.

اليوم م الموافق ‏19/‏رمضان/‏1445هـ

 
 

 

مع الحبيب

2673

سيرة وتاريخ, قضايا في الاعتقاد

الشمائل, معجزات وكرامات

محمد بن حامد القرني

خميس مشيط

جامع ابن مثيب

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- تشريف الله قدر نبيه . 2- علامات محبة النبي والإيمان به. 3- صور من محبة الصحابة له . 4- صفات النبي الخلقية. 5- من صفات النبي (رقته، طيبه). 6- أسماء النبي . 7- شيء من معجزاته. 8- وفاة النبي .

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، أيها المؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد عليه الصلاة والسلام رسولاً ونبياً، خطبتنا هذا الأسبوع مع شخص لا تؤمن حتى تحبه, ولا تكفي محبته, بل لابد أن يكون أعظم محبوب في قلبك بعد الله، وأجلّ إنسان في نظرك، وأكرم مخلوق فيتصورك, هو إنسان, لكن ليس أي إنسان, وبشر لكن ليس أي بشر, يسري حبه في عروق الصالحين كما يسري الماء في الشجر, يفدى بالآباء و الأمهات, ويقدم حبه على حب البنين والبنات, إنه إمام الهدى والأئمة, ونور الدجى وزعيم الأمة, إنه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه صلاةً وسلاماً متلازمين إلى يوم الدين، ذلك النبي الذي أنار الله به البشرية، وأنقذها به من الجهالة والتبعية، بعثه الله إلى أمة الخمور والزنا، والعهر والفجور، فتحولت بإذن الله إلى أمة الخير والفلاح، والنجاة والصلاح، بعثه الله قائداً ومعلماً، ومرشداً ورحيماً.

ومجلسنا اليوم سوف يتضوع بذكره، نعيد أذهاننا مئات السنين إلى الوراء، ونستمع إلى أصحابه وهم يصفونه، كأنك تراه أمامك، وننظر إلى شيء من حياته كيف كان يعيش.

إن محمداً عليه الصلاة والسلام فخر لكل مسلم, رجل كلمه الله بلا ترجمان, رجل أقسم الله بروحه وبحياته, وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع، وجاه عريض، قال ابن عباس ـ عند قوله تعالى ـ: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر:72], قال: (ما خلق الله ولا ذرأ ولا برأ نفساً أكرم عليه من محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة غيره). أهـ ، فأي مكانة تلك! وأي تشريف هذا!

ولهذه المنزلة العظيمة، والمكانة الكريمة لم يكن الإنسان مؤمناً حتى يكون عليه الصلاة والسلام أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين, بل محبته عليه الصلاة والسلام من أسباب تذوق حلاوة الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان, أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).

ولمحبته عليه الصلاة والسلام علامات وأمارات، تدل على صدق المحبة في قلب المسلم، فمن علامات المحبة له تصديقه والإيمان بكل ما جاء به، والحذر الحذر من إنكار شيء أتى به عليه الصلاة والسلام، فإن إنكار شيء مما جاء عن الله أو ثبت عن رسوله كفر وخروج عن الملة والدين.

ولذلك فمن علامات الكفر الصريح والنفاق الواضح: التولي والإعراض عن الله ورسوله,

وَيِقُولُونَ امَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مّنْهُمْ مّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُواْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ [النور:47-51].

ومن علامات محبته اتباعه فيما أمر، وعدم مخالفته، فإن بعض من يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ينفرون من متابعته في هديه وسنته، وهذا ناقص المحبة إن لم يكن فاقدها بالكلية، فإن المحب لمن يحب مطيع، وفي ذلك إيذان بهلاك الله للعبد المخالف للرسول صلى الله عليه وسلم, قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]، ومهما صغرت المخالفة أو عظمت، فهي مخالفة يُخشى على صاحبها من الهلاك الدنيوي والأخروي.

ولذلك تجد الصالحين الصادقين في محبته عليه الصلاة والسلام يتأسون به غاية التأسي، ويتتبعونه في أمور حياته أعظم تتبع، وذلك لأثر المحبة في قلوبهم.

بل وُجِد من الصحابة من شرب دم النبي صلى الله عليه وسلم حين احتجم، وهو عبد الله بن الزبير، وكاد الصحابة يقتتلون على شعره حين حلقه في الحج، فأعطى أبا طلحة نصفه، فبكى أبو طلحة من شدة الفرح.

أي محبة أعظم من هذه؟! كان ابن عمر يقلد النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، وحج فجعل ينزل في الأماكن التي نزل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن له بها حاجة.

أيها المؤمنون, وأرى بأن النفوس قد تشوقت إلى ذكر بعض صفاته عليه الصلاة والسلام، وقد وجدت في كتب السلف حرصاً منهم على تخليد صورته في الأذهان، ولعلمهم بأن أناساً سيوجدون من بعدهم يتمنون معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم.

كان عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، معتدل القامة، أبيض مليح الوجه مستديره، إذا تبسم فكأنما وجهه البدر من جماله، وكان رجل الشعر، أزهر اللون، مشرباً بحمرة، في بياض ساطع، أكحل العين، وليس بهما كحل، طويل أهداب العين، طويل النظر إلى الأرض، شديد الحياء، لا يثبت بصره في وجه أحد، أسود الشعر، كث اللحية، إذا مشى كأنه يتكفأ، وإذا التفت التفت بجميع بدنه، واسع الفم، حسن الأنف، ضخم اليدين، لينهما، مات ولم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرين شيبة.

حدث عنه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة أضحيان ـ يعني مكتملة البدر ـ فجعلت أنظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر).

وحدثت عائشة رضي الله عنها فقالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ـ تعني غارقاً في ضحكه ـ وإنما كان ضحكه التبسم.

وفي حديث أم معبد، وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين جاءها وأبو بكر معه، فذكرت من جملة وصفها له تقول: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، لم تعبه نحلة، ولم تزر به صقلة ـ تعني لا نحيف ولا سمين ـ وفي صوته صهل ـ تعني بحة حسن ـ أزج أقرن   

ـ تعني حاجباه متصلان مقوسان ـ  إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر ـ تعني متوسط القامة ـ له رفقاء يحفون به، إذا قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود ـ تعني محاط من أصحابه ومطاع ـ لا عابس ولا مفند ـ تعني طلق الوجه ليس بعابس وكلامه خال من الخرافات ـ.

ومن أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم خاتم النبوة، وكان بين كتفيه، قال جابر بن سمرة: (رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم غدة حمراء مثل بيضة الحمام، يشبه جسده).

وكان للرسول صلى الله عليه وسلم رائحة أطيب من المسك والعنبر، فعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، وما مسست ديباجاً، ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً، ولا عنبراً، أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم).

وعن أنس أيضاً قال: قال ـ يعني نام في القيلولة ـ قال عندنا الرسول صلى الله عليه وسلم فعرق، فجاءت أمي بقارورة، فجعلت تأخذ العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟)) قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب من الطيب.

وكان عليه الصلاة والسلام يُعرف منه ريح الطيب إذا أقبل, فأي جمال هذا؟! وأي حسن؟!

هذه صفاته, كلها كمال إنساني وتجميل رباني.

أما أسماؤه, فله خمسة أسماء، قال عليه الصلاة والسلام: ((لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)).

وسماه الله فقال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة:128].

ويجري الله على يد هذا النبي العظيم أعظم المعجزات، لتدل على صدقه في دعوته، فأولها معجزة القرآن، هو كلام من جنس كلام العرب، ولكن الله تحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا، فكان المعجزة الكبرى.

وتحدت قريش رسول الله أن يشق لهم القمر نصفين؛ ليستدلوا على أنه صادق؛ فأشار بيده فانشق القمر نصفين في السماء، وكان يأخذ الطعام اليسير بين يديه، فيبارك الله فيه، فيطعم به الجيش ويشبعهم ويزيد، واحتاج الصحابة إلى ماء ذات مرة ليشربوا ويتطهروا، فلم يجدوا إلاّ قدحاً فيه ماء قليل، فوضع عليه الصلاة والسلام كفه فيه، فنبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، كأنه عيون فشربوا منه وتوضؤوا جميعاً.

وكان يخطب إلى جذع نخلة، فصنع له منبر ليخطب عليه، فلما قام فوق المنبر، إذا بصوت بكاء وحنين، فإذا هو جذع النخلة يبكي على فراق الرسول صلى الله عليه وسلم، فينزل عليه الصلاة والسلام من على منبره ويضم الجذع فيسكن.

وشكا صحابي إليه بعيراً له لا يطيعه، فذهب النبي إلى البستان، فجاء البعير مسرعاً حين رأى النبي حتى أطرق عنده وشكا إليه قسوة الصحابي ودموعه تذرف، فعرف ذلك النبي، وأمر الرجل بالإحسان إليه.

وخرج يوماً إلى الخلاء لقضاء حاجته، فلم يجد ما يستتر به إلاّ شجرتين متباعدتين، فدعاهما فأتتاه، ثم أمرهما فافترقتا.

وجعل له السم في ذراع شاة، فكلمه ذراع الشاة المسمومة، بأنه مسموم، وكان يمسح على الشاة الهزيلة فتدر لبناً بإذن الله.

وجاءه علي بن أبي طالب يشكو رمداً في عينه فتفل في عينه فصح من حينه، ولم يرمد بعدها أبداً.

وجاءه رجل وعينه مدلاة قد سقطت، فأخذها بكفه، فردها مكانها، قال الصحابي: فكانت خيراً من أختها، وكانوا يسمعون تسبيح الطعام بين يديه عليه الصلاة والسلام.

ومعجزاته، أكثر من تحصر في مقام كهذا، فقد ألفت الكتب في ذلك.

ومع كل هذه المعجزات للنبي عليه الصلاة والسلام، لم يتكبر ولم يتباهى أو يفخر، وإنما ظل باكياً خاشعاً، تدمع عيناه، ويتفاعل مع أصحابه، يحزن لحزنهم، ويضحك لضحكهم.

ضحكت لـك الأيـام يا علـم الـهدى                   واستبشـرت بقدومك الأعــوام

وتوقف التأريـخ عنـدك مـذعنــاً   تملي عليـه وصحبك الأقـــلام

اضحك لأنك جئـت بشـرى للـورى في راحتيه السلم والإســــلام

اضحك فبسـمتك الصعـود وفجرهـا ميلاد جيـل مـا عليـه ظــلام

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيّينَ [الأحزاب:40].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ...

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ...


 

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلاّ على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله إلى جميع الثقلين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد, قال الله تعالى: إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ [الزمر:30].

لما انتهت رسالة الحبيب المصطفى، وكان بشراً كالبشر، إنساناً كالإنس كتب الله عليه الفناء، كتب الله الموت عليه وعلى كل مخلوق: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبّكَ ذُو ٱلْجَلْـٰلِ وَٱلإكْرَامِ [الرحمن:26، 27], وجاءت النهاية المحتومة، نزل ملك الموت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يصطحبه جبريل، ويستأذن له أن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدخل ملك الموت ويستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستأذن أحداً بعده، ثم يقبض روحه، وتفيض الروح إلى باريها، وما إن انتهى الصحابة من دفن ذلك الجثمان الطاهر، حتى أحسوا من قلوبهم تغيراً واضحاً، مات المعلم، مات الموجه، وتفتحت أبواب الدنيا للناس، فتنافسوها.

أمة الإسلام, ما مات رسول الهدى، حتى بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاّ هالك.

ومع مضي السنين, بدأ الناس في التنازل عن دينهم، والله المستعان.

مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مازال يوصي بتعاليم دينه, يوصي بالصلاة، ويوصي بالنساء، ويوصي بالاجتماع، ويحذر من الفرقة, ثم تلاشت تلك النصائح المحمدية من قلوب الناس إلاّ من رحم ربك.

هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على نبي الرحمة، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم امتثالاً لأمر ربكم جل وعلا حيث يقول: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً