.

اليوم م الموافق ‏16/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

والله يعصمك من الناس

4748

الإيمان, سيرة وتاريخ, موضوعات عامة

الإيمان بالرسل, الشمائل, جرائم وحوادث

قاسم بن عبد الله أبو عامرية

بيش

27/12/1426

جامع الفرقان

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- تكريم الله لهذه الأمة بمحمد . 2- فضل الرسول . 3- جريمة الاستهزاء بالنبي .

الخطبة الأولى

أيها المسلمون، من رحمة الله بعباده أنه لم يتركهم هملا، بل أرسل إليهم رسله مبشرين ومنذرين، وأنزل عليهم كتبه، ومن فضل الله على هذه الأمّة أن بعث فيهم خيرَ رسله وخاتم أنبيائه وأفضل خلقه سيد ولد آدم، وأنزل عليه القرآن وأيّده بالحجة والبرهان، أمرنا باتّباعه، وافترض علينا طاعته ومحبّته وتوقيره والقيام بحقوقه، وسدّ الطريق إلى جنته إلاّ من طريقه، فهو رسول مصطفى ونبي مجتبى، نبي عظيم وإمام كريم، قدوة للأجيال وأسوة للرجال ومضرب الأمثال وقائد الأبطال، معصوم قلبه من الزّيغ، ويمينه من الخيانة، ويده من الجور، ولسانه من الكذب، ونهجه من الانحراف، ما سجد لصنم ولا اتّجه لوثن، ما مست يده يد امرأة لا تحلّ له، ولا شارك قومه في لهو ومجون، طهّر الله فؤاده، وحفظ رسالته، وأيّد دعوته، ونصر ملّته، وأظهر شريعته، ختم به أنبياءه، ونصر به أولياءه، وكبت به أعداءه.

أقسم الله العليم الخبير بالنجم إذا هوى على تزكية المصطفى، فزكى عقله فقال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:2]، وزكّى لسانه فقال: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى [النجم:3]، وزكى شرعه فقال: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4]، وزكى معلمه فقال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى [النجم:5]، وزكى قلبه فقال: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم:11]، وزكى بصره فقال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:17]، وزكاه كله فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. وصفه الله بصفتين من صفاته فقال: بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128]، نعته بالرسالة فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29]، وناداه الله بالنبوة فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ [الممتحنة:12]، وشرفه الله بالعبودية فقال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء:1]. شرح الله صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وأتمّ أمره، وأكمل دينه، وأبرّ يمينه، ما ودعه ربّه وما قلاه، بل وجده ضالاً فهداه، وفقيرًا فأغناه، ويتيمًا فآواه، خيره ربه بين الخلد في الدنيا ولقائه فاختار لقاء مولاه، ((بل الرفيق الأعلى)).

هذا هو محمد رسول الله، أزكى البشرية، وخير البرية، أغناه الله تعالى عن مدح المادحين، ونزهه بعصمته عن قدح القادحين.

أيها المسلمون، لعلكم سمعتم وعلمتم ما صدر من أعداء دين الله من دول الغرب الكافرة من المغضوب عليهم والضالين من استهزاء برسول الله واستنقاص لخير خلق الله، هؤلاء الكفرة الفجرة بعض بني قومهم توجّهوا للإسلام أرادوا صدّهم عن ذلك، فشنوا حمله تشويهية استهزائية لتشويه شخصية رسول الله؛ حقدًا وحسدًا وبغضًا ملأ قلوبهم، والله قد قال عن أعدائه: قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118].

ولا شك ـ عباد الله ـ أن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم أزلي، وإن عداوة الكفار لهذا الدين ولرموزه مستمرة، ولن يرضى عنا أعداء الله إلا إذا اتّبعنا ملَّتهم كما قال الله تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].

أيها المسلمون، ثلاثة أشهر وأعداءٌ في الدنمارك يستهزئون برسول الله ويصرون على ذلك، بل الأمر ليس مجرّد مجلة ذكرت ذلك، وإنما حتى على مستوى رسميّ، ولحق بهم بعد ذلك النّرويج، وستلحق بهم فرنسا وهكذا... فهذا الاستهزاء والنيل من رسول الله كدّر والله خواطرنا وأقلق أنفسنا، وإني على ثقة من أن الغيظَ يغلي في قلوبكم كما يغلي في قلبي، وأعلم مقدار الألم الذي تنطوي عليه قلوبكم، أعلم ذلك لأني أعلم مكانة رسول الله في نفوسكم، كيف ورسول الله حنّ الجذع وبكى على فراقه؟! كيف لا تحترق قلوبنا ونحن نسمع عن سبّ هؤلاء لرسولنا الكريم وهو والله أغلى من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين؟! أمرنا ربنا جلّ جلاله أن نقدّم محبته وحبّ نبيّه على كل محبوب فقال تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:24]، وقال في الحديث الصحيح: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما)) الحديث.

كرم الله نبيه فنهى أصحابه أن يدعوه كما يدعو بعضهم بعضا، قال تعالى: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا [النور:63]. ونهى أصحابه أن يقدّموا بين يديه بأي أمر من الأمور، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1]. ونهاهم أن يرفعوا أصواتهم فوق صوته فقال: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2]. أفيرضى بعد ذلك الله لإخوان القردة والخنازير وعبّاد الأصنام والأوثان أن ينالوا من رسول الله؟! ولكنه والله الابتلاء لنا، قال تعالى: وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ [محمد:4].

إن هذا الاستهزاء لن يضر رسول الله بشيء، ولن يهزّ ديننا أبدا، فالله قد قال لنبيه: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر:94، 95].

أيها المسلمون، إن العجب ليس من استهزاء هؤلاء بقدر ما هو ممن يسمع عرض رسول الله ينتهك ولا يغضب ولا يحزن، والله لئن سُبّ آباؤنا أو أجدادنا أو قبائلنا لغضبنا لذلك، أفلا نغضب لرسول الله وهو والله أغلى من أنفسنا ومن أولادنا ووالدينا والناس أجمعين؟! نفديه بأرواحنا، أرواحنا دون روحه، نحورنا دون نحره، أعراضنا دون عرضه.

إمام المسلمين فداك روحـي    وأرواح الأئمـة والدّعـاة

رسول العالَمين فداك عرضي    وأعراض الأحبـة والتقـاة

ويا علم الهدى يفديك عمري   ومالِي يـا نبِيّ المكرمـات

فداك الكون يا عطر السجايا   فما للناس دونك من زكاة

فأنت قداسة إمـا استُحِلّت    فذاك الموت من قبل الممات

 

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً