.

اليوم م الموافق ‏19/‏رمضان/‏1445هـ

 
 

 

عيد الأضحى 1423هـ

3294

الرقاق والأخلاق والآداب

فضائل الأعمال

يزيد بن الخضر ابن قاسي

بوزريعة

10/12/1423

علي مغربي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الأصل في مشروعية الأضحية. 2- معاني العيد ومقاصده في الإسلام. 3- منزلة التوحيد في الإسلام. 4- نصائح عامة. 5- فضل أيام التشريق.

الخطبة الأولى

عباد الله، إن لكل أمة من الأمم عيدًا يعود عليهم في يوم معلوم، يتضمن عقيدتها، وأخلاقها وفلسفة حياتها، فمن الأعياد ما هو منبثق ونابع من الأفكار البشرية والحوادث التاريخية البعيدة عن وحي الله تعالى، وأما عيد الأضحى وعيد الفطر فقد شرعهما الله تعالى لأمة الإسلام، وهذان العيدان يكونان بعد ركنين من أركان الإسلام، فعيد الأضحى يكون بعد عبادة الحج، وعيد الفطر يكون بعد عبادة الصوم لشهر رمضان.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وسمّاه يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين، حجاجًا ومقيمين، فيه ينتظم عِقد الحجيج على صعيد منى، وفي هذا اليوم المبارك يتقرّب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم، اتباعًا لسنة الخليلين: إبراهيم ومحمد عليهما أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

فأنتم ـ معشر المسلمين ـ على الإرث الحق والدين القيم، لملة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ودين الخليل محمد ، وعيد الأضحى يربطكم بهذين الخليلين النبيين العظيمين عليهما الصلاة والسلام، لما شرع الله لكم في هذا اليوم من القربات والطاعات، وذلك أن الله أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ولده إسماعيل عليه السلام قربانًا إلى الله، أمره ابتلاء واختبارًا، فبادر إبراهيم عليه السلام إلى تنفيذ أمر الذبح، واستسلم إسماعيل عليه السلام صابرًا، فلما تمَّ مرادُ الله تعالى بابتلاء خليله إبراهيم عليه السلام، وتأكد عزمه، وشرع في ذبح ابنه، فلم يبق إلا اللحم والدم، فداه الله بذبح عظيم، فأظهر إبراهيم أن محبته وخلته لربه لا يزاحمها شيء، حتى ولو كان ولدًا وحيدًا عزيزًا من صلبه، خاصة أن إبراهيم كان مشتاقًا للولد بعد عمر طويل، فدعا ربه، ورزقه الله تعالى إسماعيل، فلما بلغ وصار شابًا، وظهرت عليه ملامح الرجولة، جاءه الأمر بذبح ابنه، إن هذا لهو البلاء المبين، كما قال تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات:102-107]، وهكذا ـ عباد الله ـ يبتلي الله عباده الأنبياء والمؤمنين.

سئل النبي : أي الناس أشد بلاء؟ فقال: ((الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة)). فالابتلاء اختبار من الله لعباده؛ لتكفير السيئات، ورفع المنزلة والدرجات، فلما صدق إبراهيم الرؤيا رفع الله منزلته بالخلة، وفداه بذبح عظيم، وصارت سنة للمسلمين إلى يوم الدين، ورزقه بإسحاق ولدًا ثانيًا، وجزى ابنه إسماعيل بالنبوة لصبره: وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، فالأضحية ـ عباد الله ـ تذكرنا بكل هذا، وبالعمل الجليل الذي كان من إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

أيها المسلمون، إن العيد من شعائر الإسلام العظيمة الظاهرة، والعيد يتضمن معاني سامية جليلة ومقاصد عظيمة فضيلة وحِكمًا بديعة، فأولى معاني العيد في الإسلام توحيد الله تعالى، توحيده بإفراد كل أنواع العبادات لله وحده لا شريك له، توحيد الله وإفراده بالدعاء، والخوف، والرجاء والاستعاذة والاستعانة والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر لله تبارك وتعالى، وغير ذلك من أنواع العبادة، وهذا التوحيد هو أصل الدين الذي ينبني عليه كل فرع من فروع من الشريعة، وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحقّ إلا الله، قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:4]، آية نقرؤها في كل ركعة من صلاتنا تتضمن هذا المعنى.

والتوحيد هو الأمر العظيم الذي بتحقيقه يدخل الإنسان جنات النعيم، وإذا ضيَّعه الإنسان لا ينفعه عمل قطّ، وكان من أهل النار. فتمسك ـ أيها المسلم ـ بهذا الأصل العظيم والركن القويم، فهو حق الله عليك، وعهد الله الذي أخذه على بني آدم في عالم الأرواح، وقد أكد الله في القرآن العظيم على هذا التوحيد توحيد الله بالعبادة، وعظّم شأنه، فما من سورة في كتاب الله إلا وهي تأمر بالتوحيد نصًا أو تضمنًا أو التزامًا، أو تذكر ثواب الموحدين أو عقوبات المشركين، فمن وفى بحق الله تعالى وفى الله له بوعده، تفضُّلاً منه سبحانه، وفي الحديث الصحيح عن معاذ رضي الله عنه قال: كنت رِدْف النبي على حمار يقال له: عُفير، فقال: ((يا معاذ، هل تدري ما حق الله على عباده؟ وما حق العباد على الله؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا)).

فالتوحيد ـ عباد الله ـ هو أول الأمر وآخره، وإياكم وأنواع الشرك التي تبطل التوحيد وتحبط العمل، والتي يقع فيها من لا علم له، كدعاء الأنبياء والصالحين والطواف على قبورهم وطلب الغوث منهم، أو طلب كشف الكربات والشدائد منهم، أو دعائهم بجلب النفع أو دفع الضر والمرض، أو الذبح أو النذر لغير الله تعالى، أو الاستعاذة بغير الله تعالى، أو الذهاب إلى الكهنة والسحرة والمشعوذين، كل هذا من الشرك الأكبر الذي حرمه الله في كتابه، قال الله عز وجل: وَأَنَّ الْمَسَـاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال أيضًا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، وقال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48]، وقال في آية أخرى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا [النساء:116]. فاحرصوا على تحقيق العبادة لله وحده لا شريك له، والابتعاد عن الشرك وأنواعه.

وثاني معاني العيد: تحقيق معنى شهادة أنّ محمدًا رسول الله، وذلك باتباعنا له واقتدائنا به في هذا اليوم، ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله طاعة أمره واجتناب نهيه وتصديق أخباره وعبادة الله بما شرع مع محبته وتوقيره، قال الله تعالى: قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ [النور:54]، وقال: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران:31].

ومن حكم العيد ومنافعه العظيمة: شهود جمع المسلمين لصلاة العيد، ومشاركتهم في بركة الدعاء والخير المتنزل على جمعهم المبارك، والانضواء تحت ظلال الرحمة التي تغشى المصلين، والبروز لرب العالمين إظهارًا لفقر العباد لربهم وحاجتهم لمولاهم عز وجل، وتعرضًا لنفحات الله وهباته التي لا تُحدّ ولا تُعدّ، عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى؛ العواتق والحيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين. رواه البخاري ومسلم.

 وإن من حكم العيد ومنافعه العظمى: التواصلَ بين المسلمين والتزاورَ وتقاربَ القلوب وارتفاعَ الوَحشة وانطفاءَ نار الأحقاد والضغائن والحسد. فالعيد ـ عباد الله ـ مشهد من مشاهد الوحدة، ومنظر من مناظرها، وعبرة جعلها الله للمسلمين ليعتبروا بها، فكما أن المسلمين اجتمعوا على هذا العيد الذي هو عيد عند جميع المسلمين في مختلف الأمصار والأقطار، ولم يختلفوا فيه، كذلك فإن المسلمين قادرون على أن يجتمعوا على كلمة الإسلام دون أن يختلفوا فيه، ويتركوا ويبتعدوا عن كل ما يفرقهم من عنصريات وعصبيات وقوميات، وأن يجتمعوا و يتوحدوا، ويكونوا كالبنيان المرصوص، يشدّ بعضه بعضًا، ويكونوا كاليد الواحدة في جلب الخير ودفع الشر، فربنا واحد، ورسولنا واحد، وديننا واحد، كما أن عيدنا اليوم واحد عند جميع المسلمين، فكما أن الإسلام جمع المسلمين في مكان واحد لأداء صلاة العيد، فهو قادر أيضًا على أن يجمعهم على الحق، ويؤلف بين قلوبهم على التقوى، فلا شيء يجمع و يؤلف بين المسلمين سوى الإسلام وهو دين الحق؛ ولا يفرق بين القلوب إلا الأهواء لكثرتها، فالتراحم والتعاون والتعاطف صفة المؤمنين فيما بينهم، كما روى مسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).

والمحبة بين المسلمين والتوادّ غاية عظمى من غايات الإسلام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم)) رواه مسلم. فجاهد نفسك ـ أيها المسلم ـ لتكون سليمَ الصدر للمسلمين، فسلامة الصدر نعيم الدنيا وراحة القلب ورضوان الله في الآخرة، قال تعالى عن إبراهيم: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:87-89]، وعن عبد الله بن عمرو قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ قال: ((كل مخموم القلب صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح والبيهقي.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 


 

الخطبة الثانية

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بركة وأصيلاً، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

أيها المسلمون، أدوا الصلاة المفروضة فإنها عمود الإسلام، والفارق بين الكفر والإيمان، احذروا الوقوع في المعاصي، أدوا زكاة أموالكم، صوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وأطيبوا الكلام، وصِلوا الأرحام، وبروا الوالدين.

واحذروا الربا والزنا وقتل النفس والمسكرات, والمخدرات، فإن وبالها عظيم, وشرها مستديم, تقود إلى الجريمة بشتى صورها. احذروا الرشوة وقول الزور وشهادة الزور والغش والخديعة والغدر والخيانة والغيبة والنميمة والبهتان والحقد والشحناء والحسد والبغضاء. وتحلوا بخلق الأنبياء والصالحين, تحلوا بالصدق والصبر والأمانة والوفاء وحسن التعامل وسلامة الصدر فيما بينكم. توبوا إلى الله من جميع ذنوبكم, وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة، تذكروا باجتماعكم هذا اجتماعَكم يوم العرض على قيوم السماوات والأرض, يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

يا نساء المسلمين، اتقين الله تعالى في واجباتكن التي أمركن الله بها، أحسِنَّ إلى أولادكن بالتربية الإسلامية النافعة، واجتهدن في إعداد الأولاد إعدادًا سليمًا ناجحًا، فإن المرأة أشد تأثيرًا على أولادها من الأب، وليكن هو معينًا لها على التربية، والتزمن ـ يا نساء المسلمين ـ بآداب الإسلام, قال تعالى: فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا و َقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ لْجَـاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَءاتِينَ الزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:32، 33].

وأطعن أزواجكن بالمعروف, واحفظن أعراضكن, والتزمن بالحجاب الشرعي بحشمة وعفة، وتصدّقن ولو من حليّكن، وابتعدن عن اللعن والغيبة والنميمة, فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار))، فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا ـ يا رسول الله ـ أكثر أهل النار؟ قال: ((تُكثرن اللعن, وتَكفُرن العشير))، تكثرن اللعن من سبّ وشتم وتجسس وغيبة ونميمة، وتكفرن العشير أي: تكفرن بنعمة الزوج، فلا تعرفن له طاعة، ولا معروفًا، ولا قدرًا، ولا نعمة.

 فأحسني ـ أيتها المرأة المسلمة ـ إلى زوجك بالعشرة الطيبة، وبحفظه في عرضه وماله وبيته، وبرعاية حقوق أقاربه وضيفه وجيرانه، ولا تكلفيه ما لا يطيق من المصارف، وكوني مقتصدة لماله غير مسرفة فيه, وكوني طائعة له غير ناشزة, تفوزي برضا ربك والجنة، قال النبي: ((إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)).

عباد الله, إن اليوم الحادي عشر من ذي الحجة هو أول أيام التشريق المباركة التي قال الله عز وجل فيها: وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُوداتٍ [البقرة:203]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هي أيام التشريق)، وقال فيها النبي : ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل)) أخرجه مسلم وغيره. فأكثروا ـ رحمكم الله ـ من ذكر الله وتكبيره في هذه الأيام المباركة، امتثالاً لأمر ربكم تبارك وتعالى، واستنانًا بسنة نبيكم ، واقتداء بسلفكم الصالح، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكبرون في هذه الأيام الفاضلة.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً