.

اليوم م الموافق ‏10/‏ذو القعدة/‏1445هـ

 
 

 

الزلازل

1863

الرقاق والأخلاق والآداب

آثار الذنوب والمعاصي

صالح بن محمد الجبري

الطائف

9/5/1420

جامع الحمودي

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- التحذير من الذنوب2- الذنوب تستوجب العقوبة العامة.3- هلاك الأمم السابقة بسبب ذنوبها.4- الأسباب المادية والقدرية لحصول الزلازل.5- النصوص تحذر الأمة في عقوبتها بالزلازل.

الخطبة الأولى

أما بعد :

يقول الإمام ابن المبارك رحمه الله:

رأيت الذنوب تميت القلوب           وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب             وخير لنفسك عصيانها

 أيها الأخوة :

إن الذنوب على اختلافها هي في نفسها أمراض تحدث خللاً في الدين وفساداً في الأخلاق. وفي ذلك فساد وأي فساد للمجتمع. فقد حذر الله تعالى من المعاصي ونهى عن كل أنواع الفواحش والآثام على الإطلاق فقال سبحانه :وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام: 151] وقال قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْىَ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ [الأعراف: 33] الفواحش هي الذنوب، والإثم : الخطايا، والمعاصي والبغي : التعدي على الناس. وقال ((لا أحد أغير من الله)) ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود في باب غيرة الله وتحريم الفواحش.

والذنوب كلها مشؤومة وعواقبها وخيمة وما ينزل بالناس من نقم وعذاب،إنما هو من جراء ما كسبته أيدديهم، وإلا فإن الله غني عن عقاب الناس وتعذيبهم مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ [النساء: 147].

وقد جرت سنته تعالى في خلقه أن يعامل عباده حسب ما عملوا، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. [الروم: 41].

إذن فكل ما حصل أو سيحصل من بلاء وحوادث وكوارث وفساد في الأرض فمصدره ابن آدم،لأنه السبب فيه بإسرافه في الإجرام ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال: 53].

فالله عز وجل لا يزيل ما بقوم من العافية والنعمة والرخاء،فيبدلها بالآلام والزلازل حتى يغيروا ما بأنفسهم من الطاعة إلى المعصية وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل 112].

وشؤم هذه الذنوب والمعاصي والتي يعاقب الناس بسببها لا يصيب المباشرين لها فقط،بل يصل حتى للصالحين والمؤمنين، فقد سألت أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها،سألت الرسول فقالت: أنهلك وفينا الصالحون، قال: ((نعم، إذا كثر الخبث))، والخبث:كل معصية عصي الله تعالى بها في البلاد أو البحر أو في الليل أو النهار.لذلك كان من الواجب علينا جميعاً أن نحذر من ذلك وألا نأمن مكر الله خاصة مع ارتكاب المعاصي قال تعالى : أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ [الأعراف: 97 ـ 99].

ومن سنته تعالى أنه قد يمهل أقواماً ويرجئ عذابهم إلى وقت ما،ويمدهم مع ذلك بالأموال والبنين،ويوسع عليهم في حياتهم،ويسهل لهم الصعاب ويمهد لهم سبل المعاش؟.

فيظن الجهال منهم بسنة الله أنهم على خير،وأنهم ناجون غير معاقبين،والحقيقة أن الله يستدرجهم ويملي لهم من حيث لا يتصورون حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِى ٱلْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ [المؤمنون: 55، 56].

ويقول تعالى :وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا [الحج: 48]. الإملاء : الإمهال والتأخير .. كما قال تعالى إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً [آل عمران: 187].

ووجود الأموال والأولاد وكل ما في الدنيا من مغريات،كل ذلك لا قيمة له عند الله إذا ما كان أصحابها يعصون ربهم وَمَا أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ بِٱلَّتِى تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً [سبأ: 27]. نعم إلا من آمن وعمل صالحاً، فالله سبحانه لا يعتبر أحدًا لعظيم جاهه ولا رئيس لرياسته، ولا غني لغناه وثروته،ولا شريف لحسبه ونسبه،ولا جميل المنظر لصورته وبهائه،إنما المعتبر عنده سبحانه المؤمن الذي يخضع له، قال سبحانه: قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ [الفرقان: 77]. أي ما يبالي بكم، ولا لكم عنده قدر ولا قيمة. لولا دعاؤكم أي لولا وجود إيمانكم وعبادتكم وقال: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)). رواه مسلم عن أبي هريرة.

ولقد أهلك الله عز وجل أممًا وأقواماً وقروناً وأجيالاً،كانوا أشد منا قوة وأطول أعماراً وأرغد عيشاً وأكثر أموالاً،فأستأصلهم وأبادهم، ولم يبق لهم ذكر ولا أثر، وتركوا وراءهم قصوراً مشيدة وآباراً معطلة وأراضٍ خالية وزروعاً مثمرة،ونعمة كانوا فيها فاكهين، فأورث كل ذلك قوماً آخرين فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَاء وَٱلاْرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ [الدخان: 29] وفي هذا يقول سبحانه: أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأنْهَـٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ [الأنعام: 6]. وقال وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً وعذبناها عذاباً نكرًا فذاقت وبال أمرها خسرًا. ما السبب؟ السبب المعاصي والذنوب، وإلا فما الذي أغرق قوم نوح بالطوفان فلم يبق على وجه الأرض إلا ما كان في السفينة؟ ما الذي أغرقهم إلا المعاصي والشرك. قال تعالى عن دعوة نوح رب لا تذر على الأرض من الكافين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا.

وقوم عاد : لماذا أرسل عليهم الريح فأصبحوا عبرة للمعتبرين كما قال تعالى وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. أهل الذنوب والمعاصي.

وقوم ثمود : لماذا أهلكهم الله بالصحية فماتوا عن بكرة أبيهم؟ وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها. [هود: 17] .. إنها الذنوب والمعاصي.

وقوم لوط : لماذا أمر الله جبريل عليه السلام برفع مدنهم إلى أعلى الفضاء ثم جعل عاليها سافلها مع رجمهم بالحجارة من سجيل فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد . [هود: 82, 83].

ولماذا أغرق الله فرعون وقومه في البحر؟ فالأجساد غرقى والأرواح حرقى، النار يعرضون عليها صباحاً ومساءً فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين،وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. [القصص: 41] . وهكذا باقي الأمم السابقة كقوم شعيب وقارون وقوم تبع وغيرهم قال جل وعلا: فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض. ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. [العنكبوت: 40] وإذا كان العقاب قد حصل لهؤلاء الأقوام السابقين وقد كانوا يفعلون بعض المعاصي وليست كلها. فقوم لوط .. كانت جريمتهم اللواط، وقوم شعيب تطفيف الكيل والميزان، وهكذا فكيف إذا اجتمعت المعاصي والكبائر كلها في أمة، كما هي مجتمعة الآن في بلاد المسلمين.

والمتأمل في أحوال المسلمين اليوم يجد أن لديهم من البدع والشرك وسائر المعاصي ما الله به عليم. فترى الشرك الأكبر من الطواف حول القبور والعكوف حولها وسؤال الأموات. والبدع المنتشرة مكان السنن إضافة إلى محاربة الإسلام سراً وجهراً. وانتشار الربا وأكل أموال الناس بالباطل وكثرة الفواحش كالزنا وتبرج النساء وشرب الخمور والفجور،وآفة الآفات الحكم بغير شرع الله والتحاكم إليه والظلم والجور.

وإذا كانت كل هذه المصائب تحدث في بلاد المسلمين إلا من رحم الله فهل تستغرب بعد ذلك أن يعاني المسلمون هذه الأيام من الهزائم الحربية على أيدي أعدائهم وهل تستغرب حصول المصائب الأخرى كالفقر والمرض والتخلف والتعرض للفيضانات والسيول والزلازل والخسف وغير ذلك. هل نستغرب؟ لا تستغرب أبداً وصدق الله وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. [الشورى: 30]. اللهم إنا نسألك أن تعصمنا جميعاً من الوقوع في الذنوب والمعاصي،وأن تعيننا على التوبة منها وتركها إنك على كل شيء قدير.

كلنا قد سمعنا وقرأنا ورأينا عن الزلزال الذي وقع من قريب. صح إخواننا المسلمين في بلد مجاور أكثريته من المسلمين. نسأل الله أن يعافيهم وأن لا يبتلينا. وفي تفسير هذه الحوادث انقسم الناس إلى قسمين،ولنبدأ بالقسم الأول وهم من الذين يحشرون عقولهم في كل شيء. ويزعمون أنهم يفهمون في كل شيء ويزعمون العلم والثقافة. وإذا سمع الإنسان العادي أحدهم يتكلم يتعجب من فصاحة ورص الكلام المنمق والذي يحرص فيه على الابتعاد عن الإشارة إلى الدين بأي شكل من الأشكال وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.

هؤلاء وأمثالهم من أصحاب المذاهب العلمانية لا يعتقدون أن لله دخلاً فيما يحدث ويحاولون خداع الناس بقولهم: إن هذه الدعوات من أفعال الطبيعة وإنها عادة طبيعية وغير مقصودة. فإذا حدث زلزال أو خسف أو غرق أو عواصف أو صواعق فهذا كله لا يربطون بينه وبين العقوبة الإلهية لماذا؟ حتى لا يتنبه الناس لفعالهم ولإفسادهم وجرائمهم وقد ذكر القرآن هذا المعنى بقوله وما أرسلنا في قربة من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون. ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة .. .ز وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. [الأعراف: 94].

ورغم هذا يجادلون في هذه الحوادث ولا يربطونها بالله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال. [الرعد 13].

وفي عهد الرسولصلى الصبح وكانت ليلة هطلت فيها الأمطار وكثرت فيها السحب فلما انتهىمن صلاته أقبل على الناس وقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم بما قال، قال : ((قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال : أمطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب ..))

إذن فأصحاب هذا الرأي من الماديين رأيهم لا وجه له بل هو رأي قد يهلك من اعتنقه أن يظنون إلا ظنًا وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً. فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا. ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى.

أما القسم الثاني في نظرهم إلى مثل هذه الحوادث فهم أهل الإيمان. أهل الإيمان الذين يعرفون من كتاب ربهم وسنة نبيهمأن هذه الحوادث إنما هي آيات يخوف الله بها عباده لكي يرجعوا إليه يقول سبحانه وتعالى معقباً على إهلاكه قوم لوط وتخويفاً لمن بعدهم وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم [الذاريات: 37] ويقول وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا. [الإسراء :8]. وقال عن الخسوف والكسوف: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بهما عباده)).

ولما حدث الخسف بقارون فعلاً لم يكن السبب أن القشرة الأرضية كانت لينة وهينة بل السبب أنه عصى الله ورسوله قال الله عنه: فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين [القصص: 81].

وعندما أخبر النبيأن هذه الأمة سيكون فيها خسف ومسخ وقذف لم يذكر أن السبب هو تصدع سطح الأرض وانشقاقها،إنما السبب هو المعاصي فقال: ((سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف. إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور)) [4149 صحيح الجامع].

وعندما أخبر عن الرجل الذي خسف لم يقل: إن السبت في الخسف هزة أرضية بل خسف به بسبب تكبره وتجبره قال : ((بينما رجل يجد يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)) البخاري.

وعندما وقعت هذه أرضية في المدينة على عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطابفجاء إلى أم المؤمنين عائشة عنها وسألها؟ فماذا قالت له؟ قالت: كثرت الذنوب في المدينة، فماذا قال ؟ جمع الناس وقاله لهم: والله ما رجفت المدينة إلا بذنب أحدثته أو أحدثتموه، والله لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً.

وقال كعب : (إنما تزلزل الأرض إذا عُمل فيها بالمعاصي فترعد خوفًا عن الرب جل جلاله أن يطلع عليها).

لقد أخبر إلى أن الزلازل ستحدث وتكثر حين يكثر الفساد وتظهر الفتن وستكون من علامات الساعة فقال : ((لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتها واحدة،وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم. وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان)). وللعلم فهذه الزلازل والآيات بصفة عامة؟ ليست مختصة بأرض معينة،ولا بمكان معين؟ فالله عندما حذر الناس من الخسف بسبب ذنوبهم لم يحدد جنسيات معينة ولا بلاداً مرصوفة، بل خاطب الجميع وقال أَءمِنتُمْ مَّن فِى ٱلسَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ [الملك: 16].

وقال أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ [النحل: 45].

إذن من الواجب علينا جميعاً معشر المسلمين أن نرجع إلى الله وأن نتوب إلى الله حتى لا نتعرض لغضب الله سبحانه وتعالى وكما قال تعالى وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ . [طه: 81].

أما إخواننا وما حصل لهم فنحن لا نشمت بهم، ومعاذ الله أن نفعل ذلك، بل ويعلم الله أننا حزنا لحزنهم، وتأثرنا بتأثرهم، فمن كان منهم مؤمناً يصلي ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويأتي بما أوجب الله عليه فهو شهيد بإذن الله كما قال : ((الشهداء خمسة، المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله)). ونسأل الله العظيم أن يرحمنا وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

اللهم...

 

 

الخطبة الثانية

لم ترد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً