.

اليوم م الموافق ‏20/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

الحج إلى بيت الله الحرام

2519

فقه

الحج والعمرة

أمين بن نور الدين بتقة

بوزريعة

عثمان بن عفان

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- فضائل الحج. 2- الاستنابة في الحج. 3- التأخر عن الحج.

الخطبة الأولى

أما بعد:

قال الله تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ [الحج:27، 28].

أيها المسلمون، الحج عبادة عظيمة يتجلى فيها استسلام العبد لربه واستجابته له، يبذل في سبيله كل نفيس، ويترك الأوطان والأحباب، فلا عجب أن يجازيه الله على الإحسان بالإحسان، في فضائل جاءت بها نصوص الوحي.

فمن أعظم فضائله أنْ أمر الله به، وجعله من أركان الإسلام.

وفي حديث آخر: ((إن الله يباهي بأهل عرفات الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً)) أخرجه أحمد، وفي الموطأ بسند صحيح عن طلحة بن عبد الله بن كريز مرسلاً أن رسول الله قال: ((ما رُئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة، وما ذاك إلا لما يرى من تنزُّل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما كان من يوم بدر))، وسئل النبي : أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة مبرورة، تفضل سائر الأعمال كما بين مشرق الأرض ومغربها)) أخرجه أحمد، وفي الحديث الصحيح: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) أخرجه مسلم، وعن ابن مسعود عن النبي قال: ((تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))، وقد صح عنه في الحديث الآخر: ((ما ترفع إبل الحاج رجلاً وما تضع يداً إلا كتب الله له بها حسنة أو محا بها عنه سيئة أو رفعه بها درجة, وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني, فكيف لو رأوني؟! فلو كان عليك مثل رمل عالج, أو مثل أيام الدنيا, أو مثل قطر السماء ذنوباً غفرها الله لك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك, وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)) أخرجه طبراني، وفي الحديث الصحيح عنه : ((من طاف بالبيت سبعاً وصلى ركعتين كان كعتق رقبة)) أخرجه الترمذي وابن ماجه، وثبت عنه : ((ما أهل رجل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة))، وقد صح عن النبي أنه قال: ((صلاة في المسجد الحرام خير ـ وفي لفظ: ـ أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)).

ومن فضائل الحج أن جاءت السنة بالاستنابة فيه في الفريضة حال اليأس من فعلها، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: ((نعم))، وذلك في حجة الوداع، وقالت امرأة أخرى: يا رسول الله، إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: ((نعم، حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟!)) قالت: نعم، قال: ((اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء)). وما علمنا هذا في صلاة ولا غيرها.

هذا بعض فضائل الحج، وهذا جزء من قدْره في ميزان الله، ولذا فالمحروم من حُرمه وهو قادر عليه, صح عنه : ((إن الله تعالى يقول: إن عبداً أصححت له جسمه ووسعت عليه معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم)).

فليتق الله من علاهم الشيب ولم يفدوا الكعبة البيت الحرام, بل ليتق الله أقوام تركوا هذه الشعيرة العظيمة، وأسقطوا من حسابهم هذا الركن العظيم من أركان الإسلام فلم يحجوا, وليبادروا بالتوبة وأداء هذا الركن ممتثلين قوله : ((تعجّلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)).

وليحذروا من قول ابن الخطاب الفاروق عمر رضي الله عنه حين أمر من ينظر في الناس: (من استطاع الحج فلم يحج فليضربوا عليهم الجزية), وقال: (ما هم بمسلمين), وما نقل عن علي رضي الله عنه أنه قال: (من استطاع الحج فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً).

إن الأمر ـ يا عباد الله ـ جليل، والخطب جلل، لا يحتمل التهاون، من لم يكن قد أداه قبل أن يموت أو تنزل به أسبابه فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ [المنافقون:10].

ولا تفكروا في عناء السفر فقد روي في الأثر: ((هذا البيت دعامة الإسلام، فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر كان مضموناً على الله إن قبضه أن يدخله الجنة، وإن رده رده بأجر وغنيمة)).

وأما من لم يستطع فليعزم فإنما الدنيا لأربعة، أحدهم رجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا فقال: لو أن لي مثل مال فلان لفعلت مثله، فهما في الأجر سواء.

 

 

الخطبة الثانية

لم ترد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً