.

اليوم م الموافق ‏10/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

صوت الشيطان

2106

الرقاق والأخلاق والآداب

الكبائر والمعاصي

محمد بن حامد القرني

خميس مشيط

جامع ابن مثيب

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- انتشار سماع الغناء في بيوت المسلمين. 2- أدلة تحريم الغناء من الكتاب والسنة. 3- أقوال لأهل العلم في الغناء. 4- أضرار الغناء.

الخطبة الأولى

إن من أعظم البلاء الذي يقع بالمسلم والمعاصي التي تحيط به أن يكون ذلك البلاء وتلك المعاصي من حيث لا يعلم أنها كذلك وأعظم من ذلك أن يدري ثم يتعمد تلك المعاصي والذنوب:

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة         وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ونحن أيها الأحبة في هذه الخطبة نعرض أنموذجاً من بلاء طم في بيوتات المسلمين، منهم من علم بحرمته فاعتدى، ومنهم منم جهل فاقترف، وحرصاً على التناصح وبياناً للحق كانت هذه الخطبة .. فقد صح عن رسول الله قوله: ((الدين النصيحة)) قلنا: لمن يا رسول؟ قال: ((لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).

أيها المؤمنون: إن من أعظم ما ابتليت به بيوت المسلمين هو ذلكم الغناء والطرب واللهو واللعب حتى صار المؤمن لا يمر بشارع إلا ويسمعه والله المستعان، أمن جهل!! فكتاب الله وسنة رسوله حجة عليهم يوم الوقوف بين يدي الله جل جلاله أم من عناد واستكبار فمن يعاندون؟ وعلى من يستكبرون.!!؟ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً [القصص:78]. وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].

الغناء، قوله وتلحينه واستماعه حرام، محرم بالكتاب والسنة قال الحق تبارك وتعالى: وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ [الإسراء:64]. قال المفسرون – كما ذكر ابن جرير وابن كثير وغيرهما – صوته الغناء.

والخطاب للشيطان: أي: استفزز اللاهين بصوتك الذي هو الطرب والغناء وما صاحبه من موسيقى ووتر وناي وغيرها من المعازف، واستفززهم بذلك وأزهم أزاً، وحركهم إلى المعصية ودلهم على الفاحشة.

وقال الله تعالى: وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءايَـٰتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِى أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [لقمان:6-7].

قال ابن مسعود: أقسم بالله أن لهو الحديث هو الغناء، وقالها غيره كجابر، ونقل عن مجاهد مثله وعن غيرهم من الأئمة. وقال سبحانه: ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا [الأعراف:51].

قال بعض العلماء: اللهو أوله الغناء فهو من أعظم اللهو الذي يلهي القلوب عن باريها تبارك الله رب العالمين، وقال سبحانه: وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً [الأعراف:146]. وأقوى الغي ما دلك إلى الفاحشة، وقادك إلى المعصية.

قال عقبة بن نافع لأبنائه: إياكم والغناء فوالله ما استمعه عبد إلا ووقع في الفاحشة وقال جل جلاله: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ [المنافقون:9]. فإذا كان الأولاد والأموال، وهما مباحان حلال في الأصل إذا ألهوا عن ذكر الله ذموا، فكيف بالملهيات والمشغلات عن ذكر الله وقال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَـٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ [الجاثية:23]. قال بعض علماء السلف: كل من أحب شيئاً وتعلق به فهو له إله. وقال الله سبحانه: وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ [ص:26]. والهوى كل ما أشغلك عن طاعة أو حجزك عن ذكر فلا إله إلا الله، كم أقسى الغناء من قلب، وجف من عين وأغوى من شباب، وكم أورث من فاحشة، وكم دعا إلى فجور.

أيها اللاهي على أدنى وجل              اتـق الله الذي عـز وجـل

واستمع قولاً به ضرب المثل            اعتزل ذكر الأغاني والغزل

وقل الفصل وجانب من هزل

كم أطعت النفس إذ أغويتها              وعلى حب الخنـا ربيتهـا

كـم ليـال لاهيـاً أنهيتهـا                 إن أهنـى عيشـة قضيتها

ذهبـت لذاتهـا والإثم حـل

قال تعالى: وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28]. وأغفل الغافلين وأشد المعرضين الناسين لله من شغل وقته بالغناء مزاولة وسماعاً ومشاركة، حينها يقسو قلبه وتكثر حجبه ولا تسيل دموعه ولا يذكر ربه.

أما سنة المصطفى فاسمعوا إلى رسول الإنقاذ، واسمعوا إلى البشير النذير والمصلح الكبير الذي من خالف طريقه فلن يشم رائحة الجنة. صح عنه عليه الصلاة والسلام عند البخاري قوله: ((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) سيأتي أقوام من أمته يستحلون محرمات في الشريعة منها المعازف، فيعزفون ويطبلون ويغنون ويرقصون، وقد صدق رسول الله فيما أخبر عنهم. وعند الترمذي: ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف))، قال رجل: متى ذاك يا رسول الله؟ قال: ((إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور)).

 والقذف قيل: القذف بالحجارة من السماء، وقيل الخسف أن تخسف بهم الأرض وتطبق عليهم، والمسخ أن يمسخوا قردة وخنازير والعياذ بالله . وقال عليه الصلاة والسلام – كما عند ابن خزيمة بسند صحيح: ((إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، وصوت عند مصيبة)) قال أهل العلم: الصوت عند النعمة هو صوت العزف والغناء، في مناسبات النعمة، وجزاء النعمة شكر الواحد الأحد، لا الغناء ولا الرقص ولا المعازف، والصوت عند المصيبة صوت النائحة، وعند أحمد يروى عن ابن عمر أنه خرج فلما سمع زمارة راع وضع إصبعيه في أذنيه ثم قال: (يا نافع أتسمع شيئاً حتى قال نافع: لا، فأنزل إصبعيه من أذنيه وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه – كما فعلت –).

فقل لي - بالله – أزمارة راع ليس فيها من الإغواء كهذا الغناء الذي تكلف فيه، وأصبح فتاناً للقلوب، ومشغلاً للأرواح، هل هو أولى بالتحريم أم هذا؟! ابن عباس يحرم الغناء … ابن مسعود يحذر منه … جابر بن عبد الله يصفه باللهو … مكحول .. مجاهد. ابن تيمية .. ابن باز. الألباني .. كلهم يحذرون منه .كلهم يحرمونه .. فبقول من تقتنع ؟ إن لم يقنعك قول هؤلاء؟!

قال ابن مسعود، وبعضهم يرفعه إلى النبي: (الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر) . وقال عمر بن عبد العزيز لأبنائه: احذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. أحذركم الغناء .. فما استمعه عبد إلا أنساه الله القرآن. أ.هـ

وقد نقل الإجماع على تحريمه وإنكاره. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية – يقصد الصرع وما ينتاب العبد من الخبائث والوساوس وأمراض القلوب – سماع الغناء والملاهي، - ثم قال عن مستمع الغناء -: وهو ينفر من سماع القرآن ويتكلفه، ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذة، ويحب سماع المكاء والتصدية – يعني التصفيق والتصفير – فهذه أحوال شيطانية، وهو ممن يتناوله قوله تعالى: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. أ.هـ [الزخرف:36].

وقال ابن القيم: "ومن مكائد الشيطان التي كاد بها من قل نصيبه من العقل والعلم والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشبه المبطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً، فلو رأيتهم عند ذياك السماع، وقد خشعت منهم الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة، يتمايلون لا كتمايل النشوان، ويتكسرون في حركاتهم ورقصهم كتكسر النسوان، والعياذ بالله، - ثم قال – وهو خمارة النفوس، يفعل بالنفوس أعظم من فعل الكؤوس، - ولغير الله – بل للشيطان قلوب هناك تمزق، وأموال في غير طاعة الله تنفق، قضوا حياتهم لذة وطرباً، واتخذوا دينهم لعباً ولهواً، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن، لو سمع الواحد منهم القرآن من أوله إلى أخره لما حرك له ساكناً، ولا أزعج له قاطناً حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان – يعني الغناء- وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه إلى عينه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وإلى يديه فصفقت، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الديان، عليه توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل أ.هـ.

ولتعلموا عباد الله، أن هذا الكلام من رجل لا يدري عن غناء زماننا هذا لأنه عاش في القرن السابع الهجري، فكيف به لو اطلع على غناء اليوم . سئل سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن حكم الغناء لمن يسمعه على سبيل التسلية فقط فأجاب: الاستماع للأغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة، وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى: وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ [لقمان:6]. بالغناء، وكان ابن مسعود يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء، فإذا كان مع الغناء آلة كالربابة والعود والطبل ؛ صار التحريم أشد، وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلات اللهو محرم إجماعاً، فالواجب الحذر من ذلك – ثم قال للسائل- وأوصيك وغيرك بالإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله عز وجل .أ.هـ

أيها الأحبة المؤمنون بالله … هل بعد هذا البيان من علمائنا من بيان؟!! وهل بعد أن عرفنا حكم الله في الغناء من توبة لنا وعودة إلى الله وإلى سبيل الحق والرشاد .. أين العزائم المؤمنة التي إذا عرفت سبيل الله لم يصدها عنه صاد، ولم يحجزها عنه شيء، أين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. أين الذين إذا جاءهم أمر الله ورسوله قالوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ [البقرة:285]. ليقولوا بصوت المؤمن الصادق في إيمانه مع ربه: وداعاً لزمن اللهو والضياع، وداعاً لزمن الخبث والفجور، وتوبة صادقة إلى الله العزيز الغفور إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُون [النور:51-52].

أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله...

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله إلى جميع الثقلين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا أيها الناس: ما حرم الله شيئاً إلا لضرره وخطورته على الإنسان المسلم العاقل، وما تحريم الغناء في الإسلام إلا لكثرة أضراره التي يعرفها أولو العلم ومن سلمه الله من شره، فإن مدمن المخدرات مثلاً لا يدري عن ضررها، ومن وقع في حبائل الغناء لا يدرك شروره إلا من غيره، وقد عد بعض العلماء للغناء أكثر من ثلاثين ضرراً وأكثر من ثلاثين خطراً، منها أنه يقطع الحبل بينك وبين الله، حبلك مع الله الذكر، حبلك مع الله لا إله إلا الله، حبلك مع الله، مع القرآن، حبلك مع الله السنة.

ومن أضرار الغناء أنه يوجد الوحشة في قلب المستمع له أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ [الرعد:28]. وتقسو القلوب بذكر الشيطان.

والغناء قرآن الشيطان ورقية إبليس، وبريد الزنا، ما أدمن عليه عبد إلا استوحش من المساجد والقرآن والحديث والدروس والدعوة وذكر الله الواحد الأحد. ومن أضراره أنه يحبب الزنا، قال ابن القيم: "هو بريد الزنا، وهو يقود العاشق إلى المعشوق، وهو يجمع بين العاصين لله، والفاجرين، في مكان واحد، يكشفهم الله، ويطلع عليهم، ويظنون أنهم غابوا عن الله، فيرسلهم الغناء إلى الفاحشة الكبرى"، قال الأندلسي:

وإذا خلـوت بريبة في ظلمـة                 والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها              إن الذي خلق الظلام يراني

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ [المجادلة:7].

ومن أضرار الغناء أنه يشغل عن ذكر الله، ويصرف عن الفرائض، ومن أضراره أنه يحدث الوساوس والهواجس في القلب، وهو سلم الشيطان ليزرع الفاحشة والفجور وخلع جلباب الحياء بين العبد وربه .. أين وجه ذلك المغني والمستمع يوم يعلم أن الله مطلع عليه ومع ذلك يغني ويطرب ويرقص ويلهو؟؟ أين وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه؟.. أين يذهب بوجهه يوم أن يعلم الرسول أن أمته قد عكفت على الغناء والموسيقى بعده؟! وسهرت إلى قبيل الفجر على ناي وعود؟! أين يذهب بوجهه إذا بعثر ما القبور وحصل ما في الصدور وسئل عن علمه الذي حفظه في دنياه فإذا هو يحفظ عشرين أغنية ساذجة ولا يحفظ جزءاً واحداً من كتاب رب العالمين؟!

شباب الحق للإسلام عودوا         فأنتم فجـره وبكم يسـود

وأنتم سـر نهضته قديمـاً                  وأنتم فجره الزاهي الجديد

وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].

هذا وصلوا رحمكم الله على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه...

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً