أما بعد: عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، وذلك بامتثال أمره واجتنابه نهيه.
فيا أيُّها الإخوة في الله، من على هذا المنبر أوجه رسالة إلى مسؤول، نعم مسؤول، ومن هو هذا المسؤول؟ أتدري من هو هذا المسؤول؟ إنه أنت يا أخي، أنت المسؤول، المسؤول الأول عن بيتك وعن أبنائك وبناتك أمام الله سبحانه وتعالى، كما قال النبي : ((كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته... والرجل راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته)). نعم كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فمن هذا المنبر أوجه لك هذه الرسالة الخاصة بتربية فئة غالية عليك جدا لا تقاس بثمن، هم فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد، ألا وهم الأولاد.
أيها الإخوة المؤمنون، إن أولادَنا ثمراتُ قلوبنا وفلذاتُ أكبادنا وهديةُ الله إلينا وزينةُ حياتنا والأثرُ الصالح الذي نُذكَر به إذا كانوا صالحين، وهم من كسبنا، ودعاؤهم من العمل الذي لا ينقطع بموتنا، قال رسول الله : ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو لهُ)) رواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي والنسائي.
فهذا رجلٌ يملك بستانًا فيه رياحينُ وأزهارُ، إذا تعاهدها صاحبها بالسقايةِ والرعايةِ ماذا سيحدث؟ ستنمُو وتينعُ كلَّ حينٍ بإذنِ الله، ولكن لو جعلها نسيًا منسيا وتركها وشأنهَا، فلم يُحطها بنُصحِه ورعايتهِ، فإنَّ الجميعَ ستتفق آراؤهم على أنَّ مآلَ هذا الرياحيِنُ والأزهارِ إلى الخسارة والبوار. وهكذا ـ أحبتي الكرام ـ هذه الرياحينُ هم أبناؤنا. روى النسائي في سننه عن الحسن عن بعض أصحاب رسول الله قال: يعني أنس بن مالك: دخلنا على رسول الله والحسن والحسين ينقلبان على بطنه، قال ويقول: ((ريحانتي من هذه الأمة)). وفلذاتُ أكبادِنا ومهجُ نفوسِنا وحباتُ قلوبنِا، هذه الرياحينُ إذا أحطتَها بنُصحك ورعايتك نلت ما ترجوهُ ـ بإذن الله تعالى ـ من برِّها وإحسانها في حياتك وبعد مماتك، وإن أهملتها وضيعتها فقد حاقَ بك الفساد، وما ربك بظلامٍ للعباد.
أيُّها الأبُ، لثقتي بحرصك الشديدِ على صلاحِ أبنائك واستقامِتهم وبرهم وإحسانهم، ولمعرفتي بخوفكَ العظيمِ من انحرافهم وضلالهم، فإنِّي أضعُ بين يديكَ بعضَ العواصفِ التي تعتري هذه الرياحين، والتي تُؤدي بطبعها إلى الميلانِ بها ذات اليمنِ وذات الشمال، وأحيانًا تجتثها من جُذورها، أضعُها بين يديك تنبيهًا وتحذيرًا، وإرشادًا وتذكيرا. وهذه العواصفُ التي هي بمثابةِ الأسباب التي تعتري أبناءَنا وتصدُهم عن الصراط السوي كثيرةٌ يصعبُ في هذه العُجالة حصرُها وتفصيلُ أجزائها، ولكن حسبي الإشارةُ، والإشارة تُغني عن العبارة، وهي ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
وأنا أذكرُ لك هذه الأسباب؛ لأنَّ معرفتها جزءٌ من العلاج، ولذلك كان حذيفةُ يسألُ رسولَ الله عن الشرِّ مخافة الوقوع فيه. وإذا عرفت الأسباب وتلك العواصفُ التي تُؤثر على سلوكِ ابنك فالواجبُ البعدُ عنها وعدمُ مواقعتِها حتى تسلم وتغنم بإذن الله تعالى، وتبرأ الذمةُ والتبعةُ عندما تقفُ بين يدي الواحدِ القهار، فيسألُك عن هؤلاءِ الرياحين: هل أحسنت رعايتَهم؟ وهل أديت الأمانةَ في توجيههم؟
ولعلمي بضخامةِ المسؤوليةِ وثقل التبعةِ كانت هذه الكلمات وهذهِ الإشارات، والتي أسألُ الله تعالى أن تكون نافعةً جامعة، كما أسألهُ سُبحانهُ أن يعينك على حُسن تربيتهم، وأن يُقرَّ عينَك بصلاحهم، والمرءُ إذا اجتهد في فعلِ الأسباب فالتوفيقُ بيد الملك الوهاب، وصلاحُ القلوبِ بيدِ علامِّ الغيوب.
أيُّها الآباءُ الكرام، أولُ هذه الأسباب: إهمالُهم في الذهابِ بهم والعودِة من مدارسهم، كلُّ ذلك رغبةً في النومِ والراحة والدعِةِ والسكون، أو الثقةِ الزائدة، فيرسلُ الأبُ ابنَهُ إمَّا مع زملائهِ الذين لا يعرفهم ولا يعرفُ أخلاقَهم، أو ثقةً بولدِ الجار أو مع السائق، فيكتسبُ الابنُ من جراءِ ذلك أخلاقَ هؤلاء، كما قال النبي : ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل))، وكما قيل: الصاحبُ ساحب. فيتعلمُ الابنُ عادةَ التدخيِن أو سماعَ الغناء أو غيرها من العاداتِ المحرمة، كالألفاظِ البذيئة والأفعالِ القبيحة من جراءِ ذلك.
هذا أحدُ الأبناءِ لم يحفظ درسَ القرآنِ في حلقةِ تحفيظِ القرآن الكريم، فأرسلهُ المعلمُ لإدارة التحفيظ، وبعد أن دارَ الحديثُ معه ـ وهو في الصفِّ الخامس الابتدائي ـ تبين أنَّهُ يحفظُ أغنيةً لأحد المغنين، فسألتهُ: كيف استطعت أن تحفظَ كلَّ هذه الأبياتِ ولم تستطع أن تحفظَ الجُزءَ المقررَ عليك؟! فأجابَ: كنتُ أحضرُ مع سائقِِ جارنا، وكان يُسمعنا هذه الأغنيةَ كلَّما ركبنا معهُ. أبياتٌ كلٌها سخفٌ وهُراء، حفظها الابنُ من جراءِ ذهابِهِ للمدرسةِ ورجوعِه منها مع السائق، فهل يتنبهُ الآباءُ لذلك؟!
وفي تحقيقٍ أُجري في إحدى الصُحفِ المحليةِ عن التدخين تمت مقابلاتٌ مع عددٍ من المدخنين والمدخنات، سُئلت إحداهنَّ: كيف تعلمتِ عادةَ التدخين؟ فأجابت: اعتدتُ التدخين من السائق أولاً أثناءَ خروجي للمدرسةِ ووقتَ العودة، وكنتُ أغريهِ بالمالِ لئلاَّ يُخبرَ أهلي، واستمررتُ على هذا الحال حتى أدمنتُ التدخين، ولم أستطع أن أبتعدَ عنهُ إلى آخر كلامها. فهل يتنبهُ الآباءُ الكرام إلى ذلك؟! وهل يستيقظُ البعضُ من غفلتهِ ويفيقُ من سُباته؟!
ثانيًا: ومن أسبابِ انحرافهم: غيابُ الدورِ الأبويّ في الأسرةِ، وهو بدايةُ الانهيار، وصدق القائل:
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه مِن همّ الحياةِ وخلّفاهُ ذليلاً
إن اليتيمَ هو الذي تلقـى له أُمًّا تخلّت أو أبًا مشغولاً
وغيابُ الدورِ الأبويِ إمَّا أن يكونَ غيابًا معنويًا أو حسيًا، أو غيابَ القدوةِ الصالحةِ، فغيابُهُ معنوي؛ يُصبحُ وجودُهُ كعدمه، فقط يقتصرُ دورُه على توفيرِ الحاجات وتلبيةِ الطلبات وتنفيذِ الرغبات، ويَرى أنَّهُ قد أحسن صُنعًا تجاهَ أُسرتِه وأولادِه، فلا مُناصحة للأبناء، ولا متابعةَ لهم، ولا محاسبةَ لأفعالهم.
وإمَّا أن يكون غيابُهُ حسيًا؛ فهو إمَّا أن يكون صاحبَ أسفارٍ وجولات، وإمَّا أن يكون صاحبَ مقاهٍ واستراحات أو سهراتٍ مع الأصدقاءِ لمتابعةِ القنواتِ الفاسدات، أو صاحبَ زوجةٍ ثانية، فيتخلى عن الأولى وعن متابعةِ أولاده.
أو يكون غيابَ القدوةِ الصالحةِ؛ فلا تكادُ تسمعُ منهُ إلا عبارات الشجبِ والاستنكار،ِ أو السبّ والاستحقار، يتعاطى الدُخانَ أمام أبنائهِ وبناته، يتخلفُ عن الصلاة، يُعاقرُ المحرمات، يستهينُ بالواجبات، فيا تُرى ما حالُ الأبناء المساكين مع هذا الأب؟! إذا كان محلُ القدوةِ بهذه المثابةِ فكيف سيكون الأبناء؟! إذا كان محلُ الأسوةِ بهذا السلوك كيف يستقيم الأبناء؟!! نعم الهدايةُ بيدِ الله تعالى، لكنَّ الله تعالى جعلَ لكلِّ شيءٍ سببا.
والطامةُ الكُبرى والبليةُ العُظمى حينما يحرصُ بعضُ الآباءِ ـ هداهم الله تعالى لطاعته ـ على عدمِِ صلاحِ أبنائهم، لماذا؟ حتى لا يُزعجهُ الابنُ بالمُناصحة والتذكير! فيقطعُ عليه حبلَ شهواتِه وملذاتِه، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هذه حادثةٌ وقفتُ عليها بنفسي، وهي ـ إي وربي ـ مؤلمةٌ مبكية مُحزنة مُؤسفة. أحدُ الآباءِ عندما رأى علاماتِ الاستقامةِ والهداية ظهرت على ولده، هل حمد الله تعالى على هذه النعمة؟! هل شكرَ الله تعالى على استقامةِ ولده؟! كلا، بل قام أولاً بتحذيرهِ من الذهابِ إلى حلقةِ تحفيظ القرآن الكريم، ثُمَّ تحذيرِه من مجالسةِ أهلِها، ثُمَّ اشترى لهُ سيارة وأدخل في بيتهِ جهازَ الدش، وقد تحقق لهذا الأبُ ما يُريد، فقد انحرف الابنُ وتخلَّفَ عن الصلاة، وسيعلمُ هذا الأبُ عاقبةَ فعلِهِ وصنيعه، وما ربُك بظلامٍ للعبيد. وحتى تعلم ـ أيّها الأبُ الكريم ـ أننا لا نتكلمُ من فراغ، أو من عاطفةٍ جياشة، بل هذه هي الحقيقة، حقيقةُ خطورِة غيابِ الأب وتخليهِ عن مسؤولياتهِ، استمع إلى هذه الدراسات التالية:
أجريت دراسةٌ على المحكومِ عليهم بجرائمِ الزنا واللواط والاغتصاب وهتكِ الأعراضِ في الإصلاحياتِ المركزية بالمملكة، فتبينَ أنَّ ستةَ عشرَ بالمائةِ من الآباءِ كانوا يقومون بمهمةِ الضبطِ الاجتماعي لأبنائهم مرتكبي الجرائم، والباقي ما حالهُم؟! لقد تركوا الحبلَ على الغارب، فأصبحوا يتخبطون في لججِ الإجرام، ويخوضون في مستنقعاتِ الحرام.
وفي دراسةٍ أُخرى في إصلاحياتِ النساء بالرياضِ وجدةَ والدمام تبينَ أن ستًا وثمانين بالمائة من مرتكبات الجرائمِ من النساء يتغيب آباؤهنَّ عن المنزلِ باستمرار. فهل يعي هذا الكلامَ أولئكَ الذين يسهرون إلى بزوغِ الفجر أو قريبًا منهُ خارجَ بيوتهم؟! هل يعي هذا الكلامَ أولئك الذين يسهرون على القنواتِ في الاستراحات؟! هل يتنبهُ أصحابُ التجاراتِ والأموالِ إلى خُطورةِ الانشغالِ عن الأهلِ والأولاد؟! هل يتنبهُ المعددون المفرطونَ عاقبةََ تخليهم عن مسؤولياتِهم تجاهَ أبنائهم؟! يقول النبي : ((كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته... والرجل راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته))، فهل يُقدرُ الآباءُ هذه المسؤولية، فيُراجعوا أنفسَهم؟! فست وثمانون بالمائة نسبةٌ يجبُ أن يقفَ عندها الآباءُ جيدًا، قبل أن يحلَّ الفأسُ بالرأس، وقبل أن يندمَ في ساعةٍ لا ينفعُ فيها الندم، فاللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ، والسعيدُ من وُعظَ بغيره، والشقيُّ من وُعظَ غيرهُ به.
ثالثًا: ومن أسبابِ الانحراف أيضًا: العاطفةُ الزائدةُ التي تجعلُ الآباءَ يتغاضون عن توجهات أبنائهم، ويتساهلونَ ببداياتها، أو أنَّهم يتحرجون من مواجهتهم بالنصح والإرشاد وبيانِ الأخطاءِ التي تلاحظُ على الأبناءِ وبأسلوبٍ أبويٍّ حكيم. وهذا يُخالفُ ما كان عليه منهاجُ رسول الله في التعامل مع الصغار، خذ مثلاً عندما رأى النبي عمر بن أبي سلمة تطيشُ يدُهُ في الصحفة، فقال لهُ النبي مبادرًا لنُصحه وتوجيههِ: ((يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)) رواه البخاري. ولما رأى النبيُ صبيًا قد حُلق بعضُ رأسه وتُرك بعضُه لم يسكت وقال: هؤلاءِ أطفالٌ صغار، أو هؤلاءِ في سنِ المراهقة، بل نهاهم عن ذلك وقال: ((احلقوهُ كلَهُ أو اتركوه كلَه)) رواه النسائي. قارن بين هذا وبين ما عليه أبناءُ المسلمين اليوم من قصاتٍ غربية حتى وهم صغار، والذي يفعلُ ذلك بهم همُ الآباء فالله المستعان.
لمَّا أخذ الحسنُ بنُ علي رضي الله عنهما تمرةً من تمرِ الصدقة فجعلها في فيه قال النبي له: ((كخٍ كخ)) ليطرحها، ثم قال: ((أما شعرت أنَّا لا نأكلُ الصدقة؟!)) رواه البخاري. ولم تمنعهُ العاطفةُ الأبويةُ من أن يُحذِّر ولدَه من أكلِ هذه التمرةِ. فأين الذين يرون أولادَهم يُشاهدون الأفلامَ وينامون عن الصلاة؟! أين نصحُهم وإرشادُهم وتذكيرُهم بالله تعالى؟!
لما دخل ابنٌ لعمرَ بنِ الخطابِ وقد ترجَّل ولبس ثيابًا حسانًا ضربهُ عمرُ بالدرةِ حتى أبكاه، فقالت له حفصة: لم ضربتهُ؟ قال: رأيتهُ قد أعجبتهُ نفسُهُ فأحببتُ أن أُصغرها إليه. ولمَّا دخل ابنٌ لعبد ِالله بنِ مسعود وكان لابسًا لقميصٍ من حرير، قال له: من كساك هذا؟ قال: أمي، فقام فشقَّهُ نصفين، وقال له: قل لأمك: تكسوك غير هذا.
ونحنُ الآن نرى ارتداءَ بعضِِ أبنائنا ملابسَ غربية، والأبُ يُشاهدُ ابنَهُ على هذه الهيئةِ ولا يحركُ ساكنًا، حتى النصيحة والكلمة الطيبة قد تكون معدومةً، فالله المستعان.
أيُّها الآباء الكرام، إنَّ العطفَ الأبويَ على الابن يجبُ أن يكون بالقدرِ المعقول والطريقة الحكيمة، عطفٌ مقرونٌ بالحكمة، وحبٌ ممزوجٌ بالشدَّة، لا إفراطَ ولا تفريط، لا يتركُ الابن يعبثُ بما يشاء، والابنُ كذلك إذا حُرم من العطف فإنَّهُ يشذُّ كما يشذُّ إذا زاد عليه العطف، ولا يصلحهُ إلا جرعاتُ حزمٍ ورشفاتُ حنانٍ وسماتُ عطفٍ ولمساتُ توجيهٍ وتثقيف وإرشاد. قال بعضُ السلف: "إنَّ خيَر الآباءِ من لم يدعُهُ الحبُ إلى التفريط، وخيرُ الأبناء من لم يدعُهُ التقصيرُ إلى العقوق"، وصدق القائل:
فَقَسَا ليزدجِروا ومن يكُ حازمًا فليقسُ أحيانًا على من يَرحم
تلك القسوةُ الرحيمةُ أو الرحمة القاسيةُ من أسُس التربيةِ المنزليةِ التي تعتمد عليها الأسرة، أمَّا إذا تخلت الأسرةُ عن هذا الأسلوب ففرطت في العقاب أو أفرطت في الحنو اهتزت شخصيةُ الأبناءِ، واستخفوا بالمسؤولية، وقد ثبت ذلك أيضًا من جهة الدراسات، فقد أجريت دراسة في إصلاحيةِ الحائرِ بمدينة الرياض على المحكومِ عليهم بارتكاب قضايا متعددةٍ كالمخدراتِ والسُكرِ والسرقةِ والمضارباتِ والقتلِ والتزوير، ِفوجد أن نسبةَ أحدَ عشرَ بالمائة كانوا يجدون عقابًا من قبل والديهم عند ارتكابهم مخالفاتٍ غيرَ مقبولةٍ في الأسرة، بينما الغالبيةُ ذكرت أنَّهم لم يجدوا عقابًا من قبل والديهم على تصرفات سلوكيةٍ سيئة في الأسرة، مما جعلهم يتمادون في ارتكابِ مخالفاتٍ خارجَ الأسرةِ وعلى مستوى المجتمع. وأشارت تلك الدراسةُ إلى أن معاملةَ الوالدين لأبنائهم المجرمين كانت في الغالب متسامحةً وبعضها مجاملةً، مما انعكس سلبيًا على سلوكيات الأبناءِ في المستقبل.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وأدوا ما عليكم من واجبات الذرية، قال الله تعالى: رَبّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرّيَتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:40، 41].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
|