.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

أوضاعنا الأسرية عندما نبتعد عن الإسلام

2599

الأسرة والمجتمع

قضايا الأسرة

يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

القدس

23/5/1423

المسجد الأقصى

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- انتشار بعض الأنكحة الفاسدة. 2- صور غير مرضية في العلاقات الأسرية. 3- كثرة الحلف بالطلاق. 4- قوامة الرجل على البيت. 5- كيف تحل الخلافات الزوجية. 6- واقع المسلمين حين بعدوا عن الإسلام. 7- مؤامرة جديدة على المسلمين. 8- الأمم المتحدة تبرئ اليهود من جريمتهم في جنين.

الخطبة الأولى

أما بعد:

اتقوا الله ـ يا عباد الله ـ واعملوا جاهدين لنيل رضاه، وتذكروا أنكم بين يديه موقوفون، وسوف تحاسبون، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، واتقوا يوم ترجون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون.

عباد الله، أصبحنا في زمان طغت فيه الماديات على الروحانيات. ونحن في عصور تفشت فيها الأنانية والحقد، أخبر عنها الصادق الصدوق، نحن نعيش في زمان يصدق فيه الكذوب، ويكذب فيه الصدوق، ويؤتمن فيه الخائن، ويخون فيه الأمين، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.

فانظروا كيف علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم حسن المعاملة، كان عليه الصلاة والسلام يمر ذات يوم بالسوق فوجد رجلاً يضع الطعام الحسن فوق طعامه ويضع الطعام البذيء في أسفله، فقال صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا)[1].

 شريعتنا تقوم على الصدق وحسن المعاملة، لماذا أصبحنا في زمن انتشر فيه الفساد في كل موقع، لماذا فقدنا التربية الإسلامية في حياتنا ومعاملاتنا، لماذا أصبحنا لا نحسن تربية أولادنا وبناتنا؟

غضبت إحدى الزوجات من زوجها، فذهبت إلى بيت أبيها، وبينما كان زوجها يبحث في أوراقها الخاصة وجد عقد زواج عرفي، كتب عند محامي، تتزوج من زوج آخر، وهي على ذمة الزوج الأول، وأنتم تعرفون أن الدخول بها زنا، والعقد عليها باطل والعيشة معها حرام، ومن هنا نتوجه لمن يقوم بهذه المعاملات من الدجالين الذين لا يتقون الله، ونقول لهم: اتقوا الله تعالى، غداً ستقفون بين يديه، فماذا ستقولون إذا سألكم عن هذه العقود الفاسدة؟

بنت فرّت مع عشيقها لأن أباها رفض الزواج، ونفس الشيء، عقدت عند دجال من الدجاجلة عقد زواج عرفي، وتزوجت من دون علم أبيها ولا أهلها.

أهكذا يا عباد الله علمنا الإسلام؟ هل أمر الإسلام بتزويج البنت رغماً عنها؟

أيها الأولياء، أيها الآباء، لا يجوز شرعاً أن تجبروا البنات على الزواج، وللأسف، لما تزوجت إحدى النساء من ابن عمها وقد أجبرت على ذلك من قبل أبيها وإخوتها، فقد فرت من بيت الزوجية بعد أيام قليلة، ولما تم البحث عنها عادت لبيتها، وبعد ذلك فرَّت مرة ثانية قبل أيام، ولا يُعلم أين هي حتى الآن.

لماذا هذا الفساد، من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن مشى في تزويج رجل من امرأة من غير رضى وليها ومعرفته، فقد وقع في الحرام، وكان شريكاً في الإثم. وبنفس الوقت: ما جزاء من مشى في تفريق رجل من زوجته، إن كان يريد أن يفرق بينهما ليتزوجها فزواجه باطل، ودخوله بها زنا.

ومن أفسد بين امرأة وزوجها فليس منا، وسوف يفضحه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، أصبحنا في زمان إذا وقع الخلاف فيه بين الزوج وزوجته تذهب إلى مكاتب الشرطة تشتكي زوجها ثم تقوم بحبسه. كم يوجد من الأزواج في السجون في هذه الأيام، لماذا لا تحل المشكلات بالإسلام أو بالإصلاح في دائرة الأسرة، لماذا لا يجتمع أهل الزوجة مع الزوج وأقاربه وتحل المشكلات على أساس إسلامي.

والإسلام أعطى كلاً من الزوجين حقه بالعدل، والزوج عليه حقوقه وعليه واجباته، والزوجة كذلك، فلا يجوز شرعاً الاحتكام لغير شريعة الإسلام في هذه المسائل.

أيها المسلمون، لماذا كثر على ألسنة الناس الحلف بالطلاق، ولو لأتفه الأسباب، إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، لا تطلقوا أيها الرجال، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن[2]، ملعون من حلف بالطلاق أو حلف به بغير حق، والطلاق يمين الفسّاق، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله قلت لزوجتي: أنتِ طالق مائة مرة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((تكون زوجتك طالقاً ثلاثاً، وتسأل عن سبع وتسعين أمام الله يوم القيامة))[3].

والطلاق يهتز له عرش الرحمن، سلاح ولكنه لا يستعمل إلا في المهمات، ولا يجوز أن يلعب به أشباه الرجال، فيجني به على نفسه وعلى غيره، فيهدم الأسرة ويشرد الأولاد، فاتقوا الله أيها الرجال وتوبوا إلى الله لعلكم تفلحون.

عباد الله، فما بال العلاقات بين المسلمين قد اهتزّت، وما بال البنيان قد تصدّع، وما بال السقف قد خرّ علينا من فوقنا، وما بال القلوب تناثرت، وما بال الصِلات تقطّعت. كل ذلك يحدث بيننا، وربنا تبارك وتعالى ينادي علينا ويقول في الحديث القدسي: ((وجبت محبتي للمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ. والمتحابين فيّ، والمتبادلين فيّ، اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي))[4].

عباد الله، شاءت السنة الكونية وظروف الحياة الاجتماعية أن يكون في الأسرة قيِّم يدير شؤونها ويتعهد أحوالها وينفق من ماله عليها، لتؤدي رسالتها على أكمل الوجوه ولتكون نواة للمجتمع الذي ينشده الإسلام، إذ في صلاح الأسرة صلاح المجتمع، وفي فسادها وخرابها خراب المجتمع.

ولمّا كان الرجل أقدر على تحمل المسؤولية من المرأة بما وهبه الله تعالى من العقل وقوة العزيمة والإرادة وبما كلفه من السعي والإنفاق على المرأة والأولاد كان هو الأحق بهذه القوامة التي هي في الحقيقة درجة مسؤولية وتكليف لا درجة تفضيل وتشريف، إذ هي مساهمة في تحمل الأعباء وليست للسيطرة والاستعلاء، إذ لا بد لكل أمر هامٍ من رئيس يتولى شؤون التدبير والقيادة، وقد جعل الله تبارك وتعالى للرجال حق القيام على النساء بالتأديب والتدبير والحفظ والصيانة، قال الله تبارك وتعالى: ٱلرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى ٱلنّسَاء بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـفِظَـٰتٌ لّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ وَٱللَّـٰتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِى ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَٱبْعَثُواْ حَكَماً مّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَـٰحاً يُوَفّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً [النساء:34، 35].

فانظروا أيها المؤمنون في هذه الآية المباركة كيف عالجت مشكلات الأسرة، ومن لطائف ما يذكر في هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى ذكر فيها الإصلاح، ولم يذكر ما يقابله، وهو التفريق بين الزوجين وفي ذلك لطيفة دقيقة وإرشاد من الله تبارك وتعالى للحكمين إلى أنه لا ينبغي أن يدخرا وسعاً في الإصلاح، فإن التفريق خراب البيوت، وبالتوفيق الألفة والمودة والرحمة وغرض الإسلام جمع القلوب على المحبة والوئام وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ [المائدة:2].

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا في ما جرت به المقادير إنك يا مولانا على كل شيء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير.

عباد الله، ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبد مؤمن لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجل كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا أو ذروا هذين حتى يفيئا، أنظِروا هذين حتى يصطلحا)) [5].

فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.




[1]  صحيح رواه مسلم في صحيحه (102) كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا..

[2]  لم يصح في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد في حديث موضوع، انظر السلسلة الضعيفة (147).

[3]  لم نجده مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ونحوه في مسند الشافعي موقوفاً على ابن عباس (ص192)، ونحوه في موطأ مالك موقوفاً عليه (1146)، كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه بنحوه موقوفاً على ابن مسعود (4/61).

[4]  رواه أحمد في مسنده (21525)، ومالك في الموطأ (1779)، من حديث معاذ بن جبل من غير ذكر (اليوم أظلهم...) وهي في مسلم (2566) كتاب البر ، باب : فضل الحب في الله.

[5]  صحيح، رواه مسلم في صحيحه (2565)، كتاب البر، باب: النهي عن الشحناء.

 

الخطبة الثانية

لك الحمد اللهم، جزيل الثواب، جميل المآب، سريع الحساب، منحت أهل الطاعةِ الطاعةَ، ورغبتهم فيها، وأوجدت فيهم الاستطاعة وأثبتهم عليها، خلقت لهم الجنان وسقتهم فضلاً إليها، والرحمة وموجباتها منك، والطاعة وثوابها صدرا عنك، ومقاليد الأمور كلها بيديك، والمبدأ منك والمصير إليك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله، ولا شيء بعده، وصل الله أتم الصلاة وأكملها وأشرفها وأفضلها وأعمها وأشملها على الدليل إليك والمرّغب فيما لديك، محمد أفضل خلقك أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، صلاة لا يحصيها عدد، ولا يقطعها أمد، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد، أيها المؤمنون، إن غياب دولة الإسلام وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية كدستور ونظام حياة جعل من الشعوب الإسلامية والعربية فريسة سهلة لقوى الظلم والعدوان، وجعل هذه الشعوب تعيش واقعاً مُراً مُزريا أسوأ من واقع العرب في الجاهلية قبل الإسلام، هذا الواقع المزري أعطى دول الكفر والإلحاد الفرصة للتحكم بثروات عالمنا الإسلامي والسيطرة على زمام الحكم فيها، وإن لم يكن استعماراً عسكرياً فإنه استعمار اقتصادي وعلمي وحضاري، ها هي أمريكا الحاقدة تعيد تهديداتها المكررة بضرب العراق، سواء عاد المفتشون إلى العراق أو لم يعودوا، وسواء نفذت بغداد شروط وقرارات ما يسمى مجلس الأمن، فالأمر سيان بالنسبة لأمريكا، لكن المحزن والمؤلم أن نسمع نغمة التهديدات مصحوبة بالحقد والشماتة من دول عربية.               

عجبا أيها المؤمنون، أين أمثال هذه العبارات من أعداء الإسلام الذين يستبيحون الأرض والعرض، ويهدمون المنازل ويحاصرون المدن ويفرضون نظام منع التجول ويمنعون الناس من إيجاد لقمة العيش؟ لماذا لا ترفع هذه الدول صوتها عالياً وتدعو أمريكا لوقف انحيازها لإسرائيل؟

الإدارة الأمريكية وبعد مناقشات مستفيضة بما يسمى مجلس الأمن تخرج على العالم بإدانة الفلسطينية وتبرر المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمواطنين الآمنين، أمريكا التي تتغاضى عن بشاعة الاحتلال وتحمل الفلسطينيين مسؤولية معاناتهم وقهرهم، وترى أن كل ما تقوم به إسرائيل هو مجرد دفاع عن النفس.

ومن المضحك المبكي أن الدول العربية تفتقت قريحتها، وطالبت بعدم تصدير الأسلحة لإسرائيل كرد حازم على اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، ألا يعلمون أن إسرائيل تصدر الأسلحة للعديد من دول العالم.

أمريكا التي ترهب العالم الإسلامي بتهديداتها المتكررة، إنما تسعى من وراء ذلك لبسط سيطرتها ونفوذها على عالمنا الإسلامي، فالقضية ليست قضية بترول أو قضية مياه، القضية أعم وأشمل، قضية صراع عقدي بين الإسلام وأعداء الإسلام.

 وها هي ما يسمى منظمة الأمم المتحدة قد خضعت لإملاءات الإدارة الأمريكية والصهيونية العالمية، وبرّأت إسرائيل من مسؤوليتها عن مذبحة جنين واتهمت الفلسطينيين بأنهم جعلوا من المخيم مكاناً يأوون إليه بأسلحتهم، وقد ساوت هذه المنظمة ـ التي تتباكى على السلام ـ بين المعتدي والمعتدى عليه، وبين المجرم والضحية.

أيها المسلمون، لماذا تحولت قضيتنا من قضية إسلامية إلى قضية وطنية إقليمية ضيقة، انظروا إلى الأفكار والآراء الهزيلة التي تتقدم بها الدول العربية لحل قضيتنا أو وقف العدوان علينا، إن الواجب يدعونا إلى توحيد الصفوف على أساس العقيدة وتجنيد الطاقات لخدمة ومصلحة الأمة وما يتعرض له شعبنا من هجمات مدروسة ومخططات ترمي إلى إضعافه والقضاء عليه، ولكن أنّى لهم ذلك، فالله سبحانه وتعالى قد تعهد بنصر المؤمنين فقال سبحانه وتعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ [غافر:51]، وقال عز من قائل: هُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ [الصف:9].

ونبينا عليه الصلاة والسلام ربّى رجالاً يقومون بحراسة الدين ويحافظون على العقيدة، لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلاْخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].

فسبحان من حباه مولاه بأنواع الإكرام وأرسله رحمة لجميع الأنام، وجعله سيد ولد آدم وخاتم النبيين وأفضلهم، ونسخ بشرعه الشرائع، وملأ بذكره المسامع، وقرن ذكرَه بذكرهِ في لسان كل ذاكر.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً