلات ونحن نرى ما تتقلب فيه الأمة من نكبات خلال سنوات، قرن مضى بل أكثر، نذهب ونعود، ونتكلم ونصمت، لكنما هو حديث واحد، وهي قضية القضايا، قضية تجمعت فيها كل المصائب، قضية أرتنا كلَّ عيوبنا، ووضحت خللنا وتناقضنا، قضية مصيرية ارتبطت بها كل القضايا، نشأت قضايا المسلمين بعدها على شاكلتها، رأينا فيها دماءنا التي أهدِرت، رأينا فيها كرامتنا التي مرّغت، رأينا بيوتنا تحرق وتهدم وأشجارنا تجتث، رأينا نساءنا تهان كرامتهن، إنها الأرض المقدسة، قبلة الأمة الأولى وبوابة السماء ومهد الأنبياء وميراث الأجداد، مسؤولية الأحفاد، معراج محمّدي وعهد عمري، إلى مسجدها تشدّ الرحال، ومن قبله تشدّ الأبدان والنفوس والأفئدة، فتحها المسلمون بعد وفاة الرسول بست سنوات، وحكموه قرونًا طويلة، ثم احتله الصليبيون تسعين عامًا، فأخرجهم صلاح الدين رحمه الله، وإن احتله اليهود هذه الأيام فإنهم لن يخرجوا إلا بأمثال عمر وصلاح. إنها فلسطين المشرفة وقدسها المقدسة.
ونمنا عن القدس حتى تحدر دمع الرجـولة منا دمـاء
وأغضى عن القدس أبطالنا فزلزل خنزيرُ منها الإبـاء
فلا عمـر يستشير الإخاء ولا خالد أسد الكبْريـاء
ولا من صلاح يقينا البلاء ويحمي حمى موطنِ الأنبياء
أيها الأحبة، حديثنا يتجدد عن فلسطين، فلسطين التي يدمي جرحها كل يوم، فماذا فعلنا لها؟! ماذا قدمنا من تضحيات؟! وماذا حققنا من التنازلات؟! وهل أدينا أقل الواجبات أمام صيحات أمهاتنا وأخواتنا المكلومات؟! نداءات استغاثة يقدّمها إخواننا كلَّ يوم في أرض الإسراء والمعراج، قدّموا دماءهم، وبذلوا أرواحهم، وهدمت منازلهم، وحوصروا في ديارهم، فهل قمنا بأبسط أدوار النصرة لهم؟! بل هل بحثنا في أسباب خسائرنا وهواننا ونحن أعز الأمم أشرفها؟! هل ساهم في هزائمنا عوج خلقي أو خلل سياسي أم غش ثقافي أو انحراف عقدي أم جبن وتجاهل يؤخر يوم النصر؟!
تأتينا قضية فلسطين الدامية بعشرات الضحايا هذه الأيام لتكون محطة امتحان وكشفًا لقوة المسلمين وغيرتهم على دينهم وأوطانهم وحرماتهم. لقد أبانت لنا قضية فلسطين مقدار ما استودعت هذه الأمة من خير في شبابها وشيوخها ونسائها حين ترى أولئك الأبطال الذين وقفوا في وجه أعدائهم لا سيما الصهاينة، يقاومونهم بالحجر أمام أسلحتهم ومجنزراتهم، يسارعون إلى ملاقاة ربهم، دماؤهم على ثيابهم وأبدانهم لم ترفع، لتبقى وسامًا فوق صدورهم، يقدمون أنفسهم شهداء في سبيل الله لقتل الصهاينة اليهود في محلاتهم وسياراتهم.
وفلسطين التي أبانت لنا هذه العزة أوضحت مقدار خذلاننا وخورنا وكثير منا يرى ما يقع فلا نحير جوابًا، ولا يحرك بعضنا ساكنا، تقع أمامهم الحوادث وتدلهم الخطوب فلا يألمون لمتألم، ولا يتوجَّعون لمستصرخ، ولا يحنون لبائس، بل أعظم من كل ذلك أنه في ذات الوقت الذي يذبَح فيه المسلمون ترى كثيرًا منا لاهين عن مصابهم بإقامة مهرجانات سياحية تسوِّق للعهر والفجور، أو دورات وبطولات رياضية، أو رقص على جراح الأمة بحفلات غنائية، فإلى الله المشتكى، وبه وحده المرتجى.
أيها الإخوة المؤمنون، لقد أتى على مسلمي فلسطين قرابة قرن من الزمن مرابطين في ثغور الإباء، مدافعين بأموالهم وأنفسهم عن أراضي المسلمين في بلاد الشام، عن البلاد التي كُتِبَ تاريخُها بدماء الصحابة، وسُطِّرَ بعد فضل الله بسيوفهم. تسلَّمها أبو حفص عمر الفاروق رضي الله عنه، ثم تتابعت حكومات الإسلام في أرضها وتعالت رايات الإيمان في ساحاتها، حاول الصليبيون كسرها فجاسوا خلال الديار، لكن المسلمين وقفوا لهم بالمرصاد، وقفوا لهم حين كان العلماء يحدثونهم عن الجهاد ويحثونهم عليه، ويوضحون لهم كيف يَفْتَحُ الجهادُ أبوابَ الجنان، وكيف يوصد أبواب المذلة والهوان، ومقدار ما يضخّ من دماء الكرامة والعزة في الجسد الإسلامي، فيطيرون شوقًا إلى الجنان ولسان حالهم:
يستعذبون الْمـوت قبـل لقائـه وهم إذا حمي الوطيس تدفقـوا
ضمّوا المصاحف للصدور وأسرعوا ووجوههم فيها الشهادة تشرق
ثم ترى الأسخياء من الأغنياء وقفوا وراء العلماء ليسخّروا المال في حماية العقيدة، متتبعين بأموالهم بعد عون الله تعالى سبل العزة وطرائق الحكمة، أما الحكام فكانوا بُدُورًا من المناقب وكواكبَ من المكرمات، كان من بدورها عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي، الذين بذلوا جهودهم وغرسوا في الأمة روح الجهاد والمجاهدة، فوقفوا درعًا أمام الصليبيين حتى أخرجوهم.
وتمر الأيام وتتعاقب السنون ليتمالأ الكفر مرة أخرى، وتآمر الصليبيون وحملة التلمود لوضع فلسطين في قبضة اليهود في جريمة من أعظم جرائم العصر، بإخراج شعب من أرضه وإقامة شعب آخر محتل مكانه، ويستمر الصهاينة اليهود في القتل والإيذاء إمعانًا في النكاية في إخواننا هناك؛ أسالوا الدماء، وأزهقوا الأرواح، ودنسوا المقدسات، وبعثوا المؤامرات، اعتداءات وانتهاكات في صور مرعبة تجعل من حق المظلوم أن يستخدم كل سلاح لحماية نفسه. عدو صهيوني في أرضنا المباركة في فلسطين يقاتله أطفال وشباب أحداث ليس لهم حيله إلا العِصِيّ والحجارة والصراخ، ليدفعوا عن أنفسهم ومقدساتهم ومنازلهم وحرماتهم ومدنهم، قدموا لنا أروع الأمثلة بتلك التضحيات. ويعزم أبناء فلسطين على التسابق إلى قتال اليهود والإثخان فيهم حين علموا حقًا أنه لا مقاومة للصهاينة إلا بالقتال، وأن قذيفة من حديد أو حجر تساوي آلاف القذائف من الكلمات.
وبدأت ولله الحمد والمنَّة قوائم القتلى تتصاعد في أوساط اليهود، أخذ الأمن ينحسر، والهجرة اليهودية إلى فلسطين تتراجع، بل هرب كثير ممن أتوا إليها ينشدون السلام في أرض الميعاد، واقتصادياتهم إلى مزيد من الانهيار، وتذوَّق المسلمون حلاوة النصر ورحيق الكرامة بدلاً من ذل الهزيمة وعفن السلام المزعوم، ولكن ما حال إخوانهم من العرب والمسلمين؟ هل وقفوا درعًا لحمايتهم وكانوا سببًا لنصرتهم؟! هل أدّوا واجبهم؟! لقد رأينا غفلة وتغافلاً وصمتًا مريبًا مرة وعجزًا مرات ومرات؛ إلا عن بعض المساعدات التي تُبعث من هنا وهناك، ويكون فيها خير ودعم على قلتها. وكان ذلك الدعم من شعوب بلاد المسلمين على قلته سببًا في إذكاء روح الجهاد والصبر والمجاهدة لإخواننا هناك، فامتدت انتفاضة الأقصى المباركة أشهرًا، كانت على اليهود نارًا وجحيمًا، وبدأ يهود وجيوشهم وحكوماتهم يفرَقون، لكن أطواق النجاة امتدت لهم من دول تدعي ظلمًا وجورًا أنها ترعى السلام وتحارب التطرف والإرهاب، يدَّعون التسامح ويزعمون الديمقراطية، ويدعون الاهتمام بحقوق الإنسان في قرن التحضر والمدنية وقرن المواثيق الدولية، فأين كلامهم هذا عن دماء تراق وحصد للأرواح من أماكن العبادة وقتل للأطفال في مهدهم ومع أمهاتهم بعد مدارسهم وحرب من الأرض والبحر والسماء؟! يتحدثون عن السلام بألسنتهم ويباشرون الحرب في خططهم واستعداداتهم وأفعالهم، أفعال شنيعة وتجاوزات رهيبة، لا تثير لدى تلك المجالس والهيئات أي تحرك منصف، لم يسأل اليهود عن جريمة ارتكبوها، ولم تحجب عنهم مساعدات طلبوها، ولم يتأخر عنهم مدد سألوه، و لم يوجه إليهم لوم ولا عتاب لجرم اقترفوه، بل يتوافد رؤساء تلك الدول الكافرة ونوابهم ومندوبوهم لتأييدهم وبعث العزاء في قتلاهم، أما إخواننا في فلسطين فيقتل منهم خمسون قتيلاً في يوم واحد فقط والأسرى بالآلاف وهدم للبيوت وهم لا بواكي لهم، فأين العدل؟! وأين الإنصاف؟! وأين حقوق الإنسان من شعب يعيش منذ سبعين عامًا في احتلال وفي مخيمات لجوء، تغلق مدارسهم ومتاجرهم، تحاصر مدنهم ومنازلهم، عدو يقتل من يشاء ويعتقل من يشاء، ينشئ المستوطنات ويقيم الحواجز ويغلق المدن ثم يزعم بعد ذلك أنه يريد السلام.
أيها المؤمنون، إن كل هذه التناقضات ليست غريبة على عدوٍ تكالب على الإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر دعوته، فاليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم ونسيرَ في ركابهم ونخضع لقراراتهم، كلُّ ذلك لا يُستغرب على من أضله الله وغضب عليه ولعنه وجعل منهم القردة والخنازير، لكن المستغرب ـ إخوتي ـ حين ينبري ممن ينتسبون إلى الإسلام مَن يدعو إلى السلام ويبادر إليه إجهاضًا لانتفاضة الأقصى المباركة وإنقاذًا لوضع الصهاينة الحرج في فلسطين، وبعضهم بعيد كل البعد عن القضية، فأين هم عن علماء ذكرهم لنا التاريخ، سطر لنا أمجادهم، قدموا السنان قبل اللسان والسيف قبل القلم، فكانوا ملجًأ للناس بعد الله عندما تدلهم الأزمات؟! أين دَوْرُ التجار وأصحاب الأموال من دعم قضية فلسطين وقد امتلأت أرصدتهم، والله سائلهم عن أبسط أدوار المناصرة لإخوانهم، وقد قدروا على ذلك ثم قصروا، أين هم من كفالة أسر أولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم؟! أين دور كثير من قنواتنا الفضائية في نقل أخبار إخواننا وليعيش المسلمون مصاب أمتهم بدلاً من مسلسلات العهر والفجور والأغاني المائعة بصورها الفاضحة التي تبث ليل نهار ومسابقات القمار الهاتفية المرئية والمسموعة ذات المبالغ الهائلة؟! أين دَوْرِي ودَوْرُكَ من النصرة في بيوتنا ومقرات أعمالنا ومساجدنا وفي قُنُوتِنَا ودعائنا؟! واللهِ إنه لا عذر لأحد منا اليوم يرى تلك المصائب ثم لا يحدد لنفسه دورًا.
أيها المؤمنون، إننا يجب أن نعلم أنّ من أسباب هزيمتِنا أمام اليهود أن الأمة لم تُمَكَّن أصلاً من مواجهة اليهود مواجهة حقيقية، ولم تمكن إظهار حقيقة جبن اليهود وأعوانهم كما وصفهم الله تعالى: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر:14]، وكذلك أنهم أحرص الناس على الحياة وكما قال عنهم: لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ [الحشر:14].
لا بد لأمّتنا أن تعلَم أن هزائمنا مع اليهود كانت هزائم أنظمة لم ترفع راية الإسلام، بل كل راية رفعتها إلا الإسلام، فكانت هزائم لرايات الجاهلية. وإذا عُلم السبب بطل العجب.
إخوتي الكرام، إن ما يسمى مشروع السلام إنما هو فرصة لإنقاذ الصهاينة اليهود بعد أن عجَزت عن المقاومة الباسلة لنشر تجارتهم في دول المنطقة وكذلك أخلاقهم عبر التطبيع، وكما أتى في صحافاتهم أن الكونكرس يحاول الضغط على رئيسهم لمقاطعة بلاد الحرمين لمقاطعتها لإسرائيل، فأي سلام هذا؟! أي سلام يكون بعد أكثر من ألف وثلاثمائة قتيل خلال سبعة عشر شهرًا أكثرهم من الأطفال والنساء بلا ذنب؟! أي سلام بعد أكثر من عشرة آلاف جريح نصفهم قد أصيب بإعاقة دائمة؟! أي سلام بعد هدم بيوت المسلمين فوق أهلها وما كان قبلها من محاصرة شعب العراق بعقوبات غبية أماتت حوالي مليون طفل عراقي ثم تركتهم في مستنقع الفتن الداخلية؟! وكيف تهاجم جمعياتنا وجامعاتنا وتقتحم تلك المكاتب وتهجم عليها وهي تجمد الأرصدة الخيرية ويقتلون أبناءنا في معتقلات زعَموها ثم يأتوننا بدعوى الحوار والحرية؟! أي سلام نتحدث عنه وهم يتوغّلون ليل نهار في مدننا ومخيماتنا ويدنّسون مقدّساتنا؟! أي سلام نبيع فيه أرضنا المباركة وقدسنا المعظّم؟! هذا سلام الخانعين.
وعندنا شجـر الشهادة كلّ يـوم يورق، أيـن السـلام
وما تزال مساجدي في كل يوم تستباح وتحرق، أين السلام
وهذه أرواحنا من دون ذنب كل يوم تزهق، أيـن السلام
وأمتي مغلولةُ ودمي على كل الخناجر يهرق، أيـن السلام
- - - - -
وهـا همُ أطفالنـا قبل الفطا م تكسّـروا وتـمـزّقـوا
شُدُّوا الوثاق أيا رجالَ عقيدتي فالنصـر آت والرجاء محقَّق
لا يرهبنكـم الظلام وجيشه فالسيف أولى بالظلام وأخلقُ
وإذا ضعف الإسلام في النفوس ضعفت معه روابط الحقوق واستنقاذ المغتصبات في أي مكان وعلى أي أرض إلا حين يعتصمون بحبل الله، ويكونون جميعًا ولا يتفرقون، يصطفون عبادًا لله إخوانا، يجمعهم نداء واحد لا نداء غيره: يا مسلم يا عبد الله. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)) متفق عليه.
عباد الله، وإن تفوق اليهود سيظل خنجرًا في خاصرة الغافلين عن دينهم حتى يؤوبوا إلى القرآن شرعةً ومنهاجًا، فإذا عادوا إلى الحق عاد اليهود بإذن الله إلى ذلتهم ومسكنتهم المضروبة عليهم، وينقطع بهم حبل الناس، ويبطل السحر والساحر، ويأتي وعد الحق، فلا ينفع اليهودي شيء، ولا ينصره اتقاء خلف حصى ولا يقيه حجر، ولا يحميه سلاح ولا شجر.
هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحّصَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [آل عمران:138-142].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
|