.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الاستقامة الحقة

4203

الإيمان, الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

الصوم, الفتن, خصال الإيمان

سعود بن إبراهيم الشريم

مكة المكرمة

9/1/1426

المسجد الحرام

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- سعادة المرء. 2- أركان الاستقامة الحقة. 3- الاستقامة على توحيد الله تعالى. 4- خطر الفتن على الاستقامة. 5- ضرورة الاستغفار والتوبة. 6- ذمّ المنحرفين المدعين للاستقامة. 7- من وسائل الثبات. 8- فضل صيام المحرم وعاشوراء.

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، صفاءُ المرء وهناؤه وتوازنه واستقرارُه إنما يكمن في صِدق انتمائه لدينِه وتمسّكه بشِرعةِ ربّه وعَضِّه عليها بالنواجِذ، بعيدًا كلَّ البعد عن مزالقِ الانحراف ومكامِن الرِّيَب ونزَعات الميل إفراطًا وتفريطًا.

يحرص المرءُ المسلم بمثل هذا التوازُن أن يحيا حياةً طيبة، مِلؤها حسنُ الاستقامة على الدّين والثبات عليه أمام العواصِف والزّوابع التي تتتابَع حثيثةً بين الفينة والأخرى ليميزَ الله بها الخبيثَ من الطيب، ويجعلَ الخبيثَ بعضَه على بعض، فيركمَه جميعًا، فيجعله في جهنّم.

وحادِي المؤمنِ الصادق وَسطَ هذا الركام من المتغيّرات هو قوله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، وقولُه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف:13].

روى الإمام مسلم في صحيحه عن سفيانَ بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلامِ قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، قال: ((قل: آمنت بالله، ثمّ استقِم))[1].

فانظروا ـ يا رعاكم الله ـ إلى هذه الوصيّة الجامعةِ حينما تُوضِّح هويّةَ المسلم التي ينبغي أن يحيا ويموتَ عليها، وهي الاستقامة الحقّةُ دونَ عِوَج أو انحرافٍ، الاستقامة الحقّةُ دونَ تخاذُلٍ أو تراجع، الاستقامة الحقّةُ الجامِعة لأركانها وركائِزها الثلاث، وهي استقامة اللسان أخذًا من قوله : ((قل: آمنت بالله))، وكذا استقامةُ القلبِ والجوارح أخذًا من قولِه : ((ثم استقِم))؛ ذلك أنّ مجرّدَ الادعاءِ باللسان لا يُعَدّ استقامةً أصلاً، كما أنّ الاستقامة بالجوارح والقلبُ خالٍ منها لا يُعدُّ استقامَة أيضًا، ولا هي من بَابتِها، ولذا عابَ الله قومًا قد ادَّعوا الاستقامة الحقّةَ على الإيمان وأنهم بلَغوا مقامًا أعلى ممّا هم عليه حقيقةً، فقال سبحانه: قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ [الحجرات:14].

ثمّ اعلموا ـ يا رعاكم الله ـ أنّ أعظمَ أنواع الاستقامة هو استقامةُ المرء على التوحيدِ الخالِص، وذلك في معرفةِ الله وعبادتِه وخشيته وإجلالِه ورجائه وخوفِه ودعائه والتوكّل عليه وعدَم الإشراك به أو الالتِفات إلى غيرِه سبحانه، وقد فسَّر أبو بكر الصديقُ رضي الله عنه قولَ الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت:30] بأنهم الذين لم يلتفِتوا إلى غير الله[2].

أيّها الناس، إنّ الاستقامة على دين الله لَذاتُ شأنٍ عظيم، في حين إنها محفوفةٌ بالمخاطِر من كلِّ جانب، ومِن حولها الفتنُ المتلاطمة التي تؤُزّ صاحبَها أزًّا، فيُدَعَّى إلى مواقَعَتها دعًّا، كلُّ ذلك يجعَل الثباتَ على الاستقامة والعضَّ عليها كالقبضِ على الجمر في راحةِ اليد، ولذا كانَ رسول الله يكثِر التعوُّذَ بالله من ذلك، كما في الموطّأ أنه كان من دعاءِ النبي : ((اللّهمّ إذا أردتَ بالناس فتنةً فاقبِضني إليك غيرَ مفتون))[3].

إنَّ مما لا شكَّ فيه ـ عبادَ الله ـ أنّ تواليَ الفتن على المرء وكثرةَ ملامَسَتها له ولمجتَمَعه وسوقِه لتوقِع في نفسِه شيئًا من الخَلَل أو التقصيرِ الذي لا يخلو منه مسلِم ولا يكاد، ومن لم يصِبه لظَى الفتن فلا أقلَّ من أن يصيبَه دخَنُها، غيرَ أنّ الشارع الحكيم لم يدَع المسلم سَبَهللاً تتهاوَى به الفتن دونَ دِلالةٍ إلى ما يعصِمه من ذلكم أو يجبُر الخَلَلَ ويمحوه إن وُجِد، فأرشدَ الشارع الحكيم إلى الاستغفارِ المقتضي للتّوبةِ النصوح والرجوعِ إلى الاستقامةِ؛ ليكونَ ذلك سُلوانًا أمامَ المَوجِ الكاسر والريحِ العاصِف، فقال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ [فصلت:6].

ومن هذا المنطلَقِ قال النبيّ لمعاذِ بن جبل رضي الله عنه: ((اتَّق الله حيثُما كنتَ، وأتبِع السيّئةَ الحسنة تمحُها، وخالقِ الناسَ بخلُقٍ حسن)) رواه الترمذي[4]، وقد قال الباري جلّ شأنه في ذلك: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين [هود:114].

عبادَ الله، إنّنا حينما نحرِص على الاستقامة والثّبات على الدين لنعلمُ صعوبةَ ذلك وجهادَ النفس فيه وأنَّ بلوغَها حقَّ البلوغ دونَه من الصِّعاب والعقباتِ الشّيءُ الكثير، بيدَ أنّ هذا كلَّه غيرُ معفٍ كلَّ مسلمٍ وكلَّ مجتمع من السعيِ في تحصيلِها وبذل الوُسع والمستطاع في إقامَتِها في واقعِ الحياة، مع استحضار السّداد والمقارَبَة لقولِ النبي : ((استقيموا ولن تحصُوا، واعلَموا أنّ خيرَ أعمالكم الصّلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمِن)) رواه أحمد وابن ماجه[5]، وفي روايةٍ لأحمد: ((سدِّدوا وقارِبوا))[6].

عبادَ الله، إن كان ثمّةَ أمرٌ يجب التفطُّن له من خِلال هذا الطرحِ فهو أنّ الدعوة إلى الاستقامةِ أو ادِّعاءها والواقعُ عريٌّ عنها لهو خلَل فادحٌ وشرخ غيرُ يسير، وإنّ إقناع النفس وتخديرَها بكمالٍ زائف لا يحتاج المرءُ والمجتمع معه إلى تصحيحٍ وإصلاح لهو أمرٌ خِداج، خِداج غيرُ تمام؛ لأنّ الكمالَ والاعتدال إنما يكون في حالِ موافقة العمل للقولِ والباطن للظّاهر، وقد ذمَّ الله قومًا لم يحقِّقوا جانبَ التوازُن في حياتهم، فغلَب الادّعاء باللسان والقولِ جانبَ العمل والتطبيق، فقال سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (ويلٌ لمن لم يعلَم ولم يعمَل مرّةً واحدة، وويل لمن علِم ولم يعمَل سبعين مرّة)[7]، وقال الحسن البصريّ رحمه الله: "اعتبروا الناسَ بأعمالهم، ودَعوا أقوالهم، فإنّ الله لم يدع قولاً إلاّ جعل عليه دليلاً من عملٍ يصدّقه أو يكذّبه، فإذا سمعتَ قولاً حسنًا فرُويدًا بصاحبه، فإن وافق قولُه فعلَه فنَعَم ونِعمَةُ عَين"[8]، وقد ذكر الإمام مالك رحمه الله أنّه بلغه عن القاسمِ بنِ محمد رحمه الله أنه قال: "أدركتُ الناسَ وما يعجِبهم القول، إنما يعجِبهم العمل"[9].

فاتّقوا الله عبادَ الله، واعلَموا أنّ العيبَ كلَّ العيب والشّينَ كلَّ الشَّينِ أن يكذِّب فعلُ المرء قولَه، أو أن تكونَ حاله واقعًا تخالِف مقالَه ظاهرًا، فإنّ مدَّعي الاستقامةِ على طاعةِ الله يجب أن لا يكونَ في واقعه غاشًّا ولا مضلِّلاً ولا كذّابًا ولا مرائِيًا ولا سارِقًا ولا زانِيًا ولا ظالمًا ولا معتَدِيًا ولا هاتِكًا لحُرمةٍ أو ناقِضًا لعهدٍ ولا منكِّصًا لشرعِ ربِّه أو مهمِّشًا له، وإنَّ مثلَ ذلكم الإخلالِ لهو كفيلٌ بكثرةِ الاضطرابات وضَعف الأمانةِ وتفشِّي القتل والتّخريب والاغتيالاتِ وإهدار الحقوق والاعتداءِ على الدّين والنّفس والمال والعِرض والعقل، ولا زوالَ لهذه الفواجعِ إلاّ بالرجوع إلى الله والتمسُّك بشَرعِه والنظرِ في مواضعِ الخلل، ومِن ثَمَّ ترميمها وتصحيحها؛ لنحيَا حياةً آمنة رضيَّة بعيدة كلَّ البعد عن الصّخَب والعَطَب.

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15]، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، قد قلت ما قلت، إن صوابًا فمن اللهِ، وإن خطأً فمن نفسي والشّيطان، وأستغفر الله إنّه كانَ غفّارًا.




[1] صحيح مسلم: كتاب الإيمان (38).

[2] رواه ابن جرير في تفسيره (24/115)، وأبو نعيم في الحلية (1/30)، وصححه الحاكم في المستدرك (3648).

[3] موطأ مالك: كتاب القرآن (508) بلاغا، قال ابن عبد البر في التمهيد (24/321): "لا أعرفه بهذه الألفاظ في شيء من الأحاديث إلا في حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي صاحب رسول الله ، وهو حديث حسن، رواه الثقات. وقد روي أيضا من حديث ابن عباس وحديث معاذ بن جبل وحديث ثوبان وحديث أبي أمامة الباهلي، وروي لأخي أبي أمامة أيضا"، وانظر: الإرواء (684).

[4] أخرجه الترمذي في البر (1987)، والدارمي في الرقاق (2791) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح"، ثم أخرجه عن محمود بن غيلان عن وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ به، وقال: "قال محمود: والصحيح حديث أبي ذر". وهذا الاختلاف من سفيان الثوري، فقد أخرجه أحمد في المسند (5/153) عن وكيع عن سفيان، وقال في آخره: "قال وكيع: وقال سفيان مرة: عن معاذ، فوجدت في كتابي: عن أبي ذر، وهو السماع الأول". وروي من وجه آخر مرسلاً، ورجحه الدارقطني كما في جامع العلوم والحكم (1/395). ثم قال ابن رجب: "وقد حسن الترمذي هذا الحديث، وما وقع في بعض النسخ من تصحيحه فبعيد، ولكن الحاكم خرجه وقال: صحيح على شرط الشيخين، وهو وهم من وجهين". ثم ذكرهما رحمه الله. فالحديث حسن، وقد حسنه الألباني في صحيح الترغيب (2650، 3160)

[5] مسند أحمد (5/276-277، 282)، سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة (277) عن ثوبان رضي الله عنه، وأخرجه أيضا الدارمي في الطهارة (655)، والطبراني في الأوسط (7019)، والبيهقي في الكبرى (1/82، 457)، والخطيب في تاريخه (1/293)، وصححه ابن حبان (1037)، والحاكم (448، 449)، والمنذري في الترغيب (1/97)، وابن حجر في الفتح (4/108)، وهو مخرج في إرواء الغليل (412). وفي الباب عن غيره من الصحابة.

[6] مسند أحمد (5/282).

[7] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/235) نحوه، وانظر: صفة الصفرة (1/628)، وسير أعلام النبلاء (2/374).

[8] رواه ابن المبارك في الزهد (77).

[9] انظر: جامع بيان العلم (1235).

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

وبعد: فيا أيّها الناس، إنّ مما يعين العبدَ المسلم على الاستقامةِ والثبّات على دين الله تعالى الإكثارَ من الطاعات والقرُبات، وإنّ من أفضل تلكم الطاعات صيامَ التطوّع حيث يقول النبيّ : ((ما مِن عبدٍ يصوم يومًا في سبيل الله إلاّ باعد الله بذلك اليوم عن وجهَه النار سبعين خريفًا)) رواه البخاري ومسلم[1].

ثمّ إن من الصيامِ المندوبِ إليه صيامَ شهر الله المحرّم الذي يُعدُّ أفضلَ الصيام بعد شهرِ رمضان لما روى مسلم في صحيحه أن النبيَّ قال: ((أفضل الصيامِ بعد شهرِ رمضان شهرُ الله الذي تدعونه المحرّم))[2].

ثم إنَّ أفضلَ الصيام في شهر الله المحرّم ـ عبادَ الله ـ هو صيامُ يوم عاشوراء الذي قال عنه النبيّ : ((أحتسِب على الله أن يكفِّرَ السنّة التي قبلَه)) رواه مسلم[3]، وفي الصحيحينِ مِن حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت رسولَ الله صام يومًا يتحرَّى فضلَه على الأيام إلاّ هذا اليوم يعني عاشوراء، وهذا الشهر يعني رمضان[4]. وقد جاء عند مسلمِ في صحيحه أنّ النبيَّ قال: ((لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع))[5]، ولكن الأجَل وافاه قبلَ ذلك والتَحَق بالرّفيق الأعلى بأبي هو وأمّي صلوات الله وسلامُه عليه.

والمرءُ المسلم ـ عبادَ الله ـ مخيَّرٌ بين أن يصومَ العاشرَ وحدَه، أو يصوم معه التاسِعَ وهذا هو الأفضَل، أو يصوم التاسِعَ والعاشِرَ والحادِي عشر على قولٍ لبعض أهلِ العلم لحديثٍ مختَلَف في ألفاظِه، وهو مِن باب الاحتياطِ له في دخولِ الشهر، وقد قال بذلك ابنُ سيرين وجماعةٌ مِن أهل العلم.

وأمّا طريقةُ معرفةِ اليوم العاشِر فهو على القاعدةِ الشرعيّة المتفَّق عليها؛ أنّه إن رئِي هلالُ دخولِ الشهر فإنه علامَةُ الابتداء، وإن لم يُرَ فإنه تُكمَلُ عدّة الشهر ثلاثين يومًا، دونَ حاجةٍ إلى شكوكٍ أو كَثرةِ جِدال أو اختلافٍ في الفتاوى والتّساؤلات، فالمسألةُ واضحةٌ محسومَة والحمد لله.

وفّق الله الجميعَ لما يحبّه ويرضاه من الأقوالِ والأعمال، إنّه سميع مجيب.

هذَا وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خَيرِ البرية وأزكَى البشريّة محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحِب الحوض والشفاعة، فقد أمَركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكتِه المسبِّحة بقدسه، وأيّه بكُم أيها المؤمنون، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقال كما عند مسلم في صحيحه: ((من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا)).

اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارِك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيمَ في العالمين إنّك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة...

 



[1] صحيح البخاري: كتاب الجهاد (2840)، صحيح مسلم: كتاب الصيام (1153) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[2] صحيح مسلم: كتاب الصيام (1163) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] صحيح مسلم: كتاب الصيام (1162) عن أبي قتادة رضي الله عنه.

[4] صحيح البخاري: كتاب الصوم (2006) ، صحيح مسلم: كتاب الصيام (1132).

[5] صحيح مسلم: كتاب الصيام (1134) ن ابن عباس رضي الله عنهما.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً