.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

عقائد الشيعة (2): الإمامة عند الشيعة

4321

أديان وفرق ومذاهب, قضايا في الاعتقاد

الصحابة, فرق منتسبة

لخضر هامل

وهران

23/1/1426

مسجد الشيخ إبراهيم التازي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- نشأة الاثنا عشرية. 2- الأئمة الاثنا عشر عند الرافضة. 3- خرافة المهدي المنتظر. 4- أحاديث باطلة عند الشيعة. 5- عقائد الشيعة في أئمتهم. 6- معتقدات الرافضة في عصرنا الحاضر.

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن تقوى الله خير لباس، وتزودوا ليوم يجمع فيه الناس فريقان: فريق في الجنة وفريق في السعير، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ [الحشر:18-20].

أيها المسلمون، تكلمنا في الجمعة الماضية عن تاريخ الشيعة والمراحل التي مرّ بها التشيع عبر التاريخ وأهم فرق الشيعة المعاصرة، وذكرنا أن أكبر طائفة شيعية اليوم هي الشيعة الإمامية، وتسمى أيضا بالاثنا عشرية أو الرافضة أو الجعفرية نسبة إلى جعفر الصادق.

نشأت هذه الطائفة في العراق وإيران، ولهم وجود في الشام ولبنان وباكستان وغرب أفغانستان والأحساء والمدينة المنورة، ومن أهم عقائدهم ما يلي:

الإمامة: يرون أن إمامة الاثني عشر ركن الإسلام الأعظم، وهي عندهم منصب إلهي كالنبوة، فالإمام عندهم يوحى إليه، ويؤيد بالمعجزات، وهو معصوم عصمة مطلقة، وأئمة الرافضة الاثنا عشر وهم: علي بن أبي طالب الذي يلقبونه بالمرتضى، والحسن بن علي ويلقبونه بالمجتبى، والحسين بن علي ويلقبونه بالشهيد، وعلي زين العابدين بن الحسين ويلقبونه بالسَّجَّاد، ومحمد الباقر بن علي زين العابدين ويلقبونه بالباقر، وجعفر الصادق بن محمد الباقر ويلقبونه بالصادق، وموسى الكاظم بن جعفر الصادق ويلقبونه بالكاظم، وعلي الرضا بن موسى الكاظم ويلقبونه بالرضا، ومحمد الجواد بن علي الرضا ويلقبونه بالتقي، وعلي الهادي بن محمد الجواد ويلقبونه بالنقي، والحسن العسكري بن علي عبد الهادي ويلقبونه بالزكي، ومحمد المهدي بن الحسن العسكري ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر، ويزعمون بأنه قد دخل سردابًا في دار أبيه بسامراء ولم يعد، وقد اختلفوا في سِنّه وقت اختفائه فقيل: أربع سنوات، وقيل: ثماني سنوات، ويطلقون عليه لقب المعدوم أو الموهوم أو الغائب أو المنتظر أو الخائف، غير أن معظم الباحثين يذهبون إلى أنه غير موجود أصلاً، وأنه من اختراعات الشيعة.

أيها الإخوة الكرام، يروي الشيعة في أئمتهم أحاديث كثيرة كلّها تتراوح بين البطلان والضعف، كروايتهم لحديث: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها))، وهذا الحديث باطل، ذكره ابن الجوزي في كتابه الموضوعات، واستقصى جميع طرقه، وبيّن أنها باطلة، كما ذكره ابن طاهر المقدسي في كتابه تذكرة الموضوعات والسيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة والشوكاني في كتابه الفوئد الموضوعة، وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا حديث ضعيف بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث".

أو كروايتهم لحديث: ((أنت ـ يا علي ـ تبيّن لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي))، وهو أيضا حديث باطل، قال النسائي والجوزجاني والأزدي والدارقطني وابن حجر: "ضعيف"، وأخرجه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات وقال: "هذا الحديث لا يصح". أما ما يحتجون به من أحاديث صحيحة فيحملونها على غير معانيها.

أيها الإخوة الأفاضل، وينسب الشيعة إلى أئمتهم ما لا يتصوّره العقل فضلا عن الدين، وقد غلوا فيهم غلوا وصل بهم إلى حد تأليههم، جاء في الأنوار النعمانية (1/31) ـ وهو من الكتب المعتمدة عند الشيعة ـ عن علي بن أبي طالب أنه قال: (والله، لقد كنت مع إبراهيم في النار، وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما، وكنت مع نوح في السفينة، وأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته التوراة، وكنت مع عيسى فأنطقته في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجبّ فأنجيته من كيد إخوته، وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الريح)، وذكر النوبختي في كتابه فرق الشيعة الكثير من هذه الفرق التي تدعي الألوهية في عليّ وأهل بيته فقال: "فهذه فرق الكيسانية والعباسية والحارثية ومنهم كان بدء الغلو في القول، حتى قالوا: إن الأئمة آلهة، وأنهم أنبياء، وأنهم رسل، وأنهم ملائكة، وهم الذين تكلموا في تناسخ الأرواح، أما فرقة الراوندية فقالت: الإمام عالم بكل شيء وهو الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وليس هذا فقط، بل وسرت هذه العدوى إلى تأليه أولاد عليّ أيضًا".

أيها الإخوة الكرام، ومن المعاصرين من الشيعة اليوم من أطنب في ذكر مناقب أئمتهم الاثني عشر، حتى جعلوا جاحد الأئمة كافرا، قال ابن بابويه القمي شيخ المحدثين عندهم: "إن منكر الإمام الغائب أشدّ كفرًا من إبليس"، ويقول أيضا: "من نفى العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر"، وأفرد صاحب كتاب أصول الكافي بابا في كتابه بعنوان: "إن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بُسُطَهُم وتأتيهم بالأخبار عليهم السلام"، ثم ساق روايات لا يقبلها العقل فضلا عن الدين، وفي بصائر الدرجات لأبي جعفر محمد الصفّار باب في أنهم يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتيهم صور أعظم من جبريل وميكائل، ثم يذكر الكليني عدّة أبواب في بيان منزلة الأئمة عندهم، وأذكر لكم الأبواب فقط لأن ما في هذه الأبواب يثير ضحك الثكلى، فمنها: باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم، ومنها: باب أنَّ الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم، ومنها: باب أنّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء، ومنها: باب في الأئمة عليهم السلام عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار، وروى عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله يقول: يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه، وعنه أيضًا: للقائم غيبتان، يشهد في إحداهما المواسم، يرى الناس ولا يرونه، ومنهم من روى عن أئمتهم أنهم قالوا: من زار الحسين بن علي عارفا لحقِّه كان كمحدِّث الله فوق عرشه، وفي حديث آخر: كان كمن زار الله في عرشه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد: أيها المسلمون، يعتقد الشيعة الإمامية أنّ مقام أئمّتهم أفضل من مقام الرسل والأنبياء، يقول شيخهم الملقب عندهم بالمفيد: "قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة من آل محمد على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبينا محمد"، وقد سرد الكُلَينِي صاحب كتاب الكافي الذي هو بمثابة صحيح البخاري ومسلم عندنا، سرد نصوصا كثيرة في تفضيل الأئمة على الرسل والأنبياء، منها: عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود؟! إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله: قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ [الرعد:43]، وكان ـ والله ـ عند علي علم الكتاب. وعن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سأله أعطى وإذا دعا به أجاب، ولو كان اليوم لاحتاج إلينا. وكان عند أبي عبد الله جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئنَّهما بما ليس في أيديهما؛ لأنّ موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله. وجاء في تفسير العسكري عندهم أن يونس عليه السلام أنكر ولاية الأئمة، فحبسه الله تعالى في بطن الحوت ولم يفرج عنه حتى أقر بها. وفي مرآة الأنوار عن المقداد قال: سمعت رسول الله يقول: ((والذي نفسي بيده، ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ فيه من روحه وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوّتي والولاية لعلي بعدي. والذي نفسي بيده، ما رأى إبراهيم ملكوت السموات ولا اتخذه الله خليلا إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي. والذي نفسي بيده، ما كلم الله موسى تكليما ولا أقام عيسى آية للعالمين إلا بنبوتي والإقرار لعلي من بعدي. والذي نفسي بيده، ما تنبأ نبي قط إلا بنبوتي والإقرار لنا بالولاية)).

وهذه العقيدة لم تكن تمثل حقبة تاريخية معينة، بل هي ركيزة من ركائز عقيدة التشيع، وليس أدلّ على ذلك من تمسّك شيعة القرن الحالي بهذه العقيدة، فالخميني ومن تبعه من شخصيات شيعيّة في العصر الحاضر يجترون ذلك الافتراء، يقول الخميني: "وإن من ضرورات مذهبنا أنّ لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل"، وقوله: "قد ورد عن الأئمة قولهم: إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل".

أيها الإخوة الكرام، ولم يكتف الرافضة بتفضيل أئمتهم على الأنبياء والرسل، بل فضلوهم على النبي ، فهم يزعمون أن زيارة الحسين في كربلاء تعادل 70 حجة، وهذا الفضل لا يعطاه من زار مسجد النبيّ ، كما يزعمون أن تربة الحسين من الجنة، لذلك ترى الشيعة يحرصون على جلبها معهم، بل استغفلوا أتباعهم، وصرحوا بفضل الحسين على النبي فقالوا: النبي أمه آمنة، والحسين أمه فاطمة بنت رسول الله، وهي أفضل من آمنة، والنبي أبوه عبد الله، والحسين أبوه علي، وهو أفضل من عبد الله، والنبي جده عبد المطلب، والحسين جده رسول الله، وهو أفضل من عبد المطلب، فأيّ استغفال هذا؟! وأية عقول يفكر بها هؤلاء؟! ويا ليتهم سكتوا عند هذا الحد، بل فضّلوا حتى مهديهم المنتظر أو مهدي السرداب الخرافي على النبيّ، يقول كبير مخرّفيهم في العصر الحديث قدوتهم الخميني: "الأنبياء جميعا جاؤوا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، وحتى إن النبي محمدا خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في عهده، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في أنحاء العالم ويقوم الانحرافات هو الإمام المهدي المنتظر... ثم يضيف قائلا: إن الإمام المهدي سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء والأولياء بسبب العراقيل التي كانت في طريقهم". ويصف المهدي الخرافة بأنه الرجل الأول، والباقي من الأنبياء والمرسلين هم في المرتبة التالية منه، وإن عيد خرافة السرداب أكبر وأعظم للبشرية من ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، فيقول: إن هذا العيد الذي هو عيد كبير بالنسبة للمسلمين أكبر من ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام.

أيها الإخوة الأفاضل، هؤلاء الرافضة ـ كما قال العلماء ـ بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية، دينهم الكذب والكفر والنفاق، آذوا أهل البيت ونسبوهم إلى كل سوء وقوّلوهم ما لم يقولوه، قال الشوكاني: "وأمّا تسرّع هذه الطائفة الرافضة إلى الكذب وإقدامهم عليه والتّهاون بأمره فقد بلغ من سلفهم وخلفهم إلى حدّ الكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه وعلى صالحي أمته، ووقع منهم من ذلك ما يقشعرّ له الجلد.

أيها الإخوة الكرام، ومن معتقداتهم بعد الإمامة الطعن في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وتشكيكهم في القرآن الكريم والتقية وغيرها مما سنتكلم عنه في الجمع القادمة إن شاء الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية:23].

اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً