.

اليوم م الموافق ‏11/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الأمن الوافر في بلادنا

4027

الأسرة والمجتمع

قضايا المجتمع

عبد العزيز بن محمد القنام

وادي الدواسر

25/3/1425

جامع النويعمة القديم

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

- دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام بالأمن قبل الرزق. 2- الأمن من أعظم نعم الله تعالى على عباده. 3- عناية الإسلام بالأمن واهتمامه به. 4- نعمة الأمن من النعم التي اختصت بها هذه البلاد على كثير من البلدان. 5- خطورة العبث بأمن بلاد الحرمين وبشاعته. 6- وجوب شكر الله تعالى على نعمة الأمن.

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فاتَّقوا اللهَ ـ عبادَ الله ـ بامتثال ما أمَر والبُعد عمَّا نهى عنه وزجَر، فتقوى الله خيرُ زادٍ ليوم المعاد، وحصنٌ للعباد في الدّنيا من كلّ ما يخافون، ورجاءٌ لهم في كلِّ ما يحبّون.

عباد الله، إن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما أكمل بناء بيت الله الحرام بأمر الله له دعا لأهله بهذه الدعوات قائلاً: رَبّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأصْنَامَ رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم:35-37].

أيها المسلم، فتأمل في هذه الدعوة من الخليل عليه السلام، تأمل هذه الدعوة التي دعا بها الخليل عليه السلام لأهل بيت الله الحرام: رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ [البقرة:126]، دعا لهم بأمرين: أولاً: أن يجعله الله حرمًا آمنًا، وثانيًا: أن يرزقهم من الثمرات. فبدأ بالأمن قبل كل شيء؛ لأن الأمن إذا تحقق وتمّ حصل به الخير كله، فبالأمن يتحقق للعباد مصالح دينهم ودنياهم، بالأمن ينالون الخيرات، يسعون في الأرض، يعملون ويجتهدون، ينتقل من هنا إلى هناك في طلب الرزق وتأمين المعيشة بتوفيق من الله، لكن هذا لا يتم إلا إذا تحقق الأمن، وإذا فقد الأمن ـ والعياذ بالله ـ فإن كل خير يفقد، فلا يتم للعباد أمر، لا في دينهم، ولا في دنياهم، ولهذا قال الخليل: رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ.

فإن نعم الله على الخلق كثيرة لا تعد ولا تحصى، كما قال الله تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]، وأعظم النعم بعد الإيمان العافية والأمن، فالأمن ضد الخوف، الأمن طمأنينة القلب وسكينته وراحته وهدوؤه، فلا يخاف الإنسان مع الأمن على الدين، ولا على النفس، ولا على العرض، ولا على المال، ولا على الحقوق. فالأمن أصل من أصول الحياة البشرية، لا تزدهر الحياة ولا تنمو ولا تحلو بغير الأمن. ما قيمة المال إذا فقد الأمن؟! ما طيب العيش إذا انعدم الأمن؟! كيف تنتعش مناشط الحياة بدون الأمن؟!

الأمن تنبسط معه الآمال، وتطمئن معه النفوس على عواقب السعي والعمل، وتتعدد أنشطة البشر النافعة مع الأمن، ويتبادلون المصالح والمنافع، وتكثر الأعمال المتنوعة التي يحتاج إليها الناس في حياتهم مع الأمن، وتدر الخيرات والبركات مع الأمن، وتأمن السبل، وتتسع التجارات، وتُشيد المصانع، ويزيد الحرث والنسل، وتحقن الدماء، وتحفظ الأموال والحقوق، وتتيسر الأرزاق، ويعظم العمران، وتسعد وتبتهج الحياة في جميع مجالاتها مع الأمن.

وقد امتنّ الله على الخلق بنعمة الأمن، وذكّرهم بهذه المنّة ليشكروا الله عليها، وليعبدوه في ظلالها، قال الله تعالى: أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَمًا ءامِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ شَىْء رّزْقًا مّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [القصص:57]، وقال تعالى: فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ [قريش:3، 4].

وعن عبيد الله بن محصن الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من أصبح منكم آمنًا في سربه معافًى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".

والإسلام عني أشد العناية باستتباب الأمن في مجتمعه، فشرع الأوامر ونهى عن الفساد والشرور، وشرع الحدود والزواجر الرادعة، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ [المائدة:2].

وأخبرنا الله تعالى أن الأمن لمن عمل الصالحات، واستقام على سنن الهدى، وابتعد عن سبل الفساد والردى، قال تعالى: ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ [الأنعام:82].

وقد كان النبي إذا رأى الهلال قال: ((اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، هلال خير ورشد، ربي وربك الله)).

فالأمن نعمة كبرى ومنّة من الله عظمى، إذا اختلت نعمة الأمن أو فقدت فسدت الحياة، وشقيت الأمم، وساءت الأحوال، وتغيرت النعم بأضدادها، فصار الخوف بدل الأمن، والجوع بدل رغد العيش، والفوضى بدل اجتماع الكلمة، والظلم والعدوان بدل العدل والرحمة، عافانا الله بمنه وكرمه.

الأمنُ تصلح به الحياة وتزدهِر، الأمنُ تنبسط معه الآمال، وتتيسَّر معه الأرزاقُ، وتزيد معه التجارات، الأمنُ تفشو معه الماشية وتكثر الأمّة، الأمن تتقدَّم معه التنمية، الأمن ينتشر فيه العلمُ والتّعليم، الأمن يعزّ فيه الدين والعدل، ويظهَر فيه الأخيارُ على الأشرار، الأمن يستتبّ به الاستقرار، الأمن توظَّف فيه الأموال في كلِّ مشروع نافعٍ للفرد والمجتمع، الأمن تحقَن فيه الدّماء وتصَان الأموال والأعراض، الأمن تنام فيه العيون وتطمئنّ المضاجع، الأمن يتنعَّم به الكبير والصغيرُ والإنسان والحيوان، الأمن مِن نعم الله العظمى وآلائه الكبرى، لا تصلُح الحياة إلا به، ولا يطيب العيش إلا باستتبابِه، ولذلك جعَله الله من نَعيم أهلِ الجنّة الدائم، قال الله تعالى: ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ ءامِنِينَ [الحجر:46].

وضدّ الأمنِ الخوفُ الذي تضيع به الدّماء والأموال، ويضعُف الدين، وتتقطَّع في الخوف السُّبُل والتّجارات، وتتعطَّل المصالح، وتتعطَّل التّنمية، ويسطو الأشرار، وتنتشر الفوضى، ويختفي الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر، وتتراجع الأموال، وتقسو الحياة، الخوف الذي يشلُّ الحياةَ كلَّها ويدمّرها.

عبادَ الله، إنَّ الأمن لا يكون إلا في ظلِّ الإسلام والإيمان، قال الله تعالى: ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـٰنَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱلأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ [الأنعام:82].

أيها المسلمون، الأمن ينال الناسُ به الخير كلَّه، يعبدون الله، يقومون بما أوجب الله عليهم، بالأمن يطمئنون على دمائهم وعلى أموالهم وعلى أعراضهم، الأمن يحقق لهم الخير ويدفع عنهم السوء، الأمن يحصل به رغد العيش، وتنمو به التجارة، ويتبادل الناس المنافع، ويعيشون في طمأنينة ونعمة من الله.

أيها المسلمون، وإذا فكرنا في حالنا ونظرنا إلى وضعنا وما نحن فيه من هذه النعم العظيمة، إذا نظرنا وفكرنا حق التفكّر في عظيم نعم الله علينا فرأينا أنفسنا ونحن نعيش هذا الأمن العظيم، هذا الأمن المستتِبّ الذي يخرج فيه المسلم ليقطع شمال المملكة إلى جنوبها وشرقها إلى غربها، آمنٌ مطمئن، لا يخشى إلا الله، لا يحمل سلاحًا معه، بل قد لا يحمل متاعًا معه، فالبلد في خير ونعمة وفضل وتوافر خير، عمّ المدن والهجر والقرى وكل الأماكن، إنها نعمة عظيمة من الله وفضل كبير من الله.

هذا الأمن يحتاج العباد فيه إلى أن يشكروا الله عليه بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم، وأن يحافظوا عليه قدر ما يمكنهم، وأن يعلم كل فرد أن هذه النعم مسؤول كل فرد منا بالمحافظة عليها، والحرص عليها بقدر إمكانه، فإنها نعمة من الله ترعى هذه البلاد، هذه النعم من الله إنما أصلها وأساسها تحكيم شريعة الله، نرجو الله أن يثبت الجميع على دينه، فهذا الأمن والطمأنينة، وهذا الانتظام في المعيشة، وهذا الرغد الذي تعيشونه، وهذه الخيرات التي تجلب لكم من أقطار الدنيا شرقها وغربها، وكلٌ يقصد ودَّ هذا البلد، وكل يتمنى أن يكون يعيش فيه، وكل يتمنى أن له مساهمة فيها في تجارة ونحوها، كل يتمنى ذلك؛ لأنه أمن واستقرار وطمأنينة وتكاتف وتعاون.

وقد من الله عليه برجال سبّلوا أنفسهم لله ثم لهذا البلد، حرصًا على أمنه، حرصًا على استقراره، وحرصًا على طمأنينته، وحرصًا على بقاء الخير فيه. فعلى الجميع أن يشكروا الله ليلاً ونهارًا وسرًا وجهارًا على ما أعطاهم من هذه النعم، ومنحهم من هذا الخير العظيم.

إن غيركم مِن العالم مَن بلغوا الشأو البعيد في الصناعة والتقدم العلمي في كل الأحوال يفقدون هذه النعمة، ولا يعرفون هذه النعمة، إنها نعمة تفضل الله بها عليكم وجاد بها عليكم، لكنها ابتلاء وامتحان، هل نستطيع أن نقوم بشكرها حق القيام؟ فإن الله جل وعلا أكرم الأكرمين، إذا العباد قاموا بنعمه أدامها عليهم، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، فاشكروا الله واحمدوه على نعمة الأمن وعلى النعم الظاهرة والباطنة التي أسبغها عليكم، وذلك بالدوام على الطاعات والبعد عن المحرمات، فإنّ الله تعالى منّ على هذه البلاد بنعمة الأمن وغيرها، حتى صارت والحمد لله مضرب الأمثال بين الدول في هذا العصر في الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة؛ لأن الشريعة الإسلامية تحكم هذه البلاد، ودستور هذه المملكة حرسها الله كتاب الله وسنة رسوله .

ولا يخفى عليكم ـ أيها الإخوة ـ ما قام به هذا الأسبوع من أبناء هذا البلد في مدينة الرياض من وجود أسلحة مدمرة لديهم ذخائر وقنابل، مما فضح الله مخططاتهم وعداءهم لهذه البلاد، ووقعوا بأيدي رجال الأمن عصابة مجرمة تحمل في قلوبها العداوة والحقد على أمن هذا البلد الأمين.

فليعلم هؤلاء وأمثالهم من أهل الإفساد بأن أمرهم مكشوف، وأن الله جل وتعالى عليم بهم، كما قال سبحانه: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ [آل عمران:63]، بل إن الله جل وتعالى قرر في كتابه بأن عمل المفسدين وتخطيطاتهم وتدبيراتهم سيبطله جل وتعالى، وأنه لا يمكن أن يوفقهم إلى عمل، فقال جل شأنه في معرض أخبار موسى مع فرعون: فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين [يونس:81].

ألا ومن تسوِّل له نفسه ومن يزيِّن له الشيطان العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها ومن يقترف جريمة التخريب والتفجير والإرهاب والإفساد في الأرض فقد وقع في هاوية المكر والخيانة، وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيّئ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر:43]، واكتسب جرمًا يخزيه أبدًا، وسيلقى جزاءه الأليم الذي قدّره الله له، سواء كان هذا المخرّب مسلمًا أو غير مسلم؛ لأن هذا التخريب والتفجير والإفساد يقتل ويصيب نفوسًا معصومة محرّمة الدم والمال من المسلمين أو غير المسلمين الذين أمّنهم الإمام أو نُوَّابه على نفوسهم وأموالهم.

والإسلام يأخذ على يد الظالم والمفسد والمعتدي على النفوس والأموال المعصومة بما يمنعه من ارتكاب الجرائم، ويزجره وأمثاله عن البغي والعدوان؛ لأن الإسلام دين العدل ودين الرحمة والخير، فلا يأمر أتباعه إلاّ بما فيه الخير، ولا ينهاهم إلاّ عمّا فيه شرٌّ وضرر. إنما على العباد أن يشكروا الله عليها، وأن لا يصغوا إلى ما يقوله الأعداء وإلى ما يروّجه الأعداء الحاقدون على هذا الدين وأهله، الذين يحبون أن يفتروا الكذب ويقولوا الباطل ليشكِّكوا الأمة في نعمتها وخيرها، إنهم أعداؤنا، أعداء ديننا، يغيضهم ما يرون في هذا البلد من هذه النعمة والاستقرار، فالمسلم لا يصغي لأولئك، وليعلم أن ما وراءهم سوى الكذب والباطل والحقد الذي ملأ قلوبهم حتى قالوا ما قالوا.

فهذه البلاد تعيش أمنًا واستقرارًا، وتعيش مطمئنة، والخير كثير تشاهدونه في أسواقكم وفي كل أحوالكم، فاشكروا الله على نعمته، واسألوه من فضله وكرمه أن يديمها عليكم، وأن يجعلها عونًا على ما يرضيه، وأن يجعلها سببًا للقيام بما أوجب الله، وتحكيم شرع الله، والاستقامة على ذلك، والثبات عليه، إنه على كل شيء قدير.

فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ تكونوا من المفلحين، واعتصموا بحبل الله جميعًا يهدكم إلى صراطٍ مستقيم، وكونوا يدًا واحدة على كل مجرم أثيم، يريد أن يزعزع أمنكم واستقراركم، ويعبث بمنجزاتكم، وينشر الفوضى في مجتمعكم، قال الله تعالى: وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:111]، وقال تعالى: لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيّكُمْ وَلا أَمَانِىّ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرا [النساء:123].

اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا في انتظار فريضة من فرائضك أن تقضي على الفساد والمفسدين، اللهم اقض على الفساد والمفسدين، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم تدميرًا عليهم يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألك أن تقي بلادنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم قنا شرور أنفسنا وشرور عبادك، وأدم على بلادنا أمنها، وزدها صلاحًا وإصلاحًا، إنك على كل شيء قدير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.


 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء رحمة وحلمًا، أحمد ربي وأشكره على ما أولى من النعماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المصطفى، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه النجباء.

أما بعد: فاتقوا الله معشر المسلمين، فإنّ التقوى خير زادكم، وهي فوزكم في دنياكم ومعادكم.

واعلموا ـ عباد الله ـ أنّ نعم الله عليكم كثيرة، وآلاءه لديكم عظمت، وخيراته عليكم تمت، وإنّ لنعم الله وفضله أعداءً يحسدون عليها، وإن الله تعالى أمركم بالشكر ووعدكم المزيد، فقال تعالى: فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وقال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]. فاشكروا الله على ما أولاكم من نعم عظمى وآلاء تترى.

وصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين كما أمركم رب العالمين بقوله: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلّى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)).

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليم كثيرًا.

اللهم وارض عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وارض عنا بمنّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر الكفر والكافرين وأعداء الدين، يا رب العالمين...

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً