.

اليوم م الموافق ‏17/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

المولـد

2783

قضايا في الاعتقاد

البدع والمحدثات

عادل بن عدنان النجار

الكويت

2/3/1422

العثمان

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- كمال الدين قبل وفاته . 2- التحذير من الابتداع في الدين. 3- أقوال السلف في ذم الابتداع. 4- إقامة المولد تشبه بالنصارى.

الخطبة الأولى

وقف النبي يوم الحج الأكبر عشية عرفة ويوم الجمعة قال: قال تعالى: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة:3]. فالحمد لله الذي أكمل الدين، وأتم النعمة على عباده، ورضي لهم الإسلام دينا، وابتعث نبيه بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة فتركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

ولما تلى النبي هذه الآية:  بكى عمر، فقال له: ((ما يبكيك، قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل، فإنه لم يكمل شيء إلا نقُص، قال: صدقت)). ويشهد لهذا المعنى ما رواه مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)) وأي غربة أضحاها المسلمون هذه الأيام في دينهم من البدع والأهواء التي ما أنزل الله بها من سلطان، دسائس أعدائهم في الليل والنهار، للنيل من هذا الدين والقضاء عليه.

وما فرح الشيطان فرحه بالبدعة، وذلك لأن العاصي يرى من معصيته ما يحثه على التوبة بخلاف المبتدع يرى أن الدين ناقص، فهو يريد أن يكمله ببدعته فيرى نفسه على صواب فلا يتوب، فهو إما مستدرك على الله وإما مكذب لرسوله .

ولذلك حذرنا الله تعالى والنبي من الابتداع في هذا الدين، قال تعالى: وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153]. وقال النبي : ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)). فكل عمل من أمور الدين ليس له أصل في الشرع ولم يقم عليه دليل من الكتاب أو السنة فهو من البدع التي لا يقبلها الله تبارك وتعالى، قال النبي: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ)) أي مردود، غير صحيح ولا متقبل مهما حسنت نية فاعله.

فلذلك كان جزاء المبتدع اللعن من الله، كما قال النبي : ((لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ)) مسلم، فهذا لمن آوى محدثاً فكيف بمن أحدث وابتدع، وأما مآله فيطرد عن حوض النبي يوم القيامة جزاء لما ابتدع في دين الله، قال النبي : ((أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا)) البخاري، وعند أحمد: ((فَأَقُولُ: بُعْدًا بُعْدًا أَوْ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي)).

قال تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ [الزخرف:36، 37]، فالشياطين تزين للمبتدع حتى يحسب الضلالة هدى والباطل حقاً، وقال تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلاْخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103، 104]. قال ابن كثير رحمه الله: هذه الآية عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية، يحسب أنه مصيب فيها وأن عمله مقبول، وهو مخطئ وعمله مردود، كما قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَـٰشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً [الغاشية:1-4]، فهؤلاء أتعبوا أنفسهم في العمل، وكانت عاقبتهم النار الحامية، لأن عملهم على غير أساس من الشرع ولا اتباع للرسول .

وعن الحسن رحمه الله قال: "لا يقبل الله لصاحب بدعة صوماً ولا صلاة ولا حجاً ولا عمرة حتى يدعها..".

ولما بلغ ابن مسعود أن جماعة يجلسون في المسجد حِلقاً في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مئة فيكبرون مئة. ثم يقول: هللوا مئة فيهللون مئة قم يقول: سبحوا مئة فيسبحون مئة، فأتاهم ابن مسعود وهو على تلك الحال، فقال: (ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، قال: فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم مريد للخير لن يصيبه).

لذلك كانت البدع شر لا خير فيها، لأنها انتقاص للشرع الذي أكمله الله وقد قال الله تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء:115].

إن محبة الله الله تعالى رسوله بطاعتهما، لا الابتداع في الدين والتقول على الله ورسوله، وإن مما أحدث في دين الله ما ليس منه ما يسمونه بالاحتفال بالمولد النبوي تقليداً للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام مع أن النبي نهانا عن ذلك، فقال : ((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))، ونهانا عن التشبه بهم فقال: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)) أبو داود.

وهذا الاحتفال الذي أحدثوه بمناسبة مولد الرسول ممنوع ومردود من عدة وجوه:

1.    أنه لم يكن من سنة الرسول ولا من سنة خلفائه، ولو كان فيه خير لسبقونا إليه.

2.    الاحتفال بذكرى المولد النبوي تشبه بالنصارى، لأنهم يحتفلون بذكرى مولد المسيح عليه السلام، والتشبه بهم محرم.

3.  وسيلة إلى الغلو والمبالغة في تعظيم النبي حتى يفضي إلى دعائه والاستغاثة به من دون الله كما هو الواقع الآن من كثير ممن يحييون بدعة المولد، وقد نهى عن الغلو في مدحه خشية أن يصيب المسلمين ما أصاب النصارى فقال : ((إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ)).

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً